الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي
حقيقية للكرة العراقية, وكان ينتظر منتخبنا الوطني استحقاقات مهمة عام 1990 وهما: كأس الخليج العاشر في الكويت, ودورة الألعاب الاسيوية في الصين, وقد كان انور جسام مستمر مع المنتخب الوطني منذ صيف عام 1989 بعد نجاحاته في كاس العالم للشباب وفوزه ببطولة الدول الاسلامية (كاس الصداقة والسلام) والتي جرت في الكويت وشاركت فيها منتخبات اسيوية وافريقية من قبيل (العراق وإيران والكويت واليمن وغينيا والكونغو), لذلك كان القرار الأفضل ان يستمر المدرب القدير انور جسام, وكان عليه المباشرة في الاستعداد لكأس الخليج.
لكن القيادات السياسية فرضت على الكادر التدريبي بعض الاسماء التي اصبحت عالة على المنتخب, مثل حسين سعيد وعدنان درجال الذين ابعدهما انور جسام عام 1989 لكن بقرار سياسي عادوا للمنتخب.
• استعدادات كأس الخليج العاشرة
كانت خطة الإعداد لكأس الخليج تتضمن خوض المنتخب الوطني خمس مباريات على مستوى عالي, ضد منتخب الأولمبي النرويجي والمنتخب الاولمبي الدنماركي وضد منتخب كوريا الجنوبية الوطني.
• العراق- الاولمبي النرويجي 1-1
يوم 29-1-1990 جرى اللقاء الأول وانتهى بالتعادل (1-1) سجله العائد للمنتخب بعد غياب طويل اللاعب حسين سعيد, وقد منتخبنا اداء متوسط لم يسعد الجماهير الحاضرة.
اما عن حسين سعيد فإنه تقدم السن ويعاني من زيادة في الوزن وبطئ شديد بالحركة, وكان في الدوري العراق الكثيرون يستحقون اللعب بدل حسين سعيد مثل علي عبد الكاظم او يونس عبد علي او كريم صدام, لكن كان قرارا سياسيا ملزما بمشاركة حسين سعيد.
• العراق- الاولمبي النرويجي 1 - صفر
وفي يوم 1-2-1990 جرت المباراة الثانية ضد الاولمبي النرويجي, وفاز منتخبنا بهدف سجله النجم احمد راضي, وهكذا انتهت تجربة النرويجيين وكشفت عن الحاجة لخوض عدد اضافي من المباريات لغرض الانسجام وهضم طريقة لعب انور جسام, خصوصا مع نهج التجديد الذي اعتمده المدرب انور جسام للمنتخب العراقي .
جاءت التجربة الثانية بوصول المنتخب الدنماركي الاولمبي, وهي تجربة اشد من الاولى بسبب تطور الكرة الدنماركية في تلك الفترة بالمقارنة مع النرويجية, وقد كان اللقاء الاول الذي جرى
• العراق- الاولمبي الدنماركي 1-2
في يوم 5-2-1990 قوي جدا وانتهى بفوز الدنماركيين بهدفين لهدف عراقي يتيم سجله النجم ناطق هاشم, والذي اثبت انه لاعب لا يمكن لاي مدرب ان يتجاهله, حتى مع التجديد يجب أن يستمر ناطق.
• العراق- الاولمبي الدنماركي 2-1
وبعد ثلاث ايام بالتحديد في 8-2-1990 جرى اللقاء الثاني ضد الاولمبي الدنماركي وانتهى عراقيا بهدفين للنجم ليث حسين واحمد راضي مقابل هدف دنماركي, وهنا برز بشكل لافت توهج الثنائي ليث واحمد.
• العراق- كوريا الجنوبية 0-0
اخر تجربة للمنتخب قبل المشاركة في خليجي عشرة كانت الاقوى ضمن خطة الاعداد, حيث وصل الى بغداد منتخب كوريا الجنوبية بكامل نجومه لخوض لقاء ودي, وفي يوم 15-2-1990 جرى اللقاء ودخل العراق بالتشكيل النهائي المتوقع الدخول به في كأس الخليج, وكانت مباراة تكتيكية كبيرة وانتهت بالتعادل السلبي وشهدت مشاركة افضل لاعبين في اسيا احمد راضي الافضل في اسيا عام 1988, والكوري الجنوبي كيم جو سونغ الافضل في اسيا عام 1989.
• بطولة كأس الخليج في الكويت
شهدت بطولة الخليج حدثا غريبا وهو انسحاب المنتخب السعودي بسبب شعار البطولة الذي يرمز لحادثة سياسية بين السعودية والكويت, مع ذلك لم تفقد البطولة قوتها بسبب تواجد العراق والكويت والامارات المتاهل لكاس العالم وقطر وعمان, لكن بداية البطولة كان ضعيفا لذلك انتظر كل المتابعين ظهور منتخب العراق.
