logo

رام الله : الاحتفال بيوم المخطوط العربي لعام 2023

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
12-04-2023 13:56:49 اخر تحديث: 15-04-2023 05:23:22

احتفلت المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة بالتّعاون مع الّلجