logo

مدير عدالة حول اقحام ‘الشاباك‘: ‘الحل التعامل معنا كما يتعاملون مع اليهود، الدم العربي مثل الدم اليهودي‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
12-06-2023 18:21:23 اخر تحديث: 14-06-2023 10:53:29

لا زالت ردود الأفعال تتوالى على قضية اقحام جهاز الأمن العام " الشاباك " في جهود مكافحة الجريمة، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو

عن إقامة لجنة يرأسها رئيس مكتب الامن القومي تساحي هنغبي، لتقديم توصيات خلال أسبوع، بخصوص هذا الملف .

من جانب آخر، نشر مسؤولون سابقون في الأجهزة الأمنية في مجموعة أعضاء " ضباط من أجل أمن اسرائيل " ، نشروا رسالة أعربوا من خلالها عن معارضتهم الشديدة لإدخال الشاباك لمحاربة العنف والجريمة في المجتمع العربي . وجاء في الرسالة التي اطلعت عليها قناة هلا: " ليس هناك لجهاز الأمن العام " الشاباك " افضلية على الشرطة، بمعالجة قضايا تربوية واقتصادية واجتماعية مثل قضية الاجرام المتفشي في المجتمع العربي، وتوزيع الصلاحيات بين الجسمين سيؤدي الى ضرر في كليهما والى رمي المسؤولية من طرف على الاخر، بالإضافة الى أن كشف طرق عمل الشاباك سيؤدي الى المس بقدراته على منع الارهاب وتهديدات أخرى " كما ورد في الرسالة .

قناة هلا تحدّثت في بث حي ومباشر من حيفا ضمن البرنامج الاخباري " هذا اليوم " مع مدير مركز عدالة الدكتور حسن جبارين حول هذه القضية. 

• ما رأيك في هذا الملف، خاصة وانه نُقل عن مسؤول في جهاز الامن العام - الشاباك اكثر من مرة بأن "الجهاز يعمل في المجتمع العربي في القضايا على الحد بين المخالفات القومية والجنائية"؟
"لا يمكن للشاباك ان يقتحم مجالاً ما بقرار حكومي فقط، فقد كان لمحكمة العدل العليا قرار سابق في قضية مشابهة اثناء فترة الكورونا حينما أراد الشاباك التدخل في الامر ومراقبة المصابين بالمرض لمنعهم من الاختلاط بالناس، اذ قررت المحكمة انه لا يمكن للشاباك التدخل في امر مدني الا بواسطة قانون خاص، لذلك يجب ان يكون هناك قانون خاص ليتمكن الشاباك من التدخل في ملف العنف والجريمة في المجتمع العربي. حتى إذا اقحم الشاباك في الملف فستحدث الكثير من المشاكل حيث سيمتنع عن تقديم بينات حتى لو كانت بحوزته فهو لا يريد ان يكشف كيفية وصوله الى هذه البينات".

• الوزير المسؤول عن الشرطة ايتمار بن غفير قال بانه ترافع كثيرا عن "فتيان الهضاب" في الضفة الغربية من المستوطنين ، وقال للمستشارة القضائية للحكومة "ان الشاباك كان يقدم بينات دون ان يتم الكشف عنها ويمكن الاستمرار في ذلك في المحكمة". هل للمحكمة ان تقبل ذلك في ملفات جنائية؟
"يقصد هذا الوزير ان الشاباك يقدم بينات في الأمور الإدارية ويمكن الاستناد في هذه الملفات الى مواد سرية، ولكن في قضية جنائية عادية ضد مجرم لا يمكن التدخل في ملف جنائي بواسطة مواد سرية الا في حالات خاصة أي إذا كانت المادة نفسها لا تخص المتهم". 

• نحن في مشهد قاتم جدا والاعداد لا يصدقها العقل وتُسمع أصوات في الشارع العربي تنادي بالسماح للشاباك بالتدخل ، فالمهم فقط ان يتم إيقاف الجريمة والقتل، ما تعقيبك على هذا الامر؟
"لا توجد أي فائدة من ادخال الشاباك في ملف العنف والجريمة، الشرطة فقط تحاول إيجاد أسباب لتزيد من عملها، فقد كان لديهم ادعاء قبل 3 أشهر لسن قانون يسمح لهم بدخول البيوت بدون امر قضائي من اجل جمع بينات وقد مر هذا القانون ولكن لم نر أي هبوط في نسبة الجرائم على العكس تماما ارتفعت، حتى انه لم يتم استعمال القانون. لذلك الحل واضح وهو ان يتعاملوا معنا مثلما يتعاملون مع اليهود، الدم العربي مثل الدم اليهودي، ولو ان الدم اليهودي يسيل مثل الدم العربي لـ‘طارت‘ الحكومة ولم تبق للحظة. من هذا المنطلق، إذا تم التعامل معنا بشكل متساوٍ المشكلة ستحل".

