ففي ظل تهديدات الجمهور الدرزي بالتصعيد ، أعلن نتنياهو عن تجميد الاعمال لمدة شهر على الأقل واقامة لجنة تضم أيضا شخصيات قيادية من الطائفة الدرزية للبت في القضية والتوصل الى حلول .

يأتي ذلك في الوقت الذي وجّه فيه الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في البلاد الشيخ موفق طريف، رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال فيها إن الخُطة التي بدأت الحكومة نقاشها للنهوض بأوضاع المجتمعِ الدرزي، وسد فجوات السكن والتخطيط والتطوير غَير كافية، وتنقصها عدة نقاط منها الاستمرار في تجميد مَشروع التوربينات. وطالب الشيخ طريف " بإلغاء الغرامات المالية والإجراءات القانونية بحق أبناء الطائفة، الذين قاموا ببناء بيوتهم على أراضيهم الخاصة وبترخيص هذه البيوت ". وطرح أيضاً مَطلباً "بسن قوانين لتثبيت مكانة الطائفة المَعروفية ". 

قناة هلا تحدثت مع د. أمير خنيفس - المحاضر في العلوم السياسية وأحد قادة النضال حول هذه القضية .

يقول د. امير خنيفس في حديثه لقناة هلا وصحيفة بانوراما ، حول أسباب قرار تأجيل عمل شركة "توربينات الريح " في هضبة الجولان: "هذا القرار جاء نتيجة الضغوطات التي واجهها نتنياهو من قبل الجماهير المعروفية في دولة إسرائيل في الاسابيع الأخيرة، سواء من خلال المظاهرات في الكرمل والجولان او اغلاق الشوارع. السبب الاخر الذي أدى الى التاثير على قرار نتنياهو حقيقة ان اليوم نتنياهو يتواجد امام مأزق سياسي نتيجة حملة الاحتجاجات والمظاهرات التي يقوم بها المحتجون والمتظاهرون ضد التغييرات في النظام القضائي".

• كيف تقرأ الخطة الحكومية التي جاءت في اعقاب هذه المظاهرات؟
"يجب ان نفرق بين امرين ، الأول هو توقيف مشروع التوربينات في هضبة الجولان، وبين الخطة الخماسية التي يلوح بها نتنياهو. الخطة مجرد أكاذيب وليس بالامر الجديد على نتنياهو اذ اقام نفس هذه اللجان عام 1996 وكانت بقيادات شخصيات مختلفة وللأسف الشديد صدق المجتمع الدرزي احادثيه وآمن بأكاذيبه. التلويح بهذه الخطوة هو اكبر دليل على نوايا نتنياهو إزاء هذا الموضوع، فاذا أراد ان يغير شيئا يخص الطائفة الدرزية عليه أولا تغيير سياسة حكومته تجاههم ، حيث انه يستطيع ان يأخذ قراراً بتعديل قانون القومية، الغاء قانون كامينتس وضخ بعض الميزانيات للطائفة الدرزية، وهكذا ينتهي الموضوع. هذه الخطة الخماسية هي اثبات انه لا يريد ان يفعل أي شيء من هذا القبيل والتلويح بهذه الخطة بمثابة إعطاء "حبة اكامول" للطائفة الدرزية وتهدئة حالة الغليان الموجودة في الشارع الدرزي".

 • هل سيتمكن نتنياهو من تنفيس غضب الشارع الدرزي خاصة واننا سمعنا الخطاب الناري للشيخ موقف طريق قبل العيد بأيام في الاجتماع في كفر ياسيف؟
"ليس صدفة انه في احدى اللقاءات التي كانت لرئيس الحكومة مع شخصيات درزية في الأسابيع الأخيرة شارك رئيس جهاز الشباك ، وعلى ما يبدو ان قوى الامن مطلعة على حالة الغليان التي يعيشها الشارع الدرزي في الآونة الأخيرة نتيجة لتراكمات قضايا مختلفة على رأسها قانون القومية وكامينتس، بالإضافة الى كل المبالغ الطائلة التي يدفعها شبابنا بحجة بناء غير مرخص وهم يبنون على ارضهم الخاصة وليس على اراضٍ ملك للدولة. برأيي طبعا مثل هذا القرار سيعطي نوعا من الراحة عند بعض الجماهير في الشارع الدرزي ونوعا من التنفس ولكن حتى متى سنقول بان مثل هذا التنفيس يستطيع ان يساعد في إعادة الحياة الى جماهيرها؟ ، اذا قامت الحكومة بخطوات إيجابية في الفترة القريبة سترضى بعض الأطراف ولكن هل جميعها؟. سيؤثر ايضاً على الحالة في الشارع الدرزي دخول القرى الدرزية الى حالة انتخابات داخلية للمجالس المحلية وسيؤثر على مدى المشاركة من قبل أطراف من المجتمع الدرزي بهذا الموضوع".

