تصوير منجد بدران
وذلك عصر يوم الجمعة 23 حزيران 2023، في قاعة المركز الجماهيري في المدينة في المثلث.
كان في استقبال الحضور معرض رسومات إبداعية وهادفة للفنان عماد مصاروة لاقت إعجاب واستحسان الجميع. وأمّا المؤتمر فقد اشتمل على افتتاح، ومحاضرة، وخمس ورشات عمل تخصصيّة، وفقرات فنيّة، وقراءات أطفال، وتلخيصات، فقد دام 5 ساعات متواصلة وسط تفاعل من العشرات من المشاركين من الكتّاب والجمهور المحلّي.
افتتحت المؤتمر الزميلة آمال أبو فارس بكلمة مقتضبة، تلاها كل من المحامي مأمون عبد الحي رئيس بلدية الطيرة، الذي أكد في كلمته على أهمية رسالة المؤتمر في ترسيخ الثقافة والأدب، منوّهًا إلى مدينة الطيرة التي كانت وما زالت منبرا للثقافة والابداع. وقام السيد مصطفى ناطور مدير المركز الجماهيري في الطيرة، بالثناء على القائمين على المؤتمر وعرض ما قام ويقوم به المركز الجماهيري من نشاطات ثقافية وفنية في مدينة الطيرة على مدار السنة. تلاه الدكتور يوسف بشارة مركّز قطاع المثلث والجنوب في الاتحاد ورئيس لجنة المراقبة، حيث أثنى في كلمته على اتّباع أسلوب الحوار في الورشات والتلخيص فيما بعد وهو الاسلوب المفضل في مجال التدريس.
أمّا نائب الأمين العام للاتحاد الشاعر جهاد بلعوم فقد عرض إنجازات الاتحاد، وقدّم تلخيصا عن المؤتمر ومما جاء في كلمته: "نزفّ إليكم اليوم مولودًا إضافيا في مشروعِنا الثقافي، وهو المؤتمر الثاني لأدب الأطفال. ولأنّنا نؤمن برقي مشروعنا الثقافي الذي هو وبلا شك يمثل جزءا أصيلا منْ رسالتنا الفكرية التي مفادها أنّ الشعوب تنهض بلغتِها وثقافتِها، ولأنّ المثقف ليس حتما ذلك الشخص المكتظ بالكمّ المعرفيّ بل هوَ ذلك الذي يسهم بإيصال رسالة ثقافة إلى مجتمعه. لذا فنحن وعلى مدار العام الثاني على التوالي نقيم مؤتمر أدب الأطفال.. وهوَ نتاج نهجٍ مدروس رسمه الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيّين – الكرمل 48، منذ ولادة هذه الدورة التنظيمية والذي يعقد من خلاله الاتحاد نشاطات مبتكرة تعني بهموم الثقافة والأدب".
محاضرة
هذا وقد قدّمت الدكتورة ميساء الصح مركّزة مجلس أدب الأطفال محاضرة بعنوان: "الانتماء والقيم دراسات في أدب الأطفال المحلي"، فتطرّقت في كلمتها إلى تحليل قصصٍ لبعض كتّابنا. وممّا جاء في كلمتها أيضا: "لا شك بأن كلّ ما يحدث في مجتمعنا يرتبط ارتباطا وثيقا بمنظومة القيم التربوية وبهويّة الطفل وهذا ما يبدو جليًّا في قصص كتابنا المحليين، حيث إنّ الاعتزاز بالوطن يرتبط بالوعي لما يجري في عصر الطفل من أحداث بحيث يتمكن من الإسهام الفعال في بحث وحتى معالجة كل ما يعوق من مشكلات تقدّم مجتمعه. وبهذا يجب على أدب الأطفال أن يكون مربيّا موجّها للطفل على الأخلاق والقيم الحسنة والفاضلة ذات أهداف تربوية سامية تعزّز روح التضحية وتغرس العزة بالانتماء، فطفل اليوم هو رجل الغد وعليه تعتمد الأمة".
ثمّ كانت المحطّة للموسيقى التي قدّمها طلاب من مدرسة المجد بقيادة الأستاذ إياد أبو أصبع والذي قام بالإشراف كذلك على كل الفقرات الفنيّة في المؤتمر. ثمّ فقرة قراءات شعرية من أدب الأطفال لشعراء من الاتحاد، حيث ألقت التلميذة سيلينا عبد الحي قصيدة للكاتب فاضل علي كما وألقت التلميذة ديمة جيوسي قصيدة للشاعر زهدي غاوي والذي قام بدوره بتكريمها وقد حازت القراءات على إعجاب الحضور، ليختتم المحور الأوّل من المؤتمر بتقديم درع تكريميّ لرئيس بلدية الطيرة المحامي مأمون عبد الحي.
