صور من كلية سخنين الأكاديمية لتأهيل المعلمين
على مختلف الأصعدة وخاصّة في مجال التّربية، تمّ أخيرًا تنظيم يوم دراسيّ تحت عنوان "الدمج والاحتواء، من تنظيم قسميّ التّربية والتّربية الخاصّة.
تولّى عرافة الحفل وتنظيم فقراته الدكتور شادي أبو خضرة، رئيس قسم التّربية في الكلّية، وافتتح فعاليات اليوم الدراسي مرحبًا بالحضور، متطرقًا الى أهمية تخصيص هذا اليوم الدراسيّ لمناقشة موضوع "الدمج والاحتواء" في المدارس والمؤسسات التّربوية واحتضان الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصّة بشكل سلس وسليم ضمن الأطر التّربوية العادية.
الكلمة الافتتاحية قدّمها البروفيسور فيصل عزايزة، رئيس كلّية سخنين الاكاديمية لتأهيل المعلمين، مثنيًا على جهود قسميّ التّربية والتّربية الخاصّة في كلّية سخنين الأكاديميّة عمومًا ومن أجل تنظيم هذا اليوم بشكل خاصّ "لنتناول موضوعًا هامًا وحساسًا جدًا، ونناقش بشل معمّق وموسّع عملية احتواء الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصّة ودمجهم في الصفوف مع الطلاب الآخرين ودفعهم قُدما في التحصيلات العلمّية، مع مراعاة الفروق الفردّية والتعامل معهم وفق قدراتهم الخاصة، الى جانب الحرص على التطبيق السليم للقيم الاجتماعية بشكل عام، والقيم التي تعنى بتقّبل الآخر والمختلف بشكل خاص."، مشيرًا الى أنّه :"لا بدّ أن ندرك جيدًا أنّ العمل مع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصّة يتطلب من المعلم الكثير من العمل والجهد والطاقة والمشاعر ليتمكن من التماهي معهم والشعور بما يشعر به هؤلاء الطلاب، أن يمنح الطالب الاهتمام المطلوب، يحتويه ويراعي مشاعره وظروفه، وفي هذا رسالة عظيمة وسامية ".
تلاه السيّد نزيه بدارنة، مدير عام كلّية سخنين، الذي أعرب عن سعادته "باحتضان كلّية سخنين عددًا كبيرًا من الأيام الدراسيّة الهامّة وذات المستوى العالي والتي من شأنها المساهمة في تحسين وتطوير التّربية والتّعليم في المجتمع العربي والبلاد عمومًا".
شارك في هذا اليوم الدراسي عدد من الضيوف الكرام، ومن ضمنهم رئيس بلدية سخنين، الدكتور صفوت أبو ريا، الذي كانت له مداخلة قصيرة أيضًا تحدّث من خلالها عن التعاون مع كلية سخنين من أجل تعزيز وتطوير الحقل التّربوي عمومًا وتحسين جودة التّعليم في مدارس المدينة على وجه الخوص، كما تطرق د. أبو ريا إلى الجانب الخاص بالبلدية من حيث الاتاحة والدمج في مدارس سخنين، التحديات والصعوبات، والعمل المشترك مع وزارة التّربية.
بعدها قدّمت الدكتورة مها أرسلان، رئيسة قسم التّربية الخاصّة في كلّية سخنين مداخلة قصيرة، تحدّثت من خلالها عن تنظيم هذا اليوم الدراسي وأسبابه، وشددت على أهمية رفع الوعي في مجال الإتاحة والدمج في المدارس والمؤسسات التربوية والعمل على الدمج والاحتواء في كافة تخصصات التعليم والتدريس.
فقرات ومحاضرات متنوعة
تخلل اليوم الدراسي فقرات ومحاضرات متنوعة قدّمتها اختصاصيات في المجال، بحيث أثرت السيدة صباح أبو بكر – مفتّشة موضوع التّربية الخاصّة للمجتمع العربي في لواء الشمال، الحضور بمحاضرتها حول "تطبيق قانون التربية الخاصة"، حيث تحدّثت عن تاريخ وخلفية إقرار القانون منذ العام 1988 والتعديلات التي أدخلت عليه على مدار السنوات الماضية، والميزانيات التي خُصصت بهذا الجانب، إضافة الى تطرقها الى تفاصيل وإجراءات اللجان المتعلقة بتحديد اهلية واستحقاق الطالب للحصول على تسهيلات مسار التعليم الخاص. وشددت أو بكر على أنّ "وزارة التّربية تعمل على تعزيز مفهوم احتواء الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المدارس كونهم جزء من الصف والمجتمع ولديهم حق في التعلم والحق الكامل في ان يلائم الجهاز التّربوي والتعليمي نفسه لهؤلاء الطلاب".
المحاضرة الثانية قدّمتها د. جُمان طنوس نجار ، مديرة مدرسة "سوا" لطلاب التوحّد" تحت عنوان " التصميم الشامل في التعلم، التعريفات والمبادئ للتطبيق"، بحيث أسهبت د. جُمان في مداخلتها عن مفهوم "التصميم الشامل في التعلم" والذي يتناول أهم المعيقات الرئيسية التي تحول دون خلق متعلمين خبراء ضمن البيئة التعليمية، مثل: المناهج الدراسية غير المرنة، وتطبيق فكرة "قياس واحد يناسب الجميع" على المنهاج، ما يخلق حواجز غير مقصودة أمام عملية التعلم، ومن ضمن هؤلاء الطلاب ذوي الإعاقة أو التوحديين أو ذوي الاحتياجات الخاصّة، وهم الأكثر عرضة للتأثر من هذه المعيقات. وحرصت المُحاضرة على طرق مبادئ وطرائق لتنفيذ وتطبيق أسس "التصميم الشامل في التّعلم" في المدارس.
أمّا السيّدة هلا شاهين عراف وهي مرشدة لوائية بموضوع الإتاحة، فقد قدّمت محاضرة تحت عوان "الاتاحة في جهاز التربية والتعليم"، عرّفت الحضور من خلالها على كيفية إتمام عملية الاتاحة الشخصية للطلاب في المدارس والمؤسسات التّربوية، والاتاحة والموارد المطلوبة في مبنى المدرسة/ المؤسسة التربوية، الخدمات في المؤسسة والتسهيلات من حيث الأثاث والأدوات، الاتاحة الصوتية والتكنولوجية، الاتاحة في الرحلات، ألخ..
مسك ختام اليوم الدراسيّ كان مع السيّدة لميس حبيب الله من عين ماهل، وهي ناشطة اجتماعية من ذوي الهمم ومربية، حيث شاركت الحضور قصّتها الشخصية والتحديات والعوائق التي وقفت أمامها منذ مواجهتها الأولى مع المجتمع في طفولتها بسبب الإعاقة الجسدية التي عانت منها منذ الولادة، لكنها تمكنت من كتابة سطور قصّة نجاحها في الأكاديميا والعمل بثبات، بحيث حصلت على اللقب الأول في موضوع التربية الخاصّة، وبعدها اللقب الثاني في إدارة الأطر التربوية، واليوم تعمل معلمة تربية خاصة لطلاب التوحّد وموجّهة مجموعات في مجال التمكين والقيادة، كما أنها مُركزة جماهيرية في قسم الشبيبة في عين ماهل، محاضرة، ومديرة جمعية "أنا بقدر" لذوي الاحتياجات الخاصّة.
لميس لامست قلوب الحضور بقصّتها، بقوتها وإصرارها وثباتها رغم الظروف ورغم كل ما مرّت به من صعوبات ورغم نظرة المجتمع السلبية لها، ورغم قلّة الدعم وعدم الاكتراث الذي لاقته في المؤسسات التّربوية منذ صغرها، وهنا أكّدت على أنها "جاءت لتشارك الحضور قصتها لتسلّط الضوء على أهمية منح فرصة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصّة واعطائهم الدعم والتشجيع طوال الوقت، ولتقول للجميع أنّ لا شيء يقف أمام الإرادة ".