logo

مقال بعنوان :‘ جريمة نوبل ‘ - بقلم : نرمين عمري من صندلة

بقلم : نرمين عمري من صندلة
27-05-2023 14:21:45 اخر تحديث: 29-05-2023 04:54:04

لا بد ان عصرنا الحالي قد تفاقمت فيه الكثير من الازمات على شتى أشكالها ، وكون اننا نعيش في عصر تنتشر فيه الاخبار كسرعة البرق او احيانا قبل ان تحدث!, الا انني ارى ضوءا مشعا جميلا يدعونا


 صورة للتوضيح فقط - تصوير: Chinnapong - shutterstock

للتساؤل لماذا لا نرى الايجابية في هذه التكنولوجيا وكيف انه باستطاعتنا استغلالها واستثمارها للافضل ! وكيف بمقدورنا ان نعزز قيمنا بفضلها وانشاء جيل يواكب العصر ومتطلباته دون الخضوع لكل هذا الكم الهائل من المغريات والفتن؟! 
فالعصر الحديث كأي اداة صنعت مسبقا وكأي حالة وجدت ذات زمن ..

حين اخترع نوبل الديناميت لم يكن يعي خطورة ما قد يأتي به الانسان من اضرار واستغلال لاختراع ظنه قد يعود بالفائدة على البشرية ! لذلك هنالك اختراعات تبقى طي الكتمان بعضها لنفس السبب!

صياغة التفكير هي التي تحدد لا الاكتشاف ! لا ذنب لمخترع الديناميت بالاحمق الذي قرر استخدامه ضد البشرية كما انه اليوم لا ذنب له بكيف يتم تحديد هوية الحائز على جائزته رجل سلام حقيقي ام رجل حرب!!...

المقصد انه لا يمكن اتهام شخص بسبب نواياه السليمة وعقله المستنير بسبب "اهبل" قرر ان يستثمر الفكرة لاسباب تخدمه وتخدم مصالحه الشخصية ونواياه الخبيثة ...

كما لا ذنب للانبياء الذين نشروا شريعة الله لما صنعت عقول المتخلفين من بعدهم سواء بتحريف واتيان بالباطل ..

لا ذنب لمخترع سكين طهو بالذي سولت له نفسه بحملها واشهارها على اخيه وقتله ...

الخطأ لا يكمن هنا, الخطأ يكمن في التوجيه , والتدريب الاخلاقي ! ثم الى نفس الانسان وما تسول له نفسه !

كما ان التربية ايضا هي عامل هام الا انه لا يمكن ان يردع 100% عن فعل يدمر البشرية ....

 الذي يمكننا الاعتراف به هو انه كما هنالك من الجرائم وغيرها من الافات قد انتشرت الا ان هنالك عقول يجب القاء الضوء عليها وتغييرات كنا نتمناها آنفا اليوم موجودة ولكن نصر ان نضع غمامة لكي لا نراها او لربما بسبب الكم الهائل من الاخبار الكئيبة والمفجعة التي تعرض علينا ليلا نهارا بفضل وسائل التواصل المنتشرة ,فمجتمعنا لا بل وكل المجتمعات حول العالم تحب الجلد اكثر من البحث والاستكشاف والنظر الى ما هو ايجابي !!

على سبيل المثال زيادة عدد المتعلمين في مجتمعنا وتغيير نظرتهم حول اهمية العلم ,سابقا كان المتعلم كمن يجلس في صومعة ممنوع الاقتراب منه لاغتراره واغترار اهله بهذا المتعلم فكونه متعلما ويحمل شهادة يصبح امرا لا يمكن احتماله! وان اخطأ تكون الكلمة الدارجة سابقا "انت متعلم كيف بتعمل هيك؟!" كان المتعلم فخرا ويلفه الغرور هو واهله وكل من هو على صلة به! اما اليوم تجد المتعلم اكثر وعيا وحرصا على علاقته بالعامة ولا يمكنني التقدير ان كان ذلك نابعا من زيادة عدد المتعلمين او زيادة النضج الفكري والعقل الراجح ,في الحقيقة كان ذلك مفقودا في سنين سابقة ! وهذا العصر يدعو للفخر كونهم كثر وكونهم يدعمون المجتمع فكريا اجتماعيا وماديا !,فلماذا لا يمكننا النظر بكيفية تجنيدهم للقيام بالمجتمع والنهوض به ؟!

فانتهاز العلم والتكنولوجية بالصورة الصحيحة هو سلاح (نعم ذو حدين ولكن ادراك كيفية توجيهه) مرموق بمقدورنا تصويبه ببراعة للنهوض بمجتمعنا وانجاحه ...

فمثلا بدل تجريم "شباب التيك توك" والمشاهير علينا توجيههم لطرح محتوى يعود بالفائدة على المجتمع ويليق بقيمنا ,فاؤك دان هؤلاء يحتاجون لكلمة طيبة او توجيه بسيط او تعديل صغير للبوصلة ليوجهوا فئة الشباب الى طريق افضل ...

واشدد على القاء الضوء على كل ايجابية وقع عليها نظرنا ومحاولة تجاهل وغض عن سوداوية الحياة ولهذا فلسفة كاملة يمكن شرحها فيما بعد (وهذه النظرية كالديناميت الذي اتى بها نابليون!!)..

في الواقع ان ما نمر به لا كمجتمع بل كعالم من فتن وجرائم لا حصر لها هو امر يدعونا للبحث دون شك في سؤال كبير, علينا جميعنا كافراد وكمجتمع البحث به وهو :"ما الذي اوصلنا الى هنا ؟" عندها كل واحد منا ومن وجهته سيعرف ما السبب ويحاول من مكانه معالجته ولكن ذلك لا يكون سوى بالتوجيه الصحيح والادراك تماما ان هناك حقا مشكلة لا يمكن تجاوزها الا باليات نمتلكها ولكن لا ندرك طريقة العمل بها !....