• بخصوص البنود التي يصر عليها الشيخ موفق طريف ، وهي قضية الغاء الغرامات وترخيص البيوت المهددة بالهدم، هل ستستجيب الحكومة ونتنياهو لمطالب الشيخ موفق طريف؟
"هذا مطلب عادل وأقل ما يمكن ان نطلبه من الدولة بأن لا تعاقبنا على بناء بيوتنا على أراضينا هذا ليس بمطلب مستحيل واعتقد ان هناك اتفاق واسع داخل الشارع الدرزي حول هذه المطالب، وجميع المجموعات الفعالة تطالب بنفس الامر. كل ما نطلبه إيقاف هذه الغرامات ضد شبابنا والمحاكم، كما اقولها اليوم على جميع المنابر في المظاهرات بأن قانون القومية حولنا الى مواطنين درجة ثانية وقانون كامينتس حول شبابنا الى مجرمين رغما عنهم، وهذا اقل مطالبنا كوننا مجتمع مسالم يريد ان يعيش في محبة وسلام على هذه الأرض".

• ماذا تقول حول مشهد وصول الوزير بن غفير الى مكان العملية في تل ابيب وتصريحه بالقول "انا ادعو الجمهور الإسرائيلي الى حمل السلاح هذا يحمينا"؟
"بن غفير هو سياسي عنصري عاش في المستوطنات واعتاد على العنف وعلى ضرب وتهميش المجتمع العربي الفلسطيني. بن غفير وغيره في معسكر اليمين يعتقدون ان الحل للصراع الفلسطيني – إسرائيلي يكون من خلال القوة بدلاً من البحث عن الأسباب التي أدت الى قيام شخص بعملية معينة. ما نشهده في الاراضي المحتلة هو نتيجة ضغوطات تمت ممارستها على رئيس الحكومة نتنياهو فهو الان امام مأزق سياسي ومأزق اقتصادي".

• خروج الجيش الإسرائيلي بحملة عسكرية كبيرة في جنين، دفع أكثر من الف جندي اليها بدون عقد جلسة للمجلس الوزاري المصغر، والمعارضة تقول بان نتنياهو لا يثق بوزرائه لذلك لا يعقد هذه الجلسة، كيف ترى هذا المشهد؟
"الأجهزة العسكرية في إسرائيل والجيش صرح بأن التحضيرات للعملية استمرت على مدار الأشهر الأخيرة، من جهته صرح نتنياهو بانه كان من الواجب إبقاء هذه العملية في الخفاء حتى على جزء من الوزراء في حين ان المعارضة تلوح بان القرار لهذه العملية كان يجب ان يتخذ بالتشاور مع المجلس الوزاري المصغر – ‘الكابينت‘، ولكن من الواضح ان نتنياهو لا يثق به، ولا يثق في بن غفير وسموتريش والاخرين، لذلك اتخذ مثل هذا القرار بشكل منفرد مع قيادة الجيش وقوى الامن".

• لماذا لم يتلق نتنياهو دعوة لزيارة البيت الأبيض حتى اللحظة ؟
"نتيناهو يتكلم بلغتين للإعلام الأجنبي يتكلم كقائد مسالم الذي يريد ان يحافظ على اسرائيل كدولة ديموقراطية، ونتنياهو الذي يتكلم للإعلام العبري بلغة اليميني المتطرف الذي يريد ان يضعف جهاز القضاء الإسرائيلي ويريد ان يتخذ قبضة حديدية تجاه الشعب الفلسطيني، أي نتنياهو علينا ان نصدق؟ على ما يبدو ان القيادة الأمريكية في واشنطن متابعة للأحداث واعتقد ان معسكر اليسار يلعب دوراً هاماً في هذا الموضوع ويقنعهم بأن نتنياهو الحقيقي هو ذلك الذي يتكلم للإعلام بالعبري وهو الذي يريد ان يضعف ديموقراطية الدولة وليس معنياً في القيام بأي خطوة في العملية السلمية مع الشعب الفلسطيني لذلك واشنطن لم تدع نتنياهو لمقابلة حتى الان".

Photo by JALAA MAREY/AFP via Getty Images)

Photo by JALAA MAREY/AFP via Getty Images)

Photo by JALAA MAREY/AFP via Getty Images)