تصوير: المركز الطبي تسافون "بوريا"
الأولى شهدها المركز الطبي تسافون "بوريا" الأسبوع الماضي تمثلت بإنقاذ حياة مريض من موت محقق بعد ان تعرض الى سكتة قلبية كادت تودي بحياته، لكن الأيدي الأمينة كانت بانتظاره لتمد له يد المساعدة وتعيده الى الحياة، هذه الايدي كان ايدي ابنه طبيب امراض القلب والأوعية الدموية. وكانت هذه القصة قد وقعت اثناء جنازة أحد الأقارب التي جرت مساء ذلك اليوم في قرية عرابة. حيث يتذكر الوالد حسن نصار وهو محامي يبلغ من العمر 80 عاما ويقول: "كنت من بين المشيّعين حيث ذهبنا إلى المقبرة وفجأة شعرت بضغط في صدري وببعض البرد، فطلبت العودة إلى المنزل".
وتحدث د. علي نصار مشيرا الى "أنه في الوقت الذي اعتقد فيه أن والده كان ببساطة متعبًا بعض الشيء من الوقوف المستمر لفترة طويلة خلال الجنازة، لم يكن يعلم ان آلام الصدر قد داهمت والده. وبعد حوالي ربع ساعة اتصلوا به وأخبروه أن والده لا يشعر بصحة جيدة، وانه شاحبًا ومتعرقًا، فأمرهم بالذهاب به بشكل فوري إلى مركز طبي قريب".
وتابع البيان: " السيد حسن نصار من مدينة عرابة، كان قد خضع لعمليات إنعاش القلب لمدة 10 دقائق متواصلة، والذي تضمن تدليكًا للقلب وستة صدمات كهربائية باستخدام جهاز تنظيم ضربات القلب (ديفيبرولاتور) في ليلة واحدة من قبل ابنه، وهو طبيب قسم امراض القلب والاوعية الدموية على اسم ليديا وكارول كيتنر وليئا وبنيامين دافيدي في المركز الطبي تسافون "بوريا". أنقذ الابن الدكتور علي نصار حياة والده الذي يشعر الآن بشعور عظيم".
وسارع د. علي الى المركز الطبي إلا ان الطريق كانت مغلقة بسبب موكب الجنازة مما حدا بالطبيب الى الجري بسرعة لمواكبة صحة ابيه في المركز الطبي القريب، وقال:" وصلت الى المركز الطبي قبل أن يبدأ الطبيب من معاينته، حيث قمت بربطه بجهاز تخطيط القلب وعلى الفور أدركت ان والدي يعاني من انسداد حاد في شريان القلب السفلي. وفورا اتصلت بوحدة القسطرة في المركز الطبي تسافون "بوريا" للاستعداد لوصولنا واتصلت ايضا بالإسعاف لنقله الى المركز الطبي تسافون على الفور".
"شعرت وكأنني اعود للحياة"
حتى وصول سيارة الاسعاف، تلقى حسن بعض الادوية، لكنه بدأ فجأة يعاني من اغماء، وقال الدكتور علي نصار: "أدركت على الفور أنه يتعرض لسكتة قلبية، وبدأنا فورا بعملية تدليك القلب وجهزنا أيضا جهاز تنظيم ضربات القلب، وقمنا بتقديم صدمة كهربائية واحدة له وسرعان ما استعاد وعيه. ولكن بعد ذلك تدهور مرة أخرى واضطررنا إلى تكرار عملية الإنعاش القلبي ست مرات حتى استقر، بعدها وصلت سيارة الإسعاف وتم نقله إلى المستشفى بينما كان لا يزال يعاني من الألم لكن وضعه الصحي كان مستقرا".
وقال حسن إنه شعر أن كل شيء يختفي بالنسبة له في تلك اللحظات: "لم أشعر بأي شيء، لقد فارقت هذا العالم، وفجأة سمعت دويًا لمرتين، ثم شعرت وكأنني أعود للحياة".
"خبرتي ساهمت في التعرف السريع على المشكلة"
عندما وصلوا إلى المستشفى حوالي الساعة 1 فجرا، كان الدكتور نمرود بلانك وفريق وحدة القسطرة على اتم الاستعداد لاستقبالهم في غرفة عمليات القسطرة وتم إجراء العملية بأسرع ما يمكن. وقال الدكتور علي إنه لم يشارك في القسطرة: "راقبت من بعيد وهدأت أفراد الأسرة الذين تواجدوا ايضا. ثلاثة من ممرضاتي كنّ حاضرات أثناء عملية الإنعاش التي أجريناها لوالدي وكُن قلقات للغاية."
وخلص د. نصار قائلا "خبرتي ساهمت في التعرف السريع على المشكلة وتقديم العلاج السريع والحيوي الذي تضمن تكرار عمليات الإنعاش والتدليك والصدمات الكهربائية في الوقت المناسب. كسرت ضلع والدي للأسف لكنني أنقذت حياته. أنا أعيد له القليل مقابل ما فعله من أجلي طوال حياتي ".
"في المجتمع العربي هناك وعي أقل "
وعلى ضوء هذه الحادثة الفريدة شدد الأطباء في المركز الطبي تسافون، على ضرورة رفع الوعي تجاه عوارض الأزمة القلبية، حيث يقول في هذا السياق الممرض المسؤول في وحدة العناية المركزة للقلب، محمد أطرش: "في المجتمع العربي هناك وعي أقل بالعوارض مما يؤدي الى التأخير في وصول الى القسطرة المنقذة للحياة وبالتالي يكون الضرر الذي يصيب عضلة القلب أكبر بكثير".
"عمل الدكتور علي نصار السريع ومهنيته بلا شك أنقذت حياة والده"
اما البروفيسور عيدو بيراتي، مدير قسم القلب والأوعية الدموية في المركز الطبي تسافون، فقال" "عمل الدكتور علي نصار السريع ومهنيته بلا شك أنقذت حياة والده. إن بدء الإنعاش القلبي الرئوي في أقرب وقت ممكن من قبل أحد الجيران أو أحد أفراد الأسرة، حتى قبل وصول الفريق الطبي، هو الفارق في كثير من الحالات بين الحياة والموت، وأنا أحث الجميع على دورة إنعاش لعدة ساعات. بالإضافة إلى ذلك، فإن جهاز الديفيبرولاتور شبه الأوتوماتيكي، الذي من السهل تشغيله ومتاح في معظم الأماكن العامة، قد أثبت مرارًا وتكرارًا أنه ينقذ الأرواح".