العراق- البحرين 1 - صفر
في يوم 26-3-1990 افتتح منتخبنا الوطني مبارياته في الدورة بمواجهة المنتخب البحريني, وقد بدا الاصرار العراقي واضحا على الفوز والاحتفاظ باللقب, من خلال الهجمات المكثفة التي تعرض لها مرمى البحرين, والتي توجها حبيب جعفر باحرازه الهدف العراقي الوحيد ليضع منتخبنا اول نقطتين في رصيده.
• العراق-الكويت 1-1
في يوم 28-3-1990 واجه منتخبنا الفريق الكويتي منظم البطولة! قدم منتخبنا عرضا باهتا! يختلف كثيرا عما قدمه في بطولة الصداقة والسلام الاخيرة! ولم يخرج الا بنقطة التعادل بهدف واحد ... وحتى الهدف لم يكن عراقيا خالصا فقد قام ليث حسين بتحويل الكرة أمام المرمى وأودعها المدافع الكويتي في مرماه بطريق الخطأ.
• العراق-الامارات 2-2
في يوم 30-3-1990 خاض منتخبنا الوطني العراقي مباراته الثالثة أمام منتخب الإمارات ممثل العرب وآسيا في نهائيات كأس العالم 1990 .. كانت الامارات قد قدمت عروضا غير مقنعة في الدورة وجمعت نقطتين من تعادلها مع عمان وقطر,
فاجأ المنتخب الإماراتي الجميع بتسجيله الهدف الأول في المباراة بعد ست دقائق من انطلاقها! بعدها كسب منتخبنا الافضلية بفضل تحركات ناطق هاشم وراضي شنيشل في خط الوسط, وفي كرة اشترك فيها ليث حسين مع المدافع الاماراتي لتذهب الكرة الى راضي شنيشل الذي هيأها عند قوس الجزاء الى احمد راضي الذي لمسها بسن حذائه الايسر لتمر الكرة سريعة ومباغتة للحارس محسن مصبح.
وقبل نهاية الشوط الأول قاد الإماراتيين هجمة سريعة مستغلين الارتداد البطئ لاعبينا, اسفرت عن احتكاك بين عدنان الطلياني وعدنان درجال, سقط على اثره الإماراتي على الأرض فما كان من الحكم الاجنبي الا اعلان جزاء وطرد درجال, وقد اندهش الجميع من قرار الحكم! وسجل الإماراتيين الهدف الثاني.
في الشوط الثاني قدم منتخبنا اداء مبهر, حيث سيطر على المباراة حتى النهاية فيما ركن الاماراتيون الى الدفاع والتكتل في الدفاع واقترب الاماراتيون من الاحتفال بأول فوز لهم في تلك البطولة قبل ان تحين الدقيقة 88 عندما تسلم احمد راضي كرة عالية يتعرض الى مسك واضح من المدافع الإماراتي ليصفر الحكم مانحا ضربة جزاء لمنتخبنا ..نفذها سعد قيس بنجاح ..لتنتهي المباراة 2-2.
قرار الانسحاب الغبي
اعلان العراق رسميا الانسحاب من البطولة! بهدف تخريب البطولة, والحجة احتجاجا على طرد عدنان درجال وضربة الجزاء! في تصرف طفولي لا يمت للكبار بصلة, حيث الاطفال عندما يخسر ينسحب او يخرب الملعب, وبذلك تم شطب نتائج منتخبنا من الدورة, ونجح الكويتيين في الفوز باللقب, وذهبت اموال الاستعداد والجهود المبذولة هباء بسبب القيادة الغبية التي تمسك بقرار الرياضي العراقي.
واكتمل الغباء بقرار حل المنتخب, وهو القرار المعتاد كلما خسرنا بطولة, مع ان المنتخب لم يخسر, لكن عدي الاحمق قرر الانسحاب.
• التعاقد مع مدرب روسي
كان قرار الاستعانة بمدرب اجنبي اسوة ببقية دول الجوار, ليقود المنتخب ويهيئ المنتخب الى منافسات دورة الألعاب الاسيوية في بكين صيف عام 1990, وفي شهر أيار/1990 وقع الاختيار على المدرب الروسي يوري موزوروف.
وقد قام الاتحاد بتشكيل ست منتخبات لتخوض دورة ليختار الروسي منها تشكيلته, وبعد انتهاء الدورة اعلن الروسي اسماء منتخبنا وكانت كالاتي: (عماد هاشم و احمد جاسم و سهيل صابر و كريم سلمان وحبيب جعفر وسمير كاظم وسلام هاشم ورياض عبد العباس واسامة نوري واحمد راضي و معد ابراهيم وسعد قيس وناطق هاشم وجعفر عمران و سعد عبد الحميد وصباح عبد الحسن وحسن كمال وراضي شنيشل وعماد جاسم وعباس عطية ومظفر جبار واسماعيل محمد وحازم ياسر وشرار حيدر وغسان رؤوف ويونس عبد علي).
• منتخب الصين في بغداد
استعداد للدورة الاسيوية حط المنتخب الوطني الصيني الرحال في بغداد لخوض لقاءين وديين.
• العراق-الصين 4-1
ففي يوم 14-7-1990 خاض منتخبنا بكامل نجومه مباراته الاولى ضد المنتخب الصيني وتغلب عليه بنتيجة كبيرة بأربعة أهداف مقابل هدف واحد, احرزها حبيب جعفر وليث حسين واحمد راضي هدفين.
• العراق-الصين 0-0
وفي يوم 16-7-1990 جرت في ملعب الشعب المباراة الثانية والتي اشترك فيها منتخبنا بالتشكيل البديل, ولم يتمكن الفريقان من تسجيل اي هدف .. حتى بعد اشراك نجوم المنتخب في الشوط الثاني .. وتضيع علينا افضل الفرص بعد ركلة حرة نفذها احمد راضي وارتدت من العارضة لينتهي اللقاء الثاني بالتعادل السلبي في اول محطة تدريبية للمدرب الروسي مع منتخبنا.
غزو الكويت
في يوم 2- آب-1990 قام صدام بخطوة غبية حيث قام باحتلال الكويت, مما سينعكس سلبا على الرياضة العراقية, وكان منتخبنا في السفر قبل اعلان الخبر.
• العراق- هنغاريا الاولمبي 2-1
سافر منتخبنا لإقامة معسكر في ألمانيا وهنغاريا استعدادا للدورة الاسيوية, لكن الحدث السياسي كان قد أثر سلبا وتوقع فرض عقوبات على الكرة العراقية.
وتألف الوفد من المدرب يوري ميروزوف والمساعدين ميخائيل فومنكو ود.سامي الصفار ود.صباح رضا وسعد جميل ومن 23 لاعبا هم عماد هاشم و احمد جاسم و سهيل صابر و كريم سلمان و سعد عبد الحميد وسلام هاشم و معد ابراهيم وراضي شنيشل وشرار حيدر ومظفر جبار وصباح عبد الحسن وحبيب جعفر ورياض عبد العباس وسعد قيس وسمير كاظم واسامة نوري وناطق هاشم واسماعيل محمد وابراهيم عبد نادر وليث حسين واحمد راضي وجعفر عمران وباسل كوركيس
وهناك التقى منتخبنا والمنتخب الاولمبي الهنكاري في مدينة بودابست وفاز منتخبنا بهدفين لهدف.
• معسكر الصين
جاء المعسكر الصين استعدادا لدورة الألعاب الاسيوية آخر الاستعدادات قبل المشاركة بالدورة , وسط رغبة ملحة لان تستعيد الكرة العراقية القابها بعد سلسلة الاخفاقات الاخيرة , ولعب المنتخب العراقي مباراتين وديتين:
• العراق- تيانجين الصيني 0-0
في يوم 29-8-1990 جرى اللقاء الودي الأول في معسكر الصين ضد نادي تيانجين الصيني في مدينة بكين وانتهى بالتعادل السلبي.
• العراق – الاولمبي الصيني 2-1
في يوم 31-8-1990 جرى اللقاء الودي الثاني ضمن معسكر الصين وكان ضد منتخب الصين الاولمبي, وانتهى بفوز العراق بهدفين سجلهما ليث حسين وجعفر عمران مقابل هدف صيني يتيم.
قرارات حرمان العراق
في مطلع شهر أيلول واستنادا لغزو الكويت صدرت عدة قرارات بحق الكرة العراقية, حيث تم استبعاد العراق من دورة الالعاب الاسيوية في الصين, وشطب عضويته في المجلس الاولمبي الاسيوي بعد غزو الكويت, يضاف ذلك الى العضويات المعلقة الاخرى في اللجنة الاولمبية الدولية والاتحاد العربي والآسيوي لكرة القدم! اضافة الى تعليق عضوية العراق في الفيفا, تقبع الرياضة العراقية في عزلة تامة, ولتضيع أحلام هذا الجيل الى الابد.