زهير دعيم - صورة شخصية
قتلت بالأمس خطأً أم قصدًا لسْتُ أعرف ، فقد اختلط الحابل بالنابل ، وبات الظّلام يحتلُّ حياتنا.
كيف لا والسّلاح الدّاشر ملأ حياتنا ، والعنف المُستشري يرفع رأسه مع قدوم كلّ مساء وليل ، والإتاوات " الخاوة " تشرئب في كلّ مكان وتقبض ثمنًا " جميلًا" وليس هناك من يقول لها : كفى .. علمًا أنّ هذه أل .. الكفى قد تُكلّفه حياته ..
الى متى يا قوم ... يا عرب ؟
لقد بلغ السّيل الزُّبى بل وصل السّحاب .
وما يؤرّقني ويؤلمني سكوت أعضاء الكنيست العرب وكأنّهم ملأوا أفواههم ماءً ، فليس هناك من يقول معنا : كفى ومليون كفى .
وليس هناك منهم من ينتفض بالمعنى الصّحيح والحقيقيّ والحازم .
وليس هناك من يصرخ في وجه رئيس الحكومة والدولة ووزير الامن العامّ : أنقذونا ، حرّرونا والأهم خلّصونا ، فقد بات وضعنا لا يُطاق فننام على رقم ونصحو على رقم جديد ، وننام على بكاء ونصحو على عويل ، لدرجة اننا بتنا واصبحنا نكره المساء والليل والظلام ، وبات الكثيرون منّا يفكّرون بشكل جديّ بالهجرة وترك الوطن لأهل الشّرّ وذويه.
أخبرني أحد أصحاب المصالح التجاريّة – والحزن يعتصره – بأنّه سيبيع مصلحته قريبًا – هذا إن وجدَ أصلًا من يشتريها – فالعصابات التي تعشق الخاوة وتمتهنها تقِضُّ مضجعه وتؤرّقه .
نعم كفى ... حان الوقت أن نهبّ هبّةَ رجُلٍ واحد ونصرخ بفم واحد : تعبنا
حان الوقت ان نعلن عن اضراب عام ليس ليوم واحد ولا ليومين .
نريد ان يُبادر أعضاء الكنيست العرب الى وضع حلول وطرح اقتراحات بنّاءة وفعّالة تعيد الأمن والأمان والطمأنينة الى النفوس وذلك بالضغط على الحكومة.
ونريد أن نعيد حساباتنا في تربية أولادنا وشبابنا ، فنعود الى زرع المحبّة والسلام والأخوّة واحترام الغير والعمل والكسب بعرق الجبين و : " مَن لا يعمل لا يأكل " وأن نزرع كراهية السّلاح في نفوس صغارنا وكبارنا .
هل هناك من يسمع صرختنا من أعضاء الكنيست العرب ، فكلّ يوم وكلّ ليلة عندنا ولدينا : " يوم الأرض " وعندنا " نكبة" بل ونكبات ومصيبة ودموع وخوف وارتياب وذُعر وقلق وهلع ...
هذا هو قاموسنا في المدّة الأخيرة يا سادة ..
أليس هناك من يهبّ هبّةً جدّية ليقلب الموازين ويغيّر المفردات ويزرع الطمأنينة ؟!
أليس هناك من أعضاء الكنيست العرب مَنْ يعلن عن الإضراب عن الطعام والاعتصام بالكنيست حتى نجد حلًا ؟
ارحمنا يا الله ارحمنا ...