logo

رئيس الموحدّة : ‘هناك فشل تام بمعالجة الجريمة والنواب الذين تآمروا علينا وحلّوا الكنيست يرون كيف نجني النتائج المرة ‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
08-05-2023 09:25:25 اخر تحديث: 09-05-2023 11:22:44

قال رئيس القائمة العربية الموحدة ، عضو الكنيست منصور عباس ، في حديث ادلى به لبرنامج " بسام جابر يُحاور " على قناة هلا ان " القائمة الموحدة تناور على كامل الملعب

 السياسي في إسرائيل مع اليمين ومع اليسار ، ونحاول ايضاً ان نعيد من جديد دورنا المركزي كعرب داخل إسرائيل وداخل السياسة الإسرائيلية، فنحن لسنا رقماً على الهامش او نتواجد في دكة الاحتياط، لأن لدينا غيرة على حياة وامن أبناء مجتمعنا ". 

وأوضح منصور عباس قائلا ردا على سؤال وجهه المُحاور بسام جابر ، في اطار مقابلة مطولة : " ان بن غفير "فكر حالو جاي على حصان صاهل" ويفرض النظام الذي يريده ولكنه فهم ان الواقع عكس ذلك، فالواقع السياسي لا ينص على ان كل سياسي يستطيع القيام بما يحلو له، فخلال 4 اشهر ازدادت المشاكل داخل الائتلاف وتعقدت اكثر". 

فيما يلي ابرز ما جاء في المقابلة المتلفزة على قناة هلا ، وهي متوفرة الان بالكامل في موقع بانيت . 

المجتمع العربي على فوهة بركان ، ما تعقيبك على هذا الامر؟
"من الواضح تماماً اننا موجودون في قاع هوة كبيرة وصل اليها المجتمع العربي بسبب انتشار الجريمة المنظمة والعنف الذي استحكم وتفشى. الازمة الحقيقة هي ان مقاومة العنف والجريمة محدودة جداً، بمعنى ان الدولة لم تفشل فقط بل قصرت بشكل كبير في مكافحة الجريمة، وكل القوى السياسية والاجتماعية والدينية والرياضية والإعلامية لم تتعامل مع العنف والجريمة كتهديد استراتيجي لوجودنا وحاضرنا ومستقبلا، لقد استهنّا بهذا الامر ولم نتعامل معه بالشكل المناسب، خاصة وان ظاهرة العنف لم تأت هكذا فجأة ، بل تطورت تدريجيا خلال السنوات الأخيرة. ولكن اثناء وجودنا في الائتلاف كان مستوى الجريمة والعنف منخفضاً مقارنة بهذا العام، لذلك الوجود في الائتلاف ومنطقة القرار السياسي لرصد ميزانيات وتفعيل برامج يؤثر إيجابيا على خفض مستوى العنف والجريمة في المجتمع العربي، بالتالي الخروج من الائتلاف أدى الى ارتفاع مباشر في مستويات العنف في كلا المجتمعين العربي واليهودي. وهذه الحكومة بسلبياتها تتخطى أوضاع المجتمع العربي وتصل الى المجتمع اليهودي ايضاً، والان نشهد فشلاً اقتصاديا وامنيا وايضاً فشلا على مستوى السياسات القضائية وغيرها. اذاً العامل السياسي في هذه المرحلة حاضر بقوة ، وكان حاضراً لأكثر من 10 سنوات، ولكن حكومات نتنياهو لم تتفاعل بشكل إيجابي مع الارتفاع المستمر في العنف والجريمة".

هل يحاول الائتلاف التواصل معك؟ هل ترى انهم قد تعلموا الدرس؟
"انا اشك في انهم تعلموا الدرس فهم لديهم مصلحة يريدون تحقيقها ، وانا قلتها بشكل واضح وصريح لهم، بأن كل ما يتعلق بالتغييرات في الجهاز القضائي سيكون عن طريق بيت رئيس الدولة. وفي الطرف الآخر توجد الحكومة الحالية التي تعتبر عنواناً فلا يوجد حكومة غيرها ونحن نحملها المسؤولية وطالبنا خلال لقائنا مع نائب رئيس الحكومة والوزراء الاخرين بتغيير وزير الامن القومي بن غفير، او ان يعملوا بالنموذج المتفق عليه خلال العام الماضي وان يقوموا بتعيين نائب وزير مختص لوزير الامن القومي ، وان لا يتم تعيين شخصية سياسية لتدير ملف الجريمة في المجتمع العربي، لكن للأسف لغاية الان لا يوجد شخص واحد مسؤول عن إدارة ملف العنف والجريمة داخل الحكومة الحالية. ومقارنة بالحكومة السابقة كان رئيس الحكومة ووزير الامن الداخلي ونائبه يعملون على ملف العنف والجريمة في المجتمع العربية ونحن في القائمة العربية الموحدة كنا نتابع الموضوع وكنا نرى نتائج ولكن اليوم هناك فشل تام في معالجة ملف العنف والجريمة، لذلك هناك مسؤولية سياسية تقع على عاتق القيادات العربية في الكنيست، فالذين تآمروا علينا السنة الماضية وساهموا بحل الكنيست واسقاط الحكومة وتعاونوا مع الليكود من اجل عودة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير الى سدة الحكم، ها نحن نجني النتائج المرة والثمار المرة لهذه الخطيئة السياسية التي ارتكبت من قبل القائمة المشتركة العام الماضي. كان يجب ان يتحلوا بالمسؤولية والحكمة وان يساعدونا على الاستمرار في التجربة التي خضناها في الحكومة السابقة من اجل الاستمرار في خفض مستويات العنف والجريمة في المجتمع العربي".

 هل انت مقتنع بفكرة العودة الى الائتلاف الحكومي، على الرغم من الرفض القاطع لبقية أعضاء الكنيست مثل ايمن عودة واحمد الطيبي؟
"هذا امر مسلم فيه، وحالات ميؤوس منها ، أي ان احمد طيبي وايمن عودة وسامي أبو شحادة هم سياسيون منفصلون عن الواقع وعن احتياجات المجتمع العربي، يعيشون في عالم اخر، ولا توجد لديهم المقدرة على محاسبة النفس وإيجاد طريق تنفع مجتمعنا العربي. الكنيست تعتبر مكان ندخله من اجل خدمة المجتمع العربي، ولكن إذا لم تكن لديك القدرة على فعل ذلك فلتعتزل الحياة السياسية. ونحن سنبقى ماضون في طريقنا وهدفنا الاستراتيجي السياسي لنا ولمجتمعنا العربي ان نكون في مركز اتخاذ القرار وليس ان يكون لدينا فقط تمثيل سياسي داخل الكنيست، فهذا لم يعد ينفعنا لنأتي بحلول لقضايا مجتمعنا العربي. انت تريد تمثيلا قويا فاعلا ومؤثرا داخل الائتلاف والحكومة لتغيير سياساتها، واتخاذ قرارات وبرامج وخطط لمعالجة مشاكل المجتمع العربي وان يكون هناك حزب عربي سياسي يتابع عملية التنفيذ، هذا هو الهدف الأساسي الذي وضعناه لأنفسنا".

يبدو أنك تنتقد بشدة منافسيك في الحلبة السياسية؟
اليوم ما بنفع نضل "نمسح جوخ لبعض" كل الحقيقة يجب ان توضع امام المجتمع العربي، القيادات السياسية والعربية والمتابعة والأحزاب لم ترتق لمستوى المسؤولية في التعامل مع التحديات والمخاطر في مجتمعنا العربي".

هل أضر خروجك من الائتلاف الحكومي بملف العنف والجريمة في المجتمع العربي؟
"نعم، والأرقام تثبت ذلك فحينما تواجدت القائمة العربية الموحدة داخل الحكومة اثرنا على القرار السياسي ، وبات كل من رئيس الحكومة ووزير الامن الداخلي يهتمون بملف العنف والجريمة ويقومون بعقد جلسات لإيجاد حلول له. ونحن بدورنا اقررنا قرار 549 ضمن الخطة الخماسية لمكافحة العنف ووضعنا برنامجا عمليا كنا نتبعه بشكل يومي ومتواصل مع وزير الامن الداخلي ونائبه. كما قدمنا مجموعة من القرارات التي تعالج الاسباب غير المباشرة للعنف، فهناك حوالي 60 الفا من الشباب لا يعملون ولا يتعلمون ويحتاجون الى برامج تعليم وتأهيل مهني لإيجاد فرص عمل لدمجهم في المجتمع. ونحن لسنا بحاجة للشرطة فقط لمعالجة قضية العنف بل لوزارة التربية والتعليم ووزارة الاقتصاد وغيرها".

هل تدرس الموحدّة إمكانية الانضمام الى الائتلاف؟
"تحاول القائمة العربية الموحدة ان تناور على كامل الملعب السياسي في إسرائيل مع اليمين ومع اليسار ونحاول ايضاً ان نعيد من جديد دورنا المركزي كعرب داخل إسرائيل وداخل السياسة الإسرائيلية، فنحن لسنا رقماً على الهامش او نتواجد في دكة الاحتياط، لأن لدينا غيرة على حياة وامن أبناء مجتمعنا ، بالتالي واجبي الان ودوري من خلال موقعي السياسي يتمثل بأن اتحرك في الملعب السياسي وان أكون عامل ضغط وقوة وتغيير، فحينما تكون على تواصل مع الوزراء والحكومة تستطيع استغلال نقاط ضعف وبذلك تساهم بتغيير الكثير من الأمور".

كيف تتعامل معك الحلبة او المحافل السياسية الإسرائيلية اليمينية؟
"دائما فرضنا انفسنا واحترامنا على الجميع حتى على المستوى الشعبي فكل أسبوع لدي لقاءات مع مئات الناس في مختلف الندوات. استطعنا ان ندخل على الوعي السياسي والاجتماعي في المجتمع الاسرائيلي وحينما نكون في مركز المشهد الإعلامي ونتحدث عن قضايانا، فإننا بذلك نتواجد في كل صالون يهودي يسمعون كلامنا وينصتون لنا، حيث اننا نحاول ان نتحدث بأسلوب فيه بعد انساني ومدني يُمكن الطرف الاخر من التعامل معه. هذه الحكومة الموجودة هي اقصى اليمين وهذا واضح منذ البداية، فقد خططت لمشاريع وتحقيق اهداف معينة الا انهم وصلوا الى طريق مسدود. ونحن نشاهد كيف تتطور الأمور ونصنع فرصا لنا".

وصلتنا رسالة من شخص من عبلين انتقد فيها كل أعضاء الكنيست حيث يقول "مش عامليلنا اشي"، ما تعقيبك على هذا الامر؟
"النقد مطلوب ، يجب علينا كلنا ان ننتقد ولكن اذا اخذنا كل أعضاء الكنيست العرب ووضعناهم في سلة واحدة نقوم بارتكاب خطأ لأنه هناك فرق بين الاخرين وبين المسار الذي اتبعته القائمة العربية الموحدة بالبحث عن حلول حقيقية للمجتمع العربي ودخلت مستنقعاً سياسياً يحتوي على العديد من المخاطر لإيجاد نقطة امل للخروج بها للمجتمع العربي. استطيع ان ابقى في ثيابي النظيفة، لكي لا يكفرني احد او يخونني وابقى محترما، ولكن تأثيري سيكون صفراً. انتقدوا القائمة العربية الموحدة ولكن لا تضعوها في نفس السلة مع التجمع والجبهة الذين اكتفوا بالشعارات ولا يريدون ان يضعوا على عاتقهم المسؤولية ربما خوفاً او لأسباب كثيرة اخرى . ما يهمني انا هو النتيجة، فلماذا نذهب الى الكنيست ؟ هل من اجل المعاش والبدلة؟ او لخدمة الناس؟. واذا لم تكن مقتنعاً في ان تكون شريكاً سياسياً مؤثراً، لماذا تذهب الى الكنيست، بينما يمكن ان يحل محلك شخص اخر لديه أداء افضل ويخاطر ليكون في حقل الغام واشواك لصالح مجتمعنا العربي. حتى لو لم ننجح على الأقل حاولنا. لا تريد ان تشارك وتؤثر ولا تريد لغيرك ان يشارك ويؤثر ! نحن اخترنا طريقنا، فلماذا تحاربوننا؟".

احمد طيبي يقول انكم انتم من حاربتوهم؟
انا التزم بأن لا اتحدث في سيرتهم اذا ما عملوا لصالح المجتمع العربي. لماذا دعموا حل الكنيست وسمحوا بالخروج الى انتخابات وعودة نتنياهو، المواطن العربي البسيط هو بنفسه يسأل هذه الأسئلة. هل هناك من يقبل ان يكون صفرا على الشمال؟ السياسة منطقها الأساسي هو تحسين وضع مجتمعك للأفضل".

وتابع قائلاً: "هناك خلاف سياسي كبير بيننا وبين الاحزاب العربية، فهناك أحزاب تستفيد من وجودها في الكنيست ولكن لا تريد ان تفيد المواطن العربي من خلال افعالها السياسية، وهناك أحزاب أخرى تدعو الى مقاطعة الانتخابات وكأنك اذا قمت بالتصويت انت تفعل امرا "حرام". أتوجه لهؤلاء الذين دعوا لمقاطعة الانتخابات، بماذا افدتم المجتمع العربي؟ بدل ان يكون لدينا حضور قوي في الكنيست والحكومة تساهمون بإضعاف هذا الحضور، هل استطعتم حل مشاكل المجتمع العربي ؟ ".

وأضاف: "في لجنة المتابعة يتخذون نفس القرارات منذ 15 عاماً والتي تتمثل في بناء خيمة اعتصام، والانطلاق في مسيرة ومظاهرة، هل أتت هذه الأشياء بحلول؟ لنفترض أننا خرجنا وأضربنا وتظاهرنا واضربنا عن الطعام هل سنؤثر على الحكومة؟ كنا في وقت سابق داخل الحكومة وامرها بأيدينا، فاعضاء الكنيست العرب متى بإمكانهم ان يؤثروا ، في حال هددوا وجود الحكومة ، فاذا لم نقم بتهديد وجودها لن يهتموا لنا. الان الليكود لا يهتم بالمظاهرات لان مصوتيه داعمين للتغييرات القضائية، ولكن في حال اعترضوا عليها وخرجوا ضد الحكومة وطالبوا باسقاطها، ستتغير سياسة الحكومة او ستسقط مباشرة".

