صورة للتوضيح فقط - تصوير: Nastuffa - shutterstock
والأمر بطبيعة الحال لن يتوقف على حرص ورعاية الآباء وحدهم؛ إذ يلزم عناية ومراقبة من ناحية المسؤولين عن ملاعب الأطفال بالمدارس وبالساحات الشعبية أو داخل الأندية الرياضية كذلك. اللقاء ومدير أحد نوادي الشباب الرياضية بالجيزة المدرب يحيى عبد العظيم؛ للشرح والتفسير.
فوائد اللعب.. الجسدية والاجتماعية للأطفال
مع جو الأمان والسلامة بالمكان، ملعب رياضي كان أو ساحة رياضية كبيرة؛ يُعتبر اللعب من أهم النشاطات التي يفضل الطفل القيام بها لساعات طويلة دون ملل.
نظراً لما تحوي كل لعبة من مغامرات وتجارب جديد؛ ففي كل مرة يلعب الطفل بها يقضي أمتع الأوقات متناسياً كل ما يدور حوله بسبب تركيزه القوي في أثناء اللعب.
لعب الأطفال من الأمور المهمة التي تعمل على تنشيط الذاكرة، كما أنها رياضة روحية تساهم في نمو قدرات الطفل الحركية والنفسية والذهنية.
ولا تتوقف الفائدة؛ فاستمرار اللعب يعمل على اكتمالها، خصوصاً عندما تكون طريقة اللعب مناسبة للطفل من حيث العمر والنوع.
ومن خلال اللعب الخارجي الذي يكون خارج حدود المنزل، يكتشف الطفل البيئة التي تحيط به ويتعلم الكثير؛ برؤيته للأشياء وملامستها.
اللعب يزيد من الخبرات الحياتية للطفل، ومن خلاله يكتشف مواهبه الخاصة؛ فيعمل على متابعتها والتعامل معها حسب ما يحصل عليه من خبرات، ما يجعله يزيد من محاولة الإتقان والتجويد.
اللعب يعمل على تفريغ الطاقات المختزنة لدى الطفل، وخصوصاً الطاقات التي لا يستطيع التعبير عنها وتوظيفها بالمكان المناسب، ومع اللعب الآمن يكتشف تدريجياً أماكن أخرى لتفريغ تلك الطاقات، بالحدائق الواسعة كانت أو النوادي.
وهذا يساعده على حل المشكلات التي قد تواجهه في أثناء اللعب، ويجعل منه طفلاً يعتمد على نفسه وعلى قدراته في القيام بالأعمال.
اللعب بمكان آمن لا خطورة فيه له دور أساسي أيضاً؛ حيث يمهد ويحفز الطفل على إمكانية اتخاذ أي قرار، وكذلك يمده بالابتكار والإبداع.
عرفي طفلك بمزايا الرياضة..بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للرياضة
تابع: أهمية فائدة اللعب للطفل
كما أن الطفل الذي يلعب بالمنزل ويقوم بترتيب ألعابه؛ تزداد لديه نسبة الانتباه، حيث يتذكر الأماكن المخصصة لكل لعبة، وطريقة الاحتفاظ بها، وكيفية تزيينها.
كل هذه الأمور تعزز ثقة الطفل بنفسه وتزيد من نسبة انتباهه، فيتعلم القدرة على الابتكار والاختراع، وبالتالي يكون طفلاً مبدعاً.
كما يعمل اللعب على تمكين الطفل من أن يكتشف نفسه وقدراته على فعل الأشياء، وكذلك يعرف متى يستطيع استخدام يديه أو قدميه ورأسه في أثناء اللعب .
وهذه القواعد والإسهامات التي يقدمها اللعب للطفل؛ تساعده على التوازن والتوافق بين العمل واللعب، واختيار الوقت المناسب للنشاط الذي يرغب فيه.
وجود الطفل فرصة كبيرة للاستفسارات وإثارة التساؤلات؛ نتيجة قربه من الألعاب، بالإضافة إلى تعرفه إلى الأدوات التي حوله وطريقة استخدامها.
اللعب مفيد في إقامة العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، وبناء الذكاء الاجتماعي لدى الطفل، وكيفية المحافظة على الممتلكات العامة والاهتمام بها، وتدريبه على الاتجاهات الذاتية الصحيحة في التعامل مع الأمور والأشخاص.
نصائح لاختيار ملعب أطفال آمن
أوضح جميع مسؤولي النوادي الرياضية التزامهم الجاد بوضع قواعد أساسية لكل مكان يدخله الطفل؛ ملاعب كانت أو أماكن للعب الترفيهي، أو الحدائق داخل المكان.
إذ يلزم في البداية التحقق من خلو ملعب الأطفال من أي عيوب، قد تشكل خطراً عليهم في أثناء اللعب أو تعرضهم للإصابة، مثل وجود قطع حادة الجوانب من الطوب أو الخشب، أو قطع من الزجاج المكسور أو حفر عميقة لم تُردم بعد.
مع الحرص على توافر إجراءات السلامة التي تناسب كل لعبة؛ حيث يتعين التحقق من نوعية أرضية الملعب وتغطيتها بالشكل المناسب، مثل الرمال أو الحشائش أو نشارة الأخشاب.
كما يجب تحري أن مكان اللعب يبتعد عن الطرق العامة، خاصة التي تنتشر عليها حركة المرور السريع، مع تحديد الملعب بسور أو أي نطاق، يتعرف الطفل في أثناء اللعب من خلاله على أنه قد غادر الملعب.
كما يجب الانتباه إلى أن الطفل قد ارتدى الملابس المناسبة للعبة، من خوذة أوجوارب أو ركبة، والتنبيه مثلاً على خلع خوذة الدراجة في أثناء استخدام أجهزة اللعب.
وإدراك أن القلائد والأوشحة قد تتعلق بالألعاب والتجهيزات في أثناء اللعب، ويجب خلعها؛ لأنها تؤدي إلى إصابات خطيرة، وهكذا.
مع اللعب الآمن تنمو المهارات
يمكن للألعاب في جو آمن بعيد عن الخطر؛ أن تساعد الطفل على تحفيز عقله وتطوير ارتباطاته المنطقية، خاصة إذا كانت ألعاباً فكرية وتعليمية.
يُعتبر اللعب نوعاً من تدعيم استقلالية الأطفال عن الوالدين، في مختلف مراحل الحياة؛ لذلك يبدأ الطفل في الاعتماد بشكل كبير على نفسه.
لا يمكن تطوير المهارة الاجتماعية من دون مشاركة الطفل في الألعاب مع الأطفال الآخرين؛ لما تتطلب منه التواصل والمشاركة والتفاعل.
عندما يشعر طفلك بألعابه، أو عندما يلعب بالألعاب التي تصدر أصواتاً وأضواءً؛ فإن هذا يحفز حواسه المختلفة، وينمي لديه المهارات الحسية ويقويها.
كما تُعتبر الألعاب المساعد الأول في حماية الطفل من التوتر والاكتئاب، وما عليك فعله هو تقديم ألعاب ممتعة تدعم جوانب مختلفة من التطور وتملأ وقته.