وأضاف د. جبارين قائلا : "نحن بصدد وزارة يقودها وزير عنصري والذي لن يقوم بعمل أي شيء يصب في مصلحة العرب لذلك المشكلة هنا بنيوية ولن يغير بن غفير من موقفه وهذه مشكلة سياسية جدية من الدرجة الأولى".

• هل تقول انه فيما لو صدرت توصيات هذا الطاقم او اللجنة التي يرأسها هنغبي لن تسارعوا للتوجه للمحكمة وستنتظرون فيما لو تم إقرار قانون او تغيير القانون؟
"اولاً بالنسبة للشاباك لن يسمح له بالتدخل في ملف العنف والجريمة بقرار عادي من الحكومة واذا اصروا على ان ينفذوا القرار سنتوجه الى المحكمة ونعترض، واذا وجد قانون سندرسه ونرى الإمكانيات التي لدينا وسنتوجه للمحكمة العليا".

• انت ذكرت قضية الكورونا وتدخل الشاباك في حينه لتعقب المصابين بالمرض لكي لا يختلطوا في الناس والدنيا ‘قامت ولم تقعد‘ في الشارع اليهودي، ولكن لا نرى رد فعل قوي في الشارع العربي إزاء الحديث عن إمكانية ادخال الشاباك لمكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي؟
"لا يجب علينا ان نلوم شعبنا فهو في وضع صعب للغاية ويريد حلاً، فلا يوجد امان لا في الحارات او في البيوت وبات الناس يخافون على أولادهم، يخافون ان يخرجوا الى الشوارع، بالتالي في هذه الحالة كل العلوم السياسية اثبتت انه حينما يتم فقد الامن الداخلي سيتوجه المواطن لأي شيء ويتشبث فيه من اجل الوصول الى حل، على الرغم من ذلك انا لا اقبل هذا الموقف".

• هناك مصادر في الشاباك تقول "ان الجهاز سيتدخل في قضية سرقة سلاح او قضايا تمس سيادة القانون، ومساعدة الشرطة بتقديم معلومات استخبارية ولكنه لا يريد التدخل بالشجارات الحمائلية والقتل على خلفية ما يسمى شرف العائلة والمتاجرة بالسموم"، ما رأيك في هذا الامر؟
"الشاباك قد تدخل في هذه الأمور منذ هبة أيار على سبيل المثال تدخل في جمع السلاح وفي الهجوم على محطات الشرطة وايضاً تدخل في أمور تخص رموز الدولة وتعامل مع هذه الأمور كأمنية تخص امن الدولة وله الصلاحية باقتحامها. نلاحظ هنا انه في حال تم المس بدولة إسرائيل او اليهود على الفور تكون هناك إمكانيات للتدخل بينما إذا تم المس بالدم العربي نرى توجهاً مختلفاً. الشاباك غير معني بالدخول ولا يهمه سيل دم عربي بواسطة عربي".

• ماذا عن اقتراح الاعتقالات الإدارية، د. منصور عباس يرى انه من المهم استخدام هذه الأداة في ظل الوضع الحرج الذي وصلنا اليه؟
"هذا امر خطير لان بن غفير يستخدم هذه الصلاحية في أمور أخرى ضد نشطاء سياسيين في المستقبل وضد أي نشاط عادي يرى انه معادٍ لدولة إسرائيل. الامر الاخر ان الاعتقالات الإدارية لن تفيد بشيء فالاعتقال الإداري يتراوح بين 3-6 أشهر ثم يخرج المجرم كما ان له العديد من الحقوق ليس كأي معتقل اخر ويستطيع القيام بعمل اجرامي حتى وهو داخل السجن. هذه فقط مسكن ولن تعطي حلولاً بتاتاً وانا ضد الاعتقالات الإدارية لأن احدى انجازاتنا هي منع استخدام الاعتقالات الإدارية داخل الخط الأخضر".