وأوضح منصور عباس "ان بن غفير "فكر حالو جاي على حصان صاهل" ويفرض النظام الذي يريده ولكنه فهم ان الواقع عكس ذلك، فالواقع السياسي لا ينص على ان كل سياسي يستطيع القيام بما يحلو له، فخلال 4 اشهر ازدادت المشاكل داخل الائتلاف وتعقدت اكثر. كما ان مستوى العنف ارتفع في كلا المجتمعين العربي واليهودي، والان تواجه إسرائيل ازمة اقتصادية ودخل الدولة قد انخفض كذلك".

وأضاف د. منصور عباس : "حينما تضع نفسك في موقع تأثير وتكون مستعداً لتؤثر وتخوض المعركة سيضطرون الى طلب المساعدة منك، لذلك حان الوقت لنراجع سياستنا ونخوض مسارا سياسيا جديداً يعطي الامل للناس وحلولاً لمجتمعنا العربي".

 هل سيخضع نتنياهو لبن غفير ام ان الأمور ستبقى بتوتر بينهما؟
"لا يوجد خيار امام نتنياهو لانه سيفقد الأغلبية في الكنيست اذا ادار ظهره لبن غفير، اما بالنسبة لبن غفير فلا توجد الكثير من الخيارات المتاحة امامه. والامر الواضح هو ان الحكومة دخلت في مأزق سياسي واقتصادي، ومن الصعب ان تكمل في الاطار الا اذا غيرت في مسارها، فمثلا عليها ان تترك قضية التعديلات القضائية جانبا، وتغيير وزير الامن القومي او تعيين نائب وزير له".

ما هي اهم المطالب الرئيسية للمجتمع العربي ؟ وماذا يجب ان نفعل لوقف الجريمة او خفض مستواها؟
"لا يتقدم أي شيء على الامن الشخصي وحياة الناس، واذا اردنا ان نصنع تغييراً مباشراً بقضية العنف والجريمة يجب ان تكون هناك صلاحيات جديدة بيد الشرطة والنيابة بموافقة قاضية بقضية الحبس الاحترازي، واعني بذلك المجموعات التي تمارس القتل ولا يكون لديك دليلا ضدها ، لذلك لا يكون لديك الصلاحية للقبض عليها ، ولكن اذا طبقنا الحبس الاحترازي لشهر او شهرين سنتمكن من شل قدرة هذه المنظمات الاجرامية ونمنعها من ارتكاب الجرائم، وبذلك سنشهد انخفاضاً في مستوى الجريمة والعنف بنسبة 70%".

ما الذي قصدته في تصريحك بأنه يجب على السلطات المحلية العربية ان تحذو حذو كفر قاسم وتقيم لجاناً شعبية؟
"هذا اقتراح ومشروع جدير ان ندفع به الى الامام. هناك مسؤولية تقع على عاتق السلطات المحلية العربية، حيث انها تستطيع تشغيل شركات حراسة تعمل الى جانب الشرطة الجماهيري ، وهذه الشركات اثبتت نجاحها في كفر قاسم، ولكن يجب ان تكون هذه الشركات تحت اشراف البلديات والمجالس المحلية واللجان الشعبية وبالتنسيق والتعاون الكامل من قبل جهاز الشرطة. من الممكن ايضاً ان يقوم بعض الشباب بالتطوع مع اعضاء من الشرطة والمجتمع. اذا بادرنا للمشروع لن يكون صعباً ان نأتي بتمويل له من قبل الدولة، ولكن من صلاحيات المجالس المحلية فرض مبلغ معين على المواطنين لهذا الشأن بشكل خاص".

هل تخططون لخوض انتخابات الحكم المحلي؟
"حتى الان لا يوجد قرار بهذا الشأن ولكن توجد بعض من المواقع في الحركة الإسلامية تخوض هذه الانتخابات. نحن هدفنا هو الحكم المركزي وليس المحلي فالقوة الضاربة تكون هناك. لن نتدخل في الانتخابات المحلية ولكن أتوقع من كل مرشح ان يضع ملف العنف والجريمة في اعلى سلم الأوليات، وان لا يقوم باستخدام المال السياسي المحلي والقطري في الانتخابات ليكون مدخلا للفساد، فلنحافظ على الاستقامة".

تعقيب على المقابلة 
يشار الى انه في حال وصل تعقيب من قبل الاحزاب او الاطراف التي جاء على ذكرها د. منصور عباس ، فسنعرض لها .