لاعبو الأهلي - (Photo by Fadel Dawod/Getty Images)
دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.
ويلتقي الأهلي المصري مع ضيفه الترجي التونسي على ملعب القاهرة الدولي غداً الجمعة، في مواجهة عربية خالصة، بينما يحل الوداد البيضاوي المغربي حامل اللقب ضيفاً على ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، بعد غد السبت.
وعقب فوزه التاريخي 3-0 خارج ملعبه على الترجي في جولة الذهاب، أصبح الأهلي على مشارف التأهل للدور النهائي في البطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية في أفريقيا للمرة الـ16 في تاريخه والرابعة على التوالي.
وحقق الأهلي أكبر انتصار في تاريخه خارج ملعبه أمام الأندية التونسية في مباراة الذهاب التي أقيمت بملعب حمادي العقربي يوم الجمعة الماضي، ليكفيه الخسارة 0-2 أمام الترجي في مباراة الإياب، من أجل الصعود لنهائي البطولة للمرة السادسة في النسخ السبع الأخيرة للمسابقة القارية في إنجاز غير مسبوق لنادي القرن في أفريقيا.
ويخوض الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 10 ألقاب، اللقاء دون حارسه الدولي الأساسي محمد الشناوي، الذي تعرض لإصابة عضلية في لقاء الذهاب.
وربما يقرر السويسري مارسيل كولر، مدرب الأهلي، الدفع بعدد من العناصر البديلة في المباراة من أجل إراحة العديد من أوراقه الرابحة بعد اطمئنانه بنسبة كبيرة على حظوظ المارد الأحمر في الصعود للنهائي.ولن يحظى الأهلي بالحضور الجماهيري المكثف الذي كان يأمله، بعدما حصل على موافقة السلطات الأمنية المصرية على حضور 10 آلاف متفرج فقط.
ورغم ذلك، يتطلع الأهلي للحفاظ على سجله خالياً من الهزائم على ملعبه أمام الترجي، بعدما حقق 5 انتصارات مقابل 5 تعادلات في 10 مواجهات جرت بين الفريقين بمصر في مختلف المسابقات القارية.|
وفي مباراته الـ24 أمام الترجي، يبحث الأهلي عن تحقيق انتصاره الـ12 على الفريق التونسي، الذي حقق 4 انتصارات فقط في تاريخ لقاءات الناديين، بينما خيم التعادل على 8 لقاءات.
كما يتطلع الأهلي، الذي فاز على الترجي في لقاءاتهما الثلاثة الأخيرة، لمواصلة انتفاضته في البطولة منذ خسارته القاسية 2-5 أمام مضيفه صن داونز بمرحلة المجموعات في مارس (آذار) الماضي، بعدما حقق 4 انتصارات وتعادلاً وحيداً في لقاءاته الخمسة الأخيرة بالبطولة، دون أن يتلقى أي هدف.
وبصفة عامة، حقق الأهلي 9 انتصارات في مبارياته العشر الأخيرة، في جميع البطولات المحلية والقارية، حيث توج خلال تلك السلسلة بلقبي كأس مصر وكأس السوبر المصري على حساب بيراميدز، علماً بأنه تلقى هدفاً وحيداً فقط خلالها، وهو ما يعكس القدرات العالية التي يمتلكها نجوم الفريق في الفترة الحالية.
في المقابل، يطمح الترجي للتمسك بآماله الضئيلة في الصعود للنهائي واستعادة كبريائه بعد الخسارة القاسية التي تعرض لها في مباراة الذهاب بالبطولة التي توج بها أعوام 1994 و2011 و2018 و.2019
وأصبح الترجي بحاجة إلى ما يشبه المعجزة لاستمرار مسيرته في المسابقة، حيث يتعين عليه الفوز 4-1 على الأقل للصعود للنهائي، ومن ثم سيتفوق في تلك الحالة على الأهلي في عدد الأهداف المسجلة خارج الأرض، والتي يتم الاحتكام إليها وفقاً للائحة المسابقة حال تعادل أي فريقين في مجموع مباراتي الذهاب والعودة.
وتسببت الهزيمة الثقيلة التي تلقاها الترجي في استقالة مديره الفني نبيل معلول، ليتولى مساعده أنيس البوسعيدي قيادة الفريق أمام الأهلي، حيث يرأس الجهاز الفني لأبناء باب سويقة بصورة مؤقتة.
وعانى الترجي من غياب مجموعة كبيرة من عناصره الأساسية في مباراة الذهاب بداعي الإصابة، حيث ضمت قائمة الغيابات الحارس الأساسي المعز بن شريفية والجناح الليبي حمدو الهوني ولاعب الوسط الدولي التونسي غيلان الشعلالي والمهاجم الجزائري رياض بن عياد، بالإضافة إلى هاني عمامو، وهو ما أثر بالسلب على مستوى الفريق بطبيعة الحال.
