تحت عنوان "جذور"، والذي اقيم في العاصمة عمان بتنظيم من دارة التصوير بالشراكة والتعاون مع العديد من المؤسسات المحلية والدولية.
فيلم "عباس 36" من إخراج المديرة العامة لشركة زينب للإنتاج مروة جبارة طيبي من الطيبة، والصحافية نضال رافع من حيفا، وإنتاج قناة الجزيرة الوثائقية وشركة زينب للإنتاج كمنتج منفذ. يروي الفيلم قصة عائلتين فلسطينيتين سكنتا البيت نفسه في مدينة حيفا في شارع عباس 36. لطالما رافق هاجس المكان العائلتين، هذا البيت هو حاضر عائلة رافع وماضي عائلة أبو غيدا.
وقالت د. فيحاء عبد الهادي، مؤسسة ومديرة رواة، التي أدارت الحوار: "كما قال محمود درويش من يكتب حكايته يرث أرض الكلام، ويملك المعنى تماماً. هذا ما قامت به المخرجة مروة جبارة، وأحييها على ذلك". وأكدت أهمية توثيق الرواية الشفهية، وتوارثها بين الأجيال والسماح باحتواء الأجيال القادمة، بالذات الذين في الشتات بشتى الوسائل الفنية والإبداعية.
حضر الفيلم جمهور متنوع وتزاحمت المداخلات والأسئلة، فقد علقت المؤرخة والباحثة نائلة الوعري بالقول: من خلال مشاهدتي فيلم "عباس 36" للمخرجة مروة جبارة الطيبي ونضال رافع، ورصدي الأحداث التي جاءت بمثابة شهادة على أن اللاجئين الفلسطينيين يواصلون المطالبة بحقهم في العودة، ويظهر ذلك من خلال ذاكرة عائلتين هجرتهما قوات الاحتلال في النكبة 1948، عائلة إلى خارج الوطن وعائلة في الوطن نفسه، من خلال مفهوم العودة وشكلها والتحديات التي ترافق مراحلها وصولاً إلى الصمود والإصرار على استعادة الحقوق واسترداد الأملاك التي استولت عليها قوات الاحتلال ضمن قانون أملاك الغائبين، هناك جهد مبذول في هذا الفيلم التوثيقي للتعريف بالهوية الفلسطينية وحق العودة الذي هو حق قانوني مرتبط بحق الملكية والانتفاع بها والعيش على الأرض المملوكة ".
" موضوع انساني "
بينما قال النائب السابق في البرلمان والمحلل السياسي حمادة: "أبدعت المخرجة الفلسطينية مروة جبارة طيبي في تناول الموضوع الفلسطيني الإنساني وهو التهجير والتشتت وحق العودة إلى أرض فلسطين كل فلسطين، هذا الحق غير القابل للنقاش.
وعلقت الفنانة التشكيلية نعمت النصر قائلة: " لا تجذبني الأفلام الوثائقية لأنني من خلالها أشعر بالمدرسية، لذلك أميل إلى الحبكة الدرامية في التعبير السينمائي. أما فيلم (عباس 36) الفلسطيني الذي أخرجته مروة جبارة طيبي ونضال رافع كصحافيتين متمرستين وخبيرتين بكل زاوية بفلسطين فقد ساعد الكاميرا المقتحمة كل مكان في فلسطين مهما كانت صعوبة التصوير فيه، لتوثيق نضال الشعب الفلسطيني سابقاً ولاحقاً.
في الإطار، عبر شاب عن إعجابه بالفيلم وشارك بقصة جده اللاجئ من اللد، وتساءل كيف ممكن أن يوثق قصة جده في غياب أرشيف؟ أثنت المخرجة مروه جبارة على رغبته في توثيق رحلة جده وشاركته تجارب سابقة لبناء الأرشيف من الذاكرة كما فعلت المخرجة الفلسطينية ديما أبو غوش في فيلمها عن عمواس. وعن تجربتها الشخصية في فيلم يصور حالياً باستخدام الرمل لتجسيد مشاهد علقت في الذاكرة ولم توثق بأرشيف متاح.
بينما أكد الناقد السينمائي، رسمي محاسنة: " الفيلم محمّل بالرسائل والدلالات التي كلها تؤكد حق العودة، سواء باستخدام الوثيقة الأرشيفية التي تأخذنا إلى أجواء النكبة، أو من خلال اللقاءات مع الفلسطينيين في الداخل والخارج، الذين يجمعون على أن حق العودة حق مقدس، ولا مجال للتنازل عن أي جزء من هذا الحق ".
من جهتها، شكرت المخرجة مروة جبارة طيبي الحضور على الاهتمام والإعجاب بالفيلم وعلى النقاش الثري والاهتمام بالمحاور. قائلة: " كم أنا سعيدة بالطريقة التي تناولتم فيها الفيلم. كان الهدف من اختيار هذه المحاور إثارة النقاش حولها، لذا أشعر بأني حققت هدفي".
وأثنت جبارة - طيبي على " دور دارة التصوير على التنظيم الرائع للمهرجان والجهود المبذولة من المؤسسة والمديرة لدارة التصوير السيدة ليندا خوري على الاهتمام وعرض الفيلم ضمن المهرجان. كما حثت الجمهور أفراداً ومؤسسات على توثيق الجيل الأول والثاني للنكبة ".
الجدير بالذكر أن رحلة العروض ستستمر بعد مسقط وعمان إلى حيفا، يافا، القدس ثم تونس تليها لبنان وتتبعها لندن ومدن في إيطاليا منها فينيسيا، بولونيا ثم روما.
تصوير : دارة التصوير عمان