وتتبلور الإصابة بالمرض النفسي عندما يقوم الشخص ببعض العلامات والأعراض المستمرة إجهادًا وتؤثر على قدرته في ممارسة الحياة بشكل طبيعي وباختصار شديد سأتحدث عن 10 من الأعراض التي بدورها تساهم في تكوين المرض النفسي والعجيب أن وجودها يعزز وبشكل سريع إلى وجود إنسان يعاني من اضطراب ومشكلة نفسية ويحتاج إلى الذهاب للعلاج عند الطبيب والمعالج النفسي ومن هذه العلامات والدلالات العشرة الآتي:
أولاً: التفكير بسلبية وعدم الرضا عن الحياة: بمعنى السخط على أي شيء وكل شيء, فهو بالتأكيد أمر غير طبيعي ومرضي أيضاً. وذلك لأن الشعور الذاتي بعدم الرضا عن الحياة والتشاؤم والإحساس بالعجز والدونية نتيجة حتمية لما يعانيه الفرد من نقص في العلاقات القوية والودودة من قبل المحيطين به ، الأمر الذى يترتب عليه عدم التمتع بالصحة النفسية السليمة لعدم شعور الفرد بالأمن والانتماء والولاء .
ثانياً: تعاطي الكحول والمخدرات: وللأسف الشديد إن تعاطي المخدرات من أكبر التهديدات الخطيرة على صحة الإنسان فهي تسبب إعاقة المتعاطي عن ممارسة الحياة بشكل طبيعي، وانخفاض رفاهية الفرد والمجتمع، فضلاً عن الوفيات. كما أن التعاطي يؤدي إلى زيادة الجرائم المرتبطة بالمخدرات والحوادث والأمراض المعدية، وتعتبر حسب الأبحاث العلمية أنها سبب رئيسي في إصابة الشخص بالأمراض النفسية.
ثالثاً: الشعور بالعجز واليأس: يعتبر الشعور باليأس والإحباط شيئاً طبيعياً في حياة كل الناس بعد الخروج من تجربة صعبة ومؤلمة ولكن الكثيرين يعانون من إحباط دائم دون أن يعرفوا ذلك، وقيد يكون الإحباط هو مجموع مشاعر مؤلمة، كالإحساس بالضيق والتوتر والغضب والعجز والدونية، وينتج عن وجود عائق ما يحول دون إشباع حاجة عند الإنسان أو حل مشكلاته. ويعاني الكثيرون من الإحباط دون أن يعرفوا ذلك، الأمر الذي يجعلهم عاجزين عن مواجهة مشاكلهم ويفقدهم الثقة بأنفسهم.
رابعاً: الانسحاب والعزلة الاجتماعي: وهو الغياب التام أو شبه التام للتواصل مع المجتمع وهو عبارة عن ظاهرة سلوكية معقدة ذات جوانب متعددة وقد تكون هذه الظاهرة دليلاً على عجز في الأداء أو في المهارات وفى كلتا الحالتين يصاحبها فقدان الاهتمام بالأحداث, والأشياء, والأشخاص وللأسف الشديد تؤدي إلى قلة الحيلة حيث يجعل الإنسان العاجز يشعر أن عجزه من داخله ومن ذاته، حيث لا يمكن التخلص من هذا العجز، ويشعر الفرد بأنه غير مكيف أن علاقته بالمحيط حوله لم تعد موثوقة أو شعوره بأن المقربين حوله تخلوا عنه.
خامساً: فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية: وهو أن يصل الشخص إلى مرحلة انعدام التمتع وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها مسبقاً، مثل قراءة الكتب أو تناول الطعام أو التحدث مع المقربين أو الذهاب للعمل أو المنتزه، ومن الممكن أن يصاب به أي شخص في أي مرحلة من مراحل الحياة، وهو من أبرز الأعراض الدالة على الإصابة بالمرض النفسي وقد يترافق مع أعراض أخرى مختلفة.
سادساً: تدمير مجال الوعي: وهو أن يصل الشخص إلى مرحلة يكون فيها الوعي بموضوع ما يتضمن معرفته والتفاعل فيه بشكل سلبي بسبب المعرفة والعي الخاطئ بهذا الموضوع والتي تتمثل بأن يُكون لدى الإنسان مجموعة من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن الحياة والطبيعة من حوله مغلوطة وخاطئة تجعله غير اليقظ ويتأثر بسرعة بما حوله ويصبح فريسة لما يعرف بغسيل الدماغ، لأنه لا يعرف نفسه وبالتالي لن يعرف غيره أو يقدرَ على فهم الأمور بعمق.
سابعاً: تردي في المظهر: إن عدم الاهتمام بالمظهر أمر غير طبيعي ومن الطبيعي أن يهتم الإنسان بمظهره وشكله وطريقة لبسه، ولكن هذا الأمر قد يتخطى المنطق ويصبح من أعراض المشكلة النفسية إن زاد عن حده الطبيعي ويؤثر على حساب أساسيات الحياة اليومية وهو حالة سلوكية يهمل فيها الفرد في تلبية احتياجاته الأساسية، مثل النظافة الشخصية.
ثامناً: احتقار الذات: هو الشعور بالكراهية الشديدة للذات، أو الغضب منها واحتقارها، وقد يكون مرتبطا بالخوف من الذات وهو عبارة عن العجز وعدم القدرة على تأدية دور حيث يكون الشعور باليأس وفقدان الحالة النفسية سببه احتقار الذات بحيث يشعر بأن يريد الشخص الشيء وعكسه في نفس الوقت حتى يتساوى الدافعان المتعاكسان مؤدياً إلى عدم التطبيق واحتقار الذات. ويؤدي إلى عدم المقدرة على اتخاذ القرارات وعدم القدرة على وضع الأهداف وبناء الخطط وفقدان الحيوية وضعف في الطاقة وفقدان الثقة بالنفس واتساع النظرة السلبية للحياة الشخصية.
تاسعاً: البعد عن الواقع: تراود معظمنا الكثير من الأفكار التي نتعامل معها كحقيقة دون أن نتحقق من صدقها، فربما نكون انطباع غير حقيقي يدوم لمدة عشرون عاماً وهو ناتج عن مجرد فكرة في الرأس، ويشعرك بشكل دائم أو متكرر بأنك تراقب نفسك من خارج جسمك أو تشعر بأن الأشياء التي حولك ليست حقيقية، وللأسف قد يكون الشعور بالغربة عن الواقع وتبدد الشخصية مزعجًا وقد تشعر بأنك تعيش في حلم، لذلك يجب على الأشخاص الذين يشعرون بالبعد عن الواقع وأنهم مختلفون عن الآخرين أن يتحققوا من صحة أفكارهم السريعة والتلقائية عن طريق كتابتها والتأكد منها هل هي صحيحة أم لا.
عاشراً: تغيرات في الشهية أو الوزن أو النوم: إن قلة الأكل أو كثرة الأكل أو قلة النوم وكثرة النوم بشكل مفاجئ عرض واضح للإصابة بمشكلة نفسية ومرض نفسي أثر بشكل واضح على صحة الشّخص، وترتبط الصّحة الجسدية والنفسي على احتياج الإنسان إلى النوم الغذاء حتى يستطيع العيش، فالتغذيّة السّليمة والنوم الكافي يحميه من الوقوع في الأمراض.
وللعلم هذه العلامات ليست على سبيل الحصر وإنما هي سبب رئيسي بشكل واضح للإصابة بالمرض النفسي و تم توضيحها من أجل تجنبها والابتعاد عنها ومحاولة التخلص منها.