logo

كيف تُعلمين ابنك المراهق قيمة المال؟

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
14-05-2023 09:19:50 اخر تحديث: 15-05-2023 07:05:20

مع تزايد متطلبات المراهق من المصروف، وكثرة الصرف على احتياجاته الشخصية وسط أصحابه وبين زملائه، تقع كثير من الأمهات في الحيرة والانزعاج؛ خوفاً على الابن المراهق؛ من أن يكون شخصاً لا يُحسن التصرف بالمال ولا يقدر المسؤولية،
صورة للتوضيح فقط - تصوير: Inside Creative House - shutterstock

من هنا يأتي دور الآباء في تحديد مصروف الطفل المراهق.. وتعليمه قيمة المال. الدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس تضع أساسيات تحديد مصروف المراهق الشخصي.. ومعها عدد من النصائح على كل أمّ الاستعانة بها.

اعرفي أين يذهب المصروف؟
يذهب المصروف في.. الطريق إلى المدرسة أو الدروس أو المواصلات التي يحتاجها المراهق بشكل يومي، تعتبر بنداً رئيسياً من بنود المصروف اليومي الذي لا يجب الاستغناء عنه.
وهناك احتياجاته الشخصية البسيطة اليومية.. مثل شراء العصائر، أو تناول الوجبات السريعة مع الأصدقاء، حالة تمرده على تناول طعام المنزل الذي تعده الأم.
ولا ينسى المراهق أو المراهقة.. صرف جزء من المصروف على مستلزمات العناية الشخصية؛ من لوازم للشعر أو كريمات للحلاقة، أو لترطيب البشرة، وهكذا.

علِّمي المراهق حُسن الإنفاق
حاولي بشكل تدريجي أن تنتقلي من إعطاء ابنك المراهق المصروف بشكل يومي.. إلى إعطائه المصروف بشكل أسبوعي ثم شهري.
أخذ المراهق للمصروف بشكل شهري يُعلمه الإنفاق بشكل معتدل طوال الشهر، ويعد من الأمور التي تُدخل السرور إلى قلبه.. وتدفعه للإحساس بأنه شاب مسؤول.
الأبناء لا يتعلمون قيمة المال وأهمية الادخار، إذا لم يعتادوا عليه منذ الصغر، على أن يكون ادخاراً بهدف شراء شيء معين.. وليس الادخار للادخار.
ومن باب التشجيع: على الآباء أن يقوموا بزيادة المصروف إذا شعروا أن الابن المراهق يدخر من المصروف ليتمكن من شراء شيء يريده.
شرط ألا يؤثر هذا الادخار على شراء حاجاته اليومية، أمام نفسه كان أو وسط زملائه.. وعلى الآباء تقديم المساعدة أو المساهمة بقدر من المال.
علّمي ابنك المراهق أن الادخار عادة جيدة.. لكن يفضّل عدم المبالغة لدرجة أن تصبح هي القضية الأساسية أو الغرض الأهم من إعطائه المصروف.
انضباط الآباء وتوجيههم الحسن للمصروف -10-15%.. ادخار- تعلم الابن أفضل الطرق لتنشئة رجل مسؤول، غير بخيل أو مسرف.

كيف تعززين ثقافة طفلك المالية مع عودته للدراسة؟

اضبطي عادات إنفاق المراهق
ضبط عادات إنفاق الطفل.. بتوجيه المراهق لكيفيّة إدارة المال-المصروف-، أمام زحمة الإعلانات التجارية المنتشرة، وتقليد ما يرتدي الأصدقاء، أو الضغط لشراء كل ما يحمل ماركة.
ومحاولة تعليم المراهق ألا يخضع للمغريات، وأن يوفر المال ويكون حكيماً في الصرف، ما يمده مهارات مُهمّة تلعب دوراً لتحقيق حياة ناجحة في المستقبل.
وكحقيقة تربوية.. أنه إذا لم تتمكن الأم من ضبط عادات المراهق في التعامل مع المال في سن مُبكرة، مرتكزة على قواعد صارمة؛ لن تتمكن من ضبطه بعد ذلك.
جميع الدراسات تؤيد: أنّ الطفل بحُكم وجوده الدائم مع الأم.. يعتبرها القدوة له، وذلك إذا كانت ترغب فعلياً في تعليم المراهق مهارة إدارة المال، وكيفيّة توفيره أو صرفه.

