logo

مقال: قراءة في محاولات بناء المجتمع

بقلم: بلال سعيد حسونة
01-06-2023 09:53:29 اخر تحديث: 03-06-2023 04:15:44

يسعى المفكرون ورجال الدين والاصلاح في مجتمعنا العربي جاهدين أن يضعوا أيديهم على الأسباب الحقيقية التي أدت الى انهيار مجتمعنا المحلي في السنوات الأخيرة،


بلال سعيد حسونة مدرس لغة انجليزية في تكنولوجية عتيد اللد - صورة شخصية

وأوصلته الى المكان الذي يتواجد فيه اليوم: أنانية، تفكك اسري، طلاق، عنف الخ ... يجتهدون في طرح المشكلة ولا يوفرون جهدا في تقديم الحلول، وذلك من خلال التربية في المدارس، ومنابر المساجد ووسائل الاعلام المختلفة، فمنهم من يعتقد أن السبب هو البعد عن الدين، ومنهم من يؤمن أنها الثورة التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي، وآخرون يقولون انها المرأة التي أنزلت زوجها عنوةً عن كرسي القيادة، قيادة شؤون الاسرة، فاختلت الموازين وبدأ الضياع.

في الواقع، يتكون المجتمع من عدد من المجموعات السكانية التي تربط بين أفرادها علاقة معروفة، وتحكمها قوانين معينة، ويكون لها قائداً أو مسؤولاً يدير شؤونها، اما الرعية فمن واجبهم ان يحرصوا على الولاء والاحترام للقائد اذا هم فعلاَ أرادوا نجاح المسيرة الحياتية، فعلى سبيل المثال، الاسرة يقودها الأب، والعائلة يدير شؤونها الجد أو الشيخ وأحيانا العم أو الخال، والمدرسة لها مديرة، ويهتم رئيس البلدية برعيته وشؤون مدينته، ومن باب الأمانة والحرص على مصلحة المجموعة، يسعى هؤلاء جميعا لقيادة مجموعاتهم الى بر الامان. هذا هو الحال الطبيعي للمجتمع والذي يجب ان يكون عليه، فاذا مال هذا الحال، فأنه سوف يفسد حال مجموعته وينهار مستقبلها، الامر الذي سوف يؤدي في نهاية الامر الى فشل سائر المجموعات.

 في الحقيقة هذا هو واقع مجتمعنا اليوم، فقد أصبح الاب مهمشا، وأصبح الطلاب وأهلهم يعتبرون المعلم أضحوكة، ويقولون عن الشيخ ما ليس فيه، واعتبروا الرجل المتواضع الخلوق ابلة، وفقير المال وضيعاً لا يستحق الاحترام، أما المثقف فقد أصبحت صورته أمام الناس معتوها متفلسفا، ناهيك عن العنصرية العفنة التي أصبحت عنواناً لصنع القرارات ومعياراً لاتخاذ المواقف، عنصرية مثل هذا بدوي وهذا فلاح وهذا مدني وهذا ابيض وهذا اسود، وهذا من عائلة كذا وهؤلاء أصلهم كذا وفصلهم كذا... السنا جميعا بشر أولاد ادم وحواء؟! هل حالنا هذا يبشر بالخير؟ أنظروا كيف تتصرف المذيعات الجميلات على محطات التلفزيون الفضائية، نرى الواحدة منهن تجري مقابلة او حوار مع أحد الشيوخ أو المفكرين الأكاديميين، تطرح عليه سؤالا ما، ولا تعطيه المجال الكافي ليتحدث، بل تقاطعه لتسلط الأضواء عل نفسها وتستعرض لباقتها اللغوية على حساب المحتوى القيم الذي يصارع هذا المسكين ان يوصله للناس ... دون جدوى! كيف تتجرأ هذه المذيعة على فعل ذلك؟

لقد انهار كل شيء يوم بدا الناس يستهترون بأصحاب العقول من مدرسين وشيوخ واصحاب الراي من كبار السن، اصحاب الجاه الطيب والعقول المتزنة، اذا تعمقنا جيدا، نرى ان كل شيء ضاع يوم ضاعت الاسرة وتفككت العائلة، حسب رايي إن كل شيء موجود في يد المرأة، ونحن جميعا نعلم ذلك، ولا داعي للإنكار، جميعنا نعلم انها اذا ارادت ان يكون بيتها عامراً ناجحاً فانه حقا سينجح، اما اذا ارادت خراب البيوت، فسوف تخرب مهما كانت قوة الرجل، ومهما حاول رجال العلم والإصلاح فلن يستطيعوا الى ذلك سبيلا، تعالوا ننظر حولنا، يوجد كثير من العائلات الناجحة في مختلف ميادين الحياة، اننا اذا نظرنا جيدا، فأننا سوف نرى في هذا البيت زوجة صالحة تخاف ربها، تحترم زوجها وتحرص علي مستقبل أولادها، الف تحية الى هؤلاء النساء الكريمات (بنات الأصل) اللواتي اصبحن قدوة لأبنائهن وبناتهن في الاخلاق وحسن التربية، ومن هنا يبرز السؤال: هل يمكننا ان نحلم يوما بصلاح حالنا؟ ما رأيكم!!