logo

اضطرابات نفسية تصيب المراهقين.. وكيف يتصرف الآباء؟

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
02-07-2023 12:44:04 اخر تحديث: 05-07-2023 09:17:32

عفواً.. في زمن التكنولوجيا والفضائيات الشائعة والمتواجدة في كل بيت، وطوع أصابع كل طفل وشاب، لم تعد الاضطرابات النفسية ترتبط بالبالغين والعجائز فقط.. أو تحدث بسبب التغيّرات الهرمونية وحدها،


صورة للتوضيح فقط - تصوير: Chekyravaa - shutterstock

كما يعتقد الكثيرون؛ فالتوترات والأزمات العصبية باتت- ومن دون مقدمات- تصيب المراهق منذ سنوات طفولته الأولى، وفي بداية مرحلة المراهقة والشباب، وما يتبع هذا من حيرة وقلق وإزعاج للآباء، أشبه بمواجهة عقبة تربوية تقف أمامهم؛ فتسد الطريق ويصعب التعامل معها.
من هنا كان لزاماً على الآباء التعرف على أكثر الاضطرابات التي يقابلها المراهق خلال فترة المراهقة الصعبة، ومحاولة تفسير أعراضها وتفهّم أسبابها، ووضع الحلول ما أمكن للتعامل معها.. اللقاء وخبيرة التربية الدكتورة إنشراح الديب، أستاذة طب النفس وتعديل السلوك.

مرض الرهاب الاجتماعي
يواجه غالبية الأشخاص في مرحلة المراهقة العديد من التغيّرات الجسدية والعقلية، وقد تصيبهم كذلك بعض المشاكل الاجتماعية والأمراض النفسية المختلفة.. فما هي هذه الأمراض التي تصيب المراهقين، وما أعراضها؟
أولها مرض الرهاب الاجتماعي.. ويتمثل هذا المرض في شعور المراهق بالخجل والارتباك، وعدم الراحة من وجوده بين العديد من الأشخاص أو محادثتهم.
ومن أبرز الأعراض الظاهرة على المراهق حينها: الشعور بعدم الراحة في أثناء الحديث أو الوُجود بين الأشخاص.
الحرج الدائم أو الخوف من أنه قد يصاب بالحرج من حديثه مع الناس، القلق من حكم الآخرين عليه؛ حتى وإن لم يحكم عليه أحد.
انزعاج وضيق شديدان لمدة عدة أسابيع قبل مناسبة أو حدث مهم، رغبة دائمة بتجنب الأماكن العامة والأماكن المكتظة بالأشخاص.
عدم القدرة على تكوين صداقات، التعرق الشديد وضيق النفَس والغثيان، في حال تواجده بين المجموعة.

الاكتئاب
وهو شعور المراهق بأنه دائم الحزن والوحدة والفراغ بلا أيّ سبب واضح، وتشمل أعراض الاكتئاب ما يلي:
الحزن والضيق المستمران.
اليأس وفقدان الأمل من الحياة، الانزعاج وشعور المراهق بعدم أهميته للمجتمع.
أو عدم استطاعته تقديم أيّ شيء للحياة، فقدان المراهق الرغبة في القيام بأيّ نشاط كان يحبه ويستمتع بالقيام به.
التعب الدائم والطاقة القليلة.. صعوبة في التركيز والذاكرة واتخاذ القرارات.
شعور المراهق بعدم قدرته على الراحة والاسترخاء بشكل تام، تغيّرات مفاجئة غير واضحة السبب بالشهية والوزن.
التفكير المستمر بالموت أو الانتحار، آلام غريبة في الجسم غير واضحة السبب.

فرط النشاط وقلة التركيز
طبياً: يسبب هذا المرض ضعفاً بتركيز المراهق؛ حيث إنه يكون من السهل تشتيته وإلهاؤه؛ إضافةً إلى كثرة الحركة والنشاط بشكل مفرط، ومن الأعراض التي تظهر على المراهق المصاب بمرض فرط النشاط ونقص التركيز:
سهولة وسرعة الملل من النشاطات التي يقوم بها.
صعوبة التركيز بمهمةٍ ما، أو فيما يقوله الآخرون.
صعوبة الجلوس من دون حركة.
مقاطعة الآخرين وكثرة الكلام.
التهوّر والقيام بممارسات خطرة.

اضطراب الشخصية الحدية
يُعرف اضطراب الشخصية بأنه عدم فهم المراهق لشخصيته الحدية، وعدم قدرته على التعبير عن رغباته ومشاعره بشكل واضح وصريح، ومعاناته من اضطرابات عاطفية شديدة وتقلبات مزاجية مستمرة، ومن أهم أعراض هذا المرض:
الخوف الدائم من هجر الآخرين له.
عدم وجود صورة واضحة أو فهم واضح للشخصية الخاصة به.
السلوكيات المتهوّرة.
نوبات مفاجئة من الغضب.
شعور دائم بالوحدة والفراغ.
الانعزال عن الواقع في بعض الأحيان.

القلق النفسي
هو مرض القلق، أكثر الأمراض النفسية شيوعاً عند فئة المراهقين، وصرحت منظمة الصحة العالمية بأن 4% من فئة المراهقين من عمر 10-14 عاماً، و5% من فئة المراهقين من عمر 15-19 عاماً، يعانون من مرض القلق النفسي، ومن أهم الأعراض المصاحبة لمرض القلق ما يلي:
الشعور المستمر بالخوف والانزعاج.
عدم القدرة على الراحة بشكل تام.
الشعور دائماً بأن الأسوأ هو ما سوف يحدث.
تسارع نبض القلب وضيق التنفس.
انزعاج المعدة بسبب التوتر، تعب عام.
الأرق وعدم القدرة على النوم لساعات متواصلة.

اضطرابات الطعام
اضطرابات الطعام النفسية شائعة جداً بين فئة المراهقين وفئة الشباب في بداية العشرينيات.
وقد وُجد أن النساء والفتيات في عمر المراهقة بالتحديد، هن الأكثر عرضة لاضطرابات الطعام النفسية.
ولكن تم تشخيصها أيضاً في فئة الذكور، ولكن بنسبة أقل، ومن الأنواع الشائعة لاضطرابات الطعام النفسية، النوعان الآتيان:
اضطراب فقدان الشهية العصبي.. ويشعر الشخص فيه بانعدام شهيته؛ خوفاً من السمنة حتى ولو كان نحيفاً؛ مما يؤدي إلى امتناعه عن الطعام، ويظهر تأثير ذلك على صحته ووزنه بشكل واضح جداً للجميع إلا للمريض نفسه.
اضطراب الشره العصبي.. هو اضطراب يقوم الشخص فيه بإجبار نفسه على التقيؤ بعد تناول الطعام خوفاً من السمنة؛ مما يؤثر على صحة المريض على المدى البعيد؛ لعدم استفادة جسده من العناصر الغذائية المهمة الموجودة في الغذاء.

واجب الآباء حال ظهور أعراض الأمراض
أولاً.. لا بد من الإشارة إلى أن الأمراض النفسية لا تختلف عن الأمراض الأخرى، بما في ذلك الربو أو السكري، ولا يقل علاجها أهمية عن هذه الأمراض.
ثانياً.. حال الشك بظهور الأعراض السابق ذكرها على ابنك/ابنتك، من المهم أن تحافظ على هدوئك، وتلجأ إلى الطبيب النفسي لمعرفة ما عليك فعله، وما هي الإجراءات التي تساعدك على عودة الحياة إلى مسارها الصحيح؟.