تصور العائلة
عن عمر يناهز 86 عاما، وذلك بحضور جمهور غفير من المدينة وسائر البلدات العربية. وقد استذكر المتكلمون " خصال الرجب ومسيرته النضالية المشرفة ومواقفه الوطنية والانسانية الحميدة وصموده في أصعب التحديات التي مرت عليه وهو في قيادة فرع الناصرة للحزب والجبهة ومن ثم في عمله البلدي ونشاطه السياسي والثمن الذي دفعه في هذا السبيل" .
تولى إدارة الحفل، المحامي مرون مشرقي، رئيس لجنة المراقبة في جبهة الناصرة، الذي دعا الحضور لدقيقة صمت، اجلالا لذكرى الرفيق أبو عزمي، وذكرى رفيق الدرب المحامي عادل شهاب، الذي رحل يوم الأربعاء. وقال في وكلمته: "عندما كانت جماهيرُنا العربية تواجه أقسى ظروف والمعاناة والتحديات في ظل الحكم العسكري، الذي هدد وجودنا وبقاءنا انضم الرفيق سليم ابو الشيخ الى صفوف الحزب الشيوعي، ومنذ ذاك الحين وحتى أن آلت به الظروف الصحية للبقاء في البيت رهين وضعه الصحي، بقي ابو عزمي، نشيطا فعّالا، مستكملا الدور الكبير والقيادي الذي نما وترعرع عليه وربى اجيالا تسير على هديه وكان خلاله حاملا همومَ ابناءِ مدينتِا الغالية علينا جميعا، الناصرة، ومن خلال توليه عضوية البلدية خلال دورتين كان له الدور الكبير في تقديم جلّ الخدمات وعايشهم في حياتهم اليومية".
جرايسي: " الرفيق والصديق سليم الشيخ سليمان، قامة وطنيّةٌ من جيل المخضرمين "
وتحدث رئيس بلدية الناصرة السابق، رامز جرايسي، فقال: "الرفيق والصديق سليم الشيخ سليمان، قامة وطنيّةٌ من جيل المخضرمين، رحل عن عالمنا مخلّفاً سيرة ومسيرة فاخرة. منذ ان انتمى في مطلع شبابه للحزب الشيوعي رفيقاً لابن حيّه طيّب الذكر توفيق زيّاد، في ستينيات القرن الماضي، وفي أحلك الظروف التي واجهها شعبنا ما بعد النكبة. حين عانى من بقي في وطنه من وطأة الحكم العسكري والضغوط السياسيّة والاقتصاديّة، وحين واجهت كوادر الحزب والقيادات الوطنيّة الاعتقالات والإبعاد. وشارك لاحقاً في تأسيس جبهة الناصرة الديمقراطيّة سنة 1974، التي كان عضواّ في هيئاتها القياديّة، مساهماً فه تهيئة المناخ السياسي والشعبي لتأسيس الجبهة الديمقراطيّة للسلام والمساواة، بعيد يوم الأرض الخالد. واجه بشجاعة وصلابة وبثبات ومسؤوليّة ومبدئيّة أصعب الأزمات والظروف، متابعاً مسيرة عطائه حتى ما بعد خروجه الى التقاعد من احترافه الحزبيّ، إلى أن حدّ وضعُه الصّحّي من نشاطه الميدانيّ، لكنه لم يَحُدَّ من متابعته للأحداث، خاصّة الشؤون النصراويّة وتلك المتعلّقة بالقضيّة الفلسطينيّة والواقع الإسرائيلي المتأزم، والتي كانت محور الحديث معه خلال كل زيارة اليه. بقي صافي الذهن والفكر حتى الشهر الأخير من حياته".
