الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي - صورة شخصية
في وقتها كانت مواقفها السياسية مع العراق, بل ان التوجه الخليجي العام ضد ايران وضد التغيير الذي حصل فيها, وأمريكا تعتبر أنها خسرت حليف مهم كان يمثل أجندتها في المنطقة, لذلك كانت تسعى لإسقاط الثورة الايرانية.
وكانت أمريكا تشن هجوم اعلامي ودبلوماسي وسياسي مسعور ضد ايران, بالاضافة للتصدع العربي نتيجة اتفاقية السادات, وقيام العرب بعزل مصر عن الوطن العربي, باعتبار أنها خائنة للقضية المصيرية (قضية فلسطين), هذه الأجواء الملبدة بالغيوم, جعلت كل شيء مخيف متوقع, والمتابع يلاحظ أن الخطاب الصدامي كان ممتلئ كراهية ومتهور وغير سياسي ويفتقد للاتزان, مع وقوف دول العالم بجانبه ضد الدولة الاسلامية الجديدة في ايران.
• 1- نيسان محاولة اغتيال طارق عزيز
في ظل الصراع الاسرائيلي اللبناني السوري في جنوب لبنان, ومن جهة خسارة مصر وانعزالها عن قضايا العرب, والتصعيد الاعلامي الأمريكي ضد الجمهورية الفتية في إيران ومحاولات اسقاطها, يأتي نظام صدام ليفتعل مسرحية مضحكة, فالمعروف أن النظام كان قويا شرسا لا يمكن اختراقه في تلك الايام, ومدعوم من القوى الغربية والامبريالية, لذلك لا يمكن أن يمر حادث من دون ان يعلم به النظام قبل وقوعه.
في يوم الثاني من نيسان كان مانشيت عريض في جريدة القبس يتحدث عن محاولة اغتيال حصلت يوم الاول من نيسان, متزامنة مع يوم الكذب العالمي, فكان المانشيت (محاولة اغتيال طارق عزيز)! مع عنوان فرعي مخيف بعنوان ( صدام حسين: لن ترهبنا المحاولات الاجرامية), حيث قالت وكالات الانباء العراقية ان طارق عزيز اصيب بجروح بسيطة في ساقه ويده نتيجة انفجار قنبلة في تجمع طلابي كان يحضره في الجامعة المستنصرية, وذكرت الوكالة ان مواطنا من اصل ايراني يدعى سمير نور علي القى القنبلة على تجمع طلابي في الجامعة, وان المجرم لقي حتفه في الحال من قبل رجال الأمن.
واضح المخطط البعثي لوضع مقدمات لشن الحرب على ايران بدعم امريكي وغربي وعربي, بالاضافة للقيام بحملات امنية مرعبة داخل العراق بذريعة فلم طارق عزيز.
• 2- نيسان انفجار قنبلة في باريس
خبر آخر ملفت للنظر يتكلم عن انفجار قنبلة في باريس, الحق أضرار بسيطة جدا بمكتب الخطوط الجوية العراقية, وهو يسير ضمن نفس المخطط, خصوصا ان باريس شهدت انطلاق الثورة الايرانية, وجعلوا الهجوم ضد مجهول, لكن ضمن نفس الفترة التي عملت المخابرات العراقية مع الغرب على رسم مخطط تعرض العراق لهجمة ايرانية, تهدد الثورة في العراق, باعتبار ان حكم البعث ثورة وليس مجرد عصابة مسلحة استولت على الحكم عبر الدم.
والصحافة كانت تركز على الفعل مع انه غير جدي ولم يوقع اصابات, مجرد تهويش ليسجل ضد مجهول, ايدي المخابرات العراقية ليست بعيدة عن هكذا فلم تكرر كثيرا, ليظهر صدام ونظامه بانه محارب من الاخرين, ليكون الفيلم الهابط ذريعة ليقوم بموجة اعتقالات واعدامات وفرض الرعب على العراقيين.
• 3- نيسان نظام بغداد تتهم إيران بمحاولة الاغتيال
كانت إيران تعيش صراع مع أمريكا, حرب الرهائن, ثم المحاولة الامريكية المضحكة لقلب النظام في ايران عبر إنزال قوات داخل إيران, يأتي نظام صدام ليقوم بدوره حسب ما خططت له امريكا وأعوانها, كان صدام مجرد لعبة بيدهم, فبعد فلم طارق عزيز اتجه صدام لحرب التصريحات والاتهامات, وشن الإعلام العراقي هجمة شرسة على إيران, مع كاركاتير سياسي يومي في الصحف عن النظام الايراني الجديد.
التحشيد الاعلامي والسياسي وحتى حشود عسكرية على الحدود, واعتبار إيران بلد معادي يشن حرب ضد الحزب والثورة والقيادة البعثية, كل هذا بهدف زيادة الضغط ومساندة الغرب وامريكا في مساعيهم لضرب الدولة الفتية في ايران, بالمقابل حصل صدام على وعود بأن ياخذ دور الشاه في المنطقة فيكون الشرطي الذي يعمل في المنطقة بالنيابة عن القوى الامبريالية.
• 6- نيسان النظام البعثي يهدد ويطالب بالجزر الاماراتية
قام نظام صدام عبر ماكنته الاعلامية وقنواته السياسية بالمطالبة بالجزر الإماراتية الثلاث, وان ايران تحتلها بدون وجه حق, مما دفع إيران للتصريح انها لن تتخلى عن شبر واحد, كان صدام يضغط في سبيل انجاح المخطط الأمريكي-الصهيوني لضرب ايران واسقاط الثورة فيها, واندفع صدام وحزبه كالثور الهائج ضد ايران, واعتبرها عدو وليس جار او صديق.
وحسب جريدة القبس التي تنقل الخبر عن راديو لندن بأن إيران استنفرت قواتها على طول الحدود مع العراق, في اعقاب التهديدات العراقية المتكررة, ثم تكمل جريدة القبس نقلا عن وزير الخارجية الإيراني قطب زاده انه ابلغ الدبلوماسيين في السفارة في بغداد بمغادرة الأراضي العراقية فورا.
مع اخبار من داخل إيران تنقلها القبس عن وكالة أنباء "بارس" بتعرض محطة ضخ ايرانية قرب الحدود العراقية لهجوم صاروخي ادى لاندلاع حريق في أنابيب النفط والغاز في إقليم خوزستان وتوقف إمدادات النفط من مصفى عبادان.
وسائل اعلام ايرانية تنقل خبر ان الاف الايرانيين رحلوا من العراق! ونقلوا بشاحنات للحدود الايرانية.
يظهر جليا ان الامر بين العراق وايران تصاعد بسبب تهور نظام صدام في التصريحات الاعلامية وفي الاتهامات والشتائم عبر الإعلام الرسمي.