ويرغب الترجي في الخروج من تلك الكبوة حتى لو عن طريق تحقيق فوز شرفي بعد عجزه عن تحقيق أي انتصار في لقاءاته الأربعة الأخيرة بكل البطولات، كما يأمل لاعبوه في أن تمارس كرة القدم هوايتها في الخروج عن المنطق وما هو مألوف من أجل تحقيق ريمونتادا مذهلة في القاهرة.
ولم يحقق الفريق الملقب بشيخ الأندية التونسية أي انتصار منذ تغلبه 1-0 على النجم الساحلي بالدوري المحلي في 25 أبريل (نيسان) الماضي، حيث خسر بالنتيجة ذاتها أمام الصفاقسي والأفريقي بنفس المسابقة، وتعادل 1-1 مع شبيبة القبائل الجزائري بدور الثمانية لدوري الأبطال، ثم تلقى خسارته الموجعة أمام الأهلي.
ويمتلك الترجي سجلاً جيداً نسبياً في لقاءاته خارج ملعبه منذ انطلاق دور المجموعات في البطولة الحالية، حيث حقق فوزين وتعادلاً وحيداً وتلقى خسارة وحيدة.
وتطمع الجماهير العربية في نهائي عربي خالص في البطولة للمرة السادسة خلال النسخ السبع الأخيرة بالمسابقة، حال اجتياز الوداد عقبة صن داونز.
وتعادل الفريقان دون أهداف في لقاء الذهاب، الذي جرى يوم السبت الماضي على ملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء المغربية، ليتأجل حسم التأهل بينهما إلى مباراة العودة، التي تجرى بمدينة بريتوريا الجنوب أفريقية.
ويكفي الوداد التعادل الإيجابي بأي نتيجة في مباراة الإياب من أجل الصعود للدور النهائي في البطولة التي حمل كأسها أعوام 1992 و2017 و2022، بينما يتعين على صن داونز الفوز دون غيره لمواصلة حلمه بالتتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد نسخة 2016.
وتخشى الجماهير المغربية من السجل غير الجيد للوداد خارج ملعبه في مشواره بالبطولة منذ مرحلة المجموعات، حيث حقق فوزاً وحيداً مقابل تعادل وحيد وخسارتين.
وبالرغم من ذلك، فإن الفريق الملقب بوداد الأمة يعول كثيراً على قوة خط دفاعه، الذي استقبل هدفين فقط في لقاءاته التسعة الأخيرة بالبطولة، في مواجهة الطوفان الهجومي المتوقع من لاعبي صن داونز، الذي سيكون مدعماً أيضاً بعاملي الأرض والجمهور.
ويفتقد الوداد خدمات نجمه الجزائري حسين بن عيادة عقب إصابته بتمزق عضلي، بينما يسابق الفريق المغربي الزمن لكي يلحق مهاجمه السنغالي جونيو سامبو باللقاء، عقب إصابته في كاحل القدم خلال مباراة الذهاب، كما تحوم الشكوك أيضاً بشأن جاهزية جلال الداودي وسيف الدين بوهرة.
ومازال الوداد يطمع في تحقيق انتصاره الأول على ملعب صن داونز، بعدما اكتفى بتعادلين ونال 3 هزائم في رحلاته الخمس السابقة ضد الفريق الملقب بالبرازيليين.
وأخفق الوداد في تحقيق أي فوز في مبارياته الأربع الأخيرة أمام منافسه الجنوب أفريقي، حيث حقق 3 تعادلات وتلقى خسارة واحدة.
وحرص البلجيكي سفين فاندنبروك، المدير الفني للوداد، على السفر لجنوب أفريقيا مبكراً للتأقلم على الأجواء هناك في ظل انخفاض درجة الحرارة وهطول الأمطار في الفترة الحالية.
من جانبه، يحلم صن داونز بالتأهل لنهائي البطولة للمرة الثالثة في تاريخه، بعد نسختي 2001 و2016، وتتويج مسيرته القوية في النسخة الحالية للمسابقة.
ويعد صن داونز هو الفريق الوحيد الذي مازال محافظاً على سجله دون هزيمة طوال مشواره بالبطولة، حيث حقق 8 انتصارات و3 تعادلات خلال 11 مباراة لعبها في البطولة حتى الآن بدءاً من دور الـ.32
ولم يعرف صن داونز سوى الانتصار فقط في مبارياته الخمس التي لعبها على ملعبه حتى الآن، وأحرز خلالها 18 هدفاً وسكنت شباكه 5 أهداف.
ويعاني صن داونز، الذي توج بلقب الدوري الجنوب أفريقي هذا الموسم قبل نهاية المسابقة المحلية ببضعة أسابيع، من غياب الثنائي نيو مايما والتشيلي مارسيلو أليندي، اللذين تعرضا للطرد في مباراة الذهاب، وهو ما يشكل ضربة مؤلمة لقدرات الفريق الهجومية.