أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.
واندلعت هذه الاشتباكات، وهي الأولى منذ أن اشترك البرهان وحميدتي في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، بسبب خلاف حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش في إطار مرحلة انتقالية نحو الحكم المدني.
وقال شهود إن الجيش السوداني أصبح له اليد العليا على ما يبدو يوم الأحد (16 أبريل نيسان) في صراع دموي على السلطة مع قوات الدعم السريع بعد أن استهدف الجيش قواعدها بضربات جوية، فيما لقي 59 مدنيا على الأقل حتفهم بينهم ثلاثة من موظفي الأمم المتحدة.
وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن 97 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب 365 منذ بدء الاشتباكات في السودان, وأضافت أن عشرات الجنود قُتلوا دون أن تذكر رقما محددا بسبب نقص المعلومات من المستشفيات.
وقالت نفيسة سليمان - مواطنة سودانية "(اللواء عبد الفتاح) البرهان و (اللواء محمد حمدان دقلو) حميدتي يتقاتلون على السلطة، ونحن نقاتل من أجل الطعام والشراب، هم يتقاتلون على السلطة ونهب الدولة."
وقال لاكشمي بارثاساراتي - إحدى السائحات في السودان "استيقظنا وخرجنا، وكانت هناك طائرات مقاتلة، وبدا الأمر وكأن هناك طلقات نارية. كان هناك الكثير من الفوضى التي تحدث. كان الدخان في كل مكان."
ونشرت الصفحة الرسمية للقوات المسلحة السودانية فيديو يظهر فيه جنود من قوات الدعم السريع يتحدثون إلى الكاميرا ويقولون أنهم سلموا أنفسهم للجيش وأنهم بأمان معهم.
وقال أيمن سمير محجوب - جندي من قوات الدعم السريع : "أنا رقم 50143 ، أيمن سمير محجوب من الشرطة العسكرية في قوات الدعم السريع. وجدنا كل المعاملة الطيبة من القوات العسكرية."
كما أظهر مقطع فيديو نُشر على الصفحة الرسمية للقوات المسلحة السودانية على فيسبوك جنودًا يمزقون لافتة عند مدخل قاعدة لقوات الدعم السريع في ولاية القضارف السودانية، وهم يهللون وبكبرون.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في السودان إن البرهان وحميدتي وافقا على وقف القتال لمدة ثلاث ساعات بدءا من الرابعة مساء بالتوقيت المحلي (1400 إلى 1700 بتوقيت جرينتش) للسماح بعمليات الإجلاء الإنسانية التي اقترحتها الأمم المتحدة، لكن الاتفاق تم تجاهله إلى حد كبير بعد فترة وجيزة من الهدوء النسبي.
ومع حلول الليل وبعد انتهاء سريان مفعول اتفاق وقف القتال، أفاد السكان بوقوع قصف مدفعي وضربات جوية في كافوري بالخرطوم بحري التي توجد بها قاعدة لقوات الدعم السريع.
ودعت الولايات المتحدة والصين وروسيا ومصر والسعودية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية التي تهدد بتفاقم حالة عدم الاستقرار في منطقة تشهد توترا بالفعل.
ودعت مصر الأطراف المتقاتلة في السودان إلى ضمان سلامة جميع المصالح المصرية هناك، حسبما قال المندوب المصري في جامعة الدول العربية في اجتماع يوم الأحد (16 أبريل نيسان)،
وقال السفير عبيده الدندراوي - رئيس وفد مصر بجامعة الدول العربية"إن جمهورية مصر العربية تؤكد الأهمية القصوى لضمان سلامة وأمن جميع المصالح المصرية في السودان".
وفي وقت سابق من يوم الأحد، قال شهود وسكان لرويترز إن الجيش شن ضربات جوية على ثكنات وقواعد تابعة لقوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم، وتمكن من تدمير معظم منشآتها.
وقال ماهين - مدون في السودان "عندما فتحوا النافذة ، كان بإمكاني رؤية الدخان الأسود في الهواء."
وقال شهود إن أفرادا من قوات الدعم السريع ظلوا داخل مطار الخرطوم الدولي الذي يحاصره الجيش ويحجم عن توجيه ضربات تجنبا لوقوع أضرار جسيمة.
لكن شهود وسكان قالوا إن هناك مشكلة عويصة تتمثل في وجود الآلاف من عناصر قوات الدعم السريع المدججين بالسلاح داخل أحياء الخرطوم ومدن أخرى، مع عدم وجود سلطة قادرة على السيطرة عليهم.
وقال عبد الله حمدوك - رئيس وزراء السودان السابق"لهذا السبب ، نطالب بوقف فوري لإطلاق النار والتوصل إلى اتفاقات تؤدي إلى إنهاء دائم للعداء. نحتاج على الأقل إلى التوصل إلى هدنة تؤدي إلى خلق ممرات آمنة."
وتأتي الاشتباكات في أعقاب تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن دمج تلك القوات شبه العسكرية في الجيش. وأدى الخلاف حول الجدول الزمني لذلك إلى تأجيل توقيع اتفاق تدعمه أطراف دولية مع القوى السياسية بشأن الانتقال إلى الديمقراطية بعد الانقلاب العسكري في عام 2021.
صور من الفيديو - تصوير رويترز