تضمّن القسم الثاني من المؤتمر ورشات عمل تخصصيّة، أدارها كتّاب من أعضاء الاتحاد المختصينَ في أدبِ الأطفال، حيث تمّ إقامة خمس ورشات عمل بالتوازي، وأديرت كل ورشة من قبل اثنين من كتاب الاتّحاد في أدب الأطفال، فيما توزّع الحضور بين الورشات وفقا لمجالات اهتمامهم.
ورشات عمل
ورشات عمل
كانت الورشة الأولى، بعنوان "صورة الجدّ والمرأة في أدب الأطفال" قدّم المداخلات فيها الزميلان: محمد علي سعيد ونبيهة جبارين. والورشة الثانية بعنوان "أدب الأطفال بين النثر والشعر"، بمشاركة الزميلين سهيل عيساوي وفاضل علي. وقدّمت الزميلتان سمية أبو حسين وعايدة خطيب الورشة الثالثة بعنوان "العلاج بالقصة بين النظرية والتطبيق". وحملت الورشة الرابعة عنوان "الهوية بين الانتماء والقيم" تداخل فيها الزميلان روز شعبان وسليم نفّاع. أمّا الخامسة فكانت "الصراع العربي الإسرائيلي في أدب الأطفال"، تداخل فيها الزميلان مصطفى عبد الفتّاح وفهيم أبو ركن.
هذا وكان المشاركون في المؤتمر من الكتّاب والأهالي قد توزّعوا على الورشات كلّ حسب اهتمامه فأغنوا الورشات بأسئلتهم ومداخلاتهم واقتراحاتهم.
عقب انتهاء الورشات، تجمع الحضور ثانية في القاعة الرئيسية حيث قام زميل من كل ورشة ليتحدث باختصار عن ورشته والتوصيات التي خرجت بها الورشة والتي لم تخلُ من الإشارة الصريحة لبعض النواقص واقتراحات تلافيها مستقبلًا. هذا وكان قد افتتح الجزء الثاني من المؤتمر بفقرة فنية غنائية لتلميذات مدرسة المجد تحت إشراف الأستاذ الفنان إياد أبو أصبع تلتها قراءات إضافيّة من أطفال مدارس الطيرة.
في هذه الفقرة الأخيرة من المؤتمر، قُدّمت دروع تكريمية لكلّ من الفنان عماد مصاروة تقديرًا لعمله الفنّي ومعرضه الجميل الذي رافق المؤتمر، ولمدير المركز الجماهيري في الطيرة السيد مصطفى ناطور على تهيئته ظروف عقد المؤتمر في المركز، ليتمّ في نهاية المؤتمر تقديم كلمة تلخيصية للمؤتمر، ألقاها الأمين العام للاتحاد المحامي سعيد نفاع ومّما جاء فيها: "نستطيع اليوم بمؤتمرنا هذا شكلًا ومضمونًا وبفخر، أن نسجّل في سجلّ حركتنا الثقافيّة الفلسطينيّة في ال-48 عامّة، وسجلّنا نحن الاتّحادَ العام للكتّاب الفلسطينيّين- الكرمل48 خاصّة، نقطةً فارقة أخرى على جبين مسيرة العمل الثقافيّ نضيفها إلى سجلّنا الغنّي... هذا المؤتمر بأبحاثه بمحاضراته بمداخلاته أثبت أنّ لدينا من الخميرة المباركة من باحثين وكتّاب وكاتبات أدب أطفال لبناء جيل مختمرٍ وطنيّا وقوميّا وإنسانيّا، الكثيرَ. هذا المؤتمر كان لبنةً تأسيسيّة أخرى هامّة تُضاف إلى لبنات سبقت في بناء هذا المستقبل الذي نريده ونتوخّاه نقيّا من الآفات؛ آفاتنا الذاتيّة والآفات الغيريّة."
يشار إلى أن المؤتمر كان قد أدير بمهنيّة من قبل الشاعرة أمال أبو فارس والتي قامت بدورها المحوري بتقديم فقرات المؤتمر بأسلوب شائق ولافت، كما تجدر الإشارة إلى أن السيد حسام أسعد إدريس صاحب موقع العين الساهرة، قد