وتحدث رئيس بلدية الناصرة السابق، رامز جرايسي، فقال: "الرفيق والصديق سليم الشيخ سليمان، قامة وطنيّةٌ من جيل المخضرمين، رحل عن عالمنا مخلّفاً سيرة ومسيرة فاخرة. منذ ان انتمى في مطلع شبابه للحزب الشيوعي رفيقاً لابن حيّه طيّب الذكر توفيق زيّاد، في ستينيات القرن الماضي، وفي أحلك الظروف التي واجهها شعبنا ما بعد النكبة. حين عانى من بقي في وطنه من وطأة الحكم العسكري والضغوط السياسيّة والاقتصاديّة، وحين واجهت كوادر الحزب والقيادات الوطنيّة الاعتقالات والإبعاد. وشارك لاحقاً في تأسيس جبهة الناصرة الديمقراطيّة سنة 1974، التي كان عضواّ في هيئاتها القياديّة، مساهماً فه تهيئة المناخ السياسي والشعبي لتأسيس الجبهة الديمقراطيّة للسلام والمساواة، بعيد يوم الأرض الخالد. واجه بشجاعة وصلابة وبثبات ومسؤوليّة ومبدئيّة أصعب الأزمات والظروف، متابعاً مسيرة عطائه حتى ما بعد خروجه الى التقاعد من احترافه الحزبيّ، إلى أن حدّ وضعُه الصّحّي من نشاطه الميدانيّ، لكنه لم يَحُدَّ من متابعته للأحداث، خاصّة الشؤون النصراويّة وتلك المتعلّقة بالقضيّة الفلسطينيّة والواقع الإسرائيلي المتأزم، والتي كانت محور الحديث معه خلال كل زيارة اليه. بقي صافي الذهن والفكر حتى الشهر الأخير من حياته".
وذكر جرايسي أنه " زامل الفقيد في بلديّة الناصرة التي انتخب لعضويّتها لدورتين كاملتين متتاليتين، كان خلالهما نموذجا للنشاط وللعطاء والاستقامة في العمل وخدمة الناس حاملاً همومهم ومتابعاً حتى قضاياهم الشخصيّة. مثابراً في نشاطه في المجلس البلدي ولجانه المختلفة معتمداً شعار "الناصرة لكل اهلها ولشعبنا كلّه"، محافظاً على صلابة الموقف ووضوح الرؤية، حتى في أصعب الازمات ومحاولات إثارة الفتنة بتوجيه السلطة وأذرعها الأمنيّة والتي استهدفت المدينة بنسيجها الاجتماعي ومكانتها الوطنيّة".
وتحدثت المربية أنيسة عابد، عضو قيادة جبهة الناصرة الديمقراطية، عن "ابو عزمي الرفيق المخلص، صاحب الابتسامة الدائمة والروح الطيبة المرحة، المتواضع الحكيم المثقف، صاحب الفكر الاجتماعي النير. ابو عزمي صاحب الدكانة في الحي بقرب بيته، التي اعتبرت مقرا للحزب، ولشكاوى الناس ومشاورات الرفاق. وبيته الذي اعتبر مقرا بكل انتخابات عندما كان صندوق 35 في الحي". وأضافت: "من خلال عضويته لبلدية الناصرة عن الجبهة، على مدى دورتين، برز في عطائه لأهل البلد، ومن خلال رئاسته للجنة الاعفاءات من الضرائب وكان ابو الفقراء والمحتاجين. وهذه الفترة التي شهدت زخم مخيمات العمل التطوعي والتي كانت بصمات الرفيق ابو عزمي ورفيقة دربه الرفيقة ام عزمي وجميع افراد بيته بارزة فيها".
وتحدث توفيق كناعنة (أبو إبراهيم) رفيق درب أبو عزمي، فقال: "تعرّفت على الرفيق سليم الشيخ سليمان، منذ مطلع سنوات الستين، وتعززت العلاقة بعد احترافي الحزبي، وعرفته الشيوعي الذي تحلى بثلاث صفات، قالها لنا الشيوعيون الأولون: الشجاعة والأمانة والكرم. ان العلاقة مع الرفيق أبو عزمي كانت علاقة خاصة ومميزة حيث كنت على مدار أكثر من نصف قرن، ابن بيت عندهم هكذا اعتبرت نفسي وهكذا اعتبروني وعاملوني، هو والمرحومة زوجته، أم عزمي، وبناتهم وأولادهم جميعا. وقد عرفت بأبي عزمي الإنسان الجريء والكريم والأصيل والمخلص الى أقصى الحدود لمبادئه الشيوعية قبل أن يتفرغ للعمل الحزبي وخلال تفرغه. وكنت ألمس مدى حرصه على الحزب وتطوره خاصة وأنه كان قد شغل عدة مراكز قيادية حزبية محلية ومنطقية ومركزية أيضا وكان دائما على قدر المسؤولية التي تلقى على عاتقه. لقد عرفت الرفيق أبو عزمي الإنسان الصدامي الصلب في المواقف الصعبة، ولكن في الوقت ذاته اللين مع الناس بشكل عام ومع رفاقه وأصدقائه بشكل خاص. والذي يتحلى بمثل هذه الصفات حتما سوف يكتسب الثقة المطلوبة وينال ثقة الناس الذين حوله وخصوصا أبناء بلده حيث كان شعبيا في علاقاته الاجتماعية والسياسية والانسانية مع جميع الناس.
" ابو عزمي كان حاضرا على ساحة العمل الوطني والتقدمي في مدينة الناصرة ومنطقتها "
وكانت الكلمة لرئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، فقال " إن ابو عزمي كان حاضرا على ساحة العمل الوطني والتقدمي في مدينة الناصرة ومنطقتها على مدار عقود طويلة من خلال العمل الشعبي والبلدي والنقابي والتنظيمي الثوري. بيت ابو عزمي في الحارة الشرقية كان مفتوحاً على الدوام للرفاق ولأبناء المدينة" .
وتابع بركة :" هناك مساعٍ في السنوات الأخيرة لتسفيه السياسة والأحزاب وهناك مساعٍ لتحييد العمل الشعبي بحجة الحداثة وهناك مختبرات لإنتاج قيادات مختبرية انبوبية لا تخرج من رحم الحياة والمعايشة انما من معاهد وجمعيات لصنع القيادة التي غالبا ما تكون بلاستيكية. وتحويل العمل السياسي والوطن من رسالة الى مهنة ومصدر ارتزاق. إن العمل الثوري يستوجب اعتماد ثوابت واسس فكرية وطبقية وإنسانية تستند الى تغليب المهم على الهامشي والى تغليب الأهم على المهم، التي تستند على الوحدة الكفاحية وقي المرحلة الارقى على الوحدة التنظيمية ومن ثم إقامة التحالفات التي تعتمد ثوابت العمل السياسي والوطني او جزءً منها، بعيدا عن التحريف والتهجين والصهينة الظاهرة او المستترة، وبعيدا عن الذاتية والانانية كي نحمي الناس ولا نحتمي بالناس. التجربة على مدار السنين تؤكد ان الإطار او الحزب الذي يحمي الناس ويكون على استعداد لدفع ثمن الموقف وليس لقبض ثمن الموقف، سيحظى بالضرورة بحماية الناس لأنه درعهم واملهم. هذا ليس كلاما في السلفية السياسية ولا الرومانسية الثورية ولا في النوستالجيا انما هو كلام في الثورة وفي صيانة معول التغيير الثوري والاجتماعي التقدمي، ألا وهو الحزب" .
وتابع بركة :" هناك مساعٍ في السنوات الأخيرة لتسفيه السياسة والأحزاب وهناك مساعٍ لتحييد العمل الشعبي بحجة الحداثة وهناك مختبرات لإنتاج قيادات مختبرية انبوبية لا تخرج من رحم الحياة والمعايشة انما من معاهد وجمعيات لصنع القيادة التي غالبا ما تكون بلاستيكية. وتحويل العمل السياسي والوطن من رسالة الى مهنة ومصدر ارتزاق. إن العمل الثوري يستوجب اعتماد ثوابت واسس فكرية وطبقية وإنسانية تستند الى تغليب المهم على الهامشي والى تغليب الأهم على المهم، التي تستند على الوحدة الكفاحية وقي المرحلة الارقى على الوحدة التنظيمية ومن ثم إقامة التحالفات التي تعتمد ثوابت العمل السياسي والوطني او جزءً منها، بعيدا عن التحريف والتهجين والصهينة الظاهرة او المستترة، وبعيدا عن الذاتية والانانية كي نحمي الناس ولا نحتمي بالناس. التجربة على مدار السنين تؤكد ان الإطار او الحزب الذي يحمي الناس ويكون على استعداد لدفع ثمن الموقف وليس لقبض ثمن الموقف، سيحظى بالضرورة بحماية الناس لأنه درعهم واملهم. هذا ليس كلاما في السلفية السياسية ولا الرومانسية الثورية ولا في النوستالجيا انما هو كلام في الثورة وفي صيانة معول التغيير الثوري والاجتماعي التقدمي، ألا وهو الحزب" .
وقال بركة :" واجد لزاما عليّ ان أؤكد للمرة الالف ان أرقي اشكال التنظيم المجتمعي على الاطلاق هو الحزب السياسي، ولذلك بالضبط تتعرض فكرة الحزب السياسي الثوري والتقدمي الى التعريض والهجوم والادانة من أعداء التغيير التقدمي وأعني الرأسمالية العالمية بشكلها النيوليبرالي المتوحش ومن الصهيونية العالمية بشكلها الفاشي الأكثر توحشا ومن الرجعيات المتخمة بالثروة والنفط وبشكلها الاكثر انفلاتا وهو التطبيع مع الصهيونية" .
وكانت كلمة العائلة فألقتها ابتهاج الشيخ سليمان مجلي، ابنة الفقيد أبو عزمي، فقالت :" أبي لم يكن بالنسبة لي شخصيا انسانا عاديا، دائما وجدت به وبأمي نموذجا، بل مدرسة ستجد في كل واحد منا، البناء والابناء، ما اكتسب منها ونهل، لتعرف أنك تربيت في بيت محب، معطاء طيب، مبدئي ووطني حتى العمق. أنا على ثقة أن لغالبية الحاضرات والحاضرين في هذا الجفل قصة ما مع والدي، الذي لم أعلم عنه إلا محبة الناس ومساعدتهم، عندما شغل مناصب عدة، أذكر منها على سبيل المثال عندما كان عضوا في بلدية الناصرة وإدارتها، وأذكر أيضا كيف كانت الشرطة تأتي لاعتقاله مع رفاقه قبل مظاهرات أول أيار، أو احياء ذكرى مجزرة كفر قاسم، ويوم الأرض، أو عندما يحضرون له الأمر العسكري الذي يمنعه من السفر الى المناطق المحتلة منذ العام 1967، وغيرها. ومنه ومن تداربه تعلمنا الصمود وعدم الخوف وتعلمنا أن الكرامة عي قبل كل شيء. بفضل والدي، وبفضل والدتي التي كانت أم العزم وأم الصبر وأم العطاء، تحوّل بيتنا الى محطة لكل الرفاق ولكل الناس في كل مناسبة وطنية، فتجنا أعيننا وبيتنا مليء بالرفاق والرفيقات من كافة المناطق في البلاد، ومن الضفة الغربية وقطاع غزة، في بيتنا تعرفنا على القادة التاريخيين، أمثال توفيق زياد وإميل حبيبي وغيرهم، وفي بيتنا تعلمنا كيف نواجه اعتداءات الشرطة، واعتداءات أعداء الحياة، ونحن مرفوعو الرأس والهامة. في بيتنا تعلمنا أن الشيوعية ليست لعنة كما يروّج أعوان السلطة، إنما هي سلاح بأيدي الناس ولصالح الناس حتى تكون حياتهم افضل" .