أضيفي الحقائق لمعلومات المراهق
تحدثي مع المراهق ودعيه يعرف؛ من أين يأتي المال اللازم؟ إذ أكدت الدراسات أنّ المراهق الذي يحصل على زيادة غير مشروطة وبانتظام؛ لا يستطيع تكوين فكرة عن المال ومن أين يأتي.
احذري إعطاء المراهق مالاً مُقابل كلّ عمل روتيني بسيط يوكل إليه، مثل ترتيب غرفته، المذاكرة، وضع أشيائه في مكانها؛ لأنّه يُعلّم الطفل أنّه لا ضرورة في أن يكد ويشقى ليكسب المال.
كما أن الطريقة التي تتكلّم بها الأم عن المال، وطريقة تعاملها مع المال، تؤثر بشدة في طريقة تعلُّم المراهق كيفية التعامل مع المال.. ومدى احترامه وتقدير قيمته.
كما أنّ مشاركة الطفل في وضع خطط الإنفاق المنزلي، وإطلاعه على المبالغ التي تُدفع إلى الكهرباء والماء والضرائب والإصلاحات.. تعلُّم المراهق عادات جيدة في الإنفاق ووضع الميزانية.
يجب أن تجتمع العائلة مرةً واحدة بشكل دوري؛ للبحث في الشؤون المالية للأسرة، ووضع ميزانية للصرف خلال الفترة المقبلة، ما يساعد المراهق على معرفة كلفة الأشياء وخطط الصرف.

علِّمي المراهق المهارة المالية
من أفضل الأسباب التي يمكن أن تُسهم بقوّة في تعليم المراهق المهارة المالية، هي مواجهته لحالة طارئة واحتياجه إلى المال، ولا يجد لديه ما يكفي.
مكافأة المراهق عندما يَدَّخر ويتصرف بمسؤولية مع المال، مع رفض إعطائه بطاقة ائتمانية، إلى أن يثبت مستوى عالياً من المسؤولية.
إذا لاحظت الأُم أن طفلها يُنفق مبلغاً كبيراً على اتصالاته ورسائله والألعاب الإلكترونية؛ عليها أن تستغل خطأه في تعليمه تجنُّب صرف ما يملك في أمور غير مُفيدة.
عليها أن تُحذره من الاستدانة، وتُبيّن له أنها غير مستعدة لسداد ديونه، بل عليه أن يسدّدها من المال الذي يحصل عليه وحده.
يجب أن تمنح الأُم طفلها المراهق الفرصة ليأخذ القرار بنفسه، حي إنّ تلبية كلّ مطالب الابن المراهق، لا تسمح له إطلاقاً بتجربة أن يأخذ أي قرار بنفسه.

ارفضي مطالب المراهق.. كلما طلب
على الأُم أن ترفض مطالب المراهق أحياناً من دون أن تشعر بالذنب إطلاقاً، مهما كانت تملك من إمكانات لتلبية رغباته.
على الأُم أن تبدأ في إعطاء طفلها مبلغاً محدداً من المال في سن مبكرة، وتتجنُّب إعطاءه مالاً كلما طلب؛ حتى لا يعتاد الحصول عليه متى يشاء ومن دون شروط.
ليس المهم المبلغ الذي يُعطَى، الأهم إعطاؤه مبلغاً مُحدَّداً كل أسبوع أو شهر؛ ما يشعر المراهق بالأمان، ويجعله ينتظر شيئاً يُشعره بأنّ من حقّه الحصول عليه.
من المهم أن تَثبُت الأُم على موقفها، وأن تترك طفلها يتحمل نتائج إنفاقه المصروف في فترة قصيرة، ومن دون أن يشعر بخطئه.
تمسك الأُم بالمبلغ المخصَّص للمصروف، من دون زيادة طارئة وسط الأسبوع أو الشهر، يضع حدّاً لطلبات المراهق بالمزيد من الأموال.
مُحاسبة المراهق: لأنّ الأُم - أو الأب- في الأساس مَن يُعطي الطفل المال مجّاناً، لهذا لديها الحق في معرفة كيف ينفقه.
من المهم أن تكون الأُم قادرة على أخذ القرارات بسرعة، حالما تعلم أنّه أنفق المال من غير مسؤولية.