logo

تحليل : إيطاليا تسعى جاهدة لجذب الاستثمارات من صناديق الثروة السيادية

تقرير رويترز
25-05-2023 05:50:25 اخر تحديث: 25-05-2023 06:25:48

تسعى إيطاليا لجذب صناديق الثروة السيادية من أجل الاستثمار في صندوق جديد لتوفير الموارد للشركات العاملة في قطاعات ذات أهمية استراتيجية،


 (Photo by Susan Walsh - Pool/Getty Images)

 لكن التجارب السابقة تشير إلى أن‭‭‭‭ ‬‬‬‬مسعاها قد لا يكلل بالنجاح.
وكانت رويترز قد ذكرت في وقت سابق هذا الشهر أن رئيسة الوزراء جورجا ميلوني تعتزم ضخ ما يصل إلى مليار يورو (1.10 مليار دولار) من أموال الدولة في صندوق للشركات العاملة في قطاعات تشمل الطاقة وشراء المواد الخام.
ومن أجل تعزيز المشروع، قال مسؤول حكومي كبير لرويترز إن ميلوني ترغب في جذب استثمارات من قطر والإمارات وأذربيجان والنرويج. غير أن وزارة الصناعة لم تكشف حتى الآن سوى عن سعيها للحصول على استثمارات من السعودية.
ولم توضح الحكومة بعد حجم الأموال التي تتوقع جمعها من الصناديق السيادية. وبموجب مشروع قانون من المتوقع إقراره بحلول نهاية العام، من المرجح أن تحتفظ وزارة الخزانة بحصة أقلية في الصندوق الجديد، والذي سيحظى أيضا بدعم من بنك كاسا ديبوست أي بريستيتي الاستثماري (دي.سي.بي) الحكومي.
وقال مسؤول حكومي آخر إن روما ستطرح استراتيجية شديدة التركيز لإقناع المستثمرين بوضع أموالهم في شركات محددة تعتبر استراتيجية، مع توزيع الأموال باعتدال بين الشركات.
ويشكك المحللون في فرص النجاح، مبررين ذلك بالبيروقراطية الإيطالية المعقدة والعقبات التشريعية. وقال فابيو سكاكيافيلاني، الشريك في نكستبيرينس للاستشارات المالية الذي عمل سابقا في الصندوق السيادي العُماني، "من الصعب إقناع المستثمرين الأجانب بالمراهنة على إيطاليا. يجب أن يكونوا مستعدين لمواجهة فوضى تشريعية ومالية وقضائية".
واستشهد على ذلك بمسعى شركة الاتحاد للطيران الإماراتية لإنقاذ شركة الطيران الرئيسية السابقة أليطاليا، والذي انتهى بالفشل في عام 2017 عندما اضطرت الحكومة إلى تعيين مفوضين خاصين لإدارة الشركة.
وتُظهر بيانات من مختبر الاستثمار السيادي بجامعة بوكوني في ميلانو أن تدفق الأموال من صناديق الثروة السيادية بالشرق الأوسط على إيطاليا بلغ ذروته في عام 2010 عند 2.3 مليار دولار من حيث أحجام الصفقات. ولكن هذه الصناديق استثمرت بالكاد مليار دولار في إيطاليا على مدار السنوات الخمس الماضية.
وفي عام 2021 ، لم يكن هناك أي استثمارات وكان ذلك على الأرجح بمثابة رد من الخليج على الحظر الذي فرضه رئيس الوزراء آنذاك جوزيبي كونتي على مبيعات الأسلحة إلى الإمارات بسبب دورها في الحرب في اليمن.
وسعت ميلوني منذ توليها المنصب في أكتوبر تشرين الأول الماضي إلى توثيق العلاقات مع الخليج، في تجاهل لمخاوف الحكومات السابقة بشأن حقوق الإنسان في المنطقة. وزارت ميلوني الإمارات في مارس آذار ورفعت بعد ذلك الحظر المفروض على مبيعات الأسلحة.
تستلهم الخطة الإيطالية مبادرة أُعلن عنها هذا الشهر في فرنسا، حيث ستطلق شركة الاستثمار المباشر انفرافيا كابيتال بارتنرز صندوقا قيمته ملياري يورو لمشاريع المواد الخام الضرورية، وستمول باريس ربع قيمة الصندوق.