صورة للتوضيح فقط - تصوير: Zurijeta - shutterstock
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من آداب الدعاء حضور القلب، وعدم انشغاله، فمن أقدم على الدعاء أثناء المزاح فقد فعل خلاف الأفضل، ولا يستجاب دعاؤه، كما هو الظاهر من قوله صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه. رواه الترمذي، والحاكم، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.
وقال المناوي في فيض القدير: واعلموا أن الله، زاد في رواية الترمذي: تبارك وتعالى لا يستجيب -أي لا يجيب- قال في النهاية: المجيب الذي يقابل الدعاء والسؤال بالقبول والعطاء: دعاء، بالمد من قلب غافل، بالإضافة، ويجوز عدمها وتنوينها: لاهٍ، أي: لا يعبأ بسؤال سائل غافل عن الحضور مع مولاه، مشغوف بما أهمه من دنياه. اهـ.
وفي مرعاة المفاتيح على مشكاة المصابيح: من قلب غافلٍ، بالإضافة وتركها، أي مُعرِضٌ عن الله، أو عما يسأله: لاهٍ، من اللهو أي: لاعب بما سأله، أو مشتغل بغير الله، وهذا عمدة آداب الدعاء، ولهذا خص بالذكر، رواه الترمذي، وأخرجه أيضا الحاكم. اهـ
وقال الصنعاني في التنوير شرح الجامع الصغير: واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافلٍ لاهٍ ـ عن معنى ما قاله، أو غافل لاهٍ عن الطاعات، أو عن الله، أو عن رجائه الإجابة، والمراد الحث على حضور القلب، والإقبال عليه تعالى بالكلية عند الدعاء. اهـ.
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 235879.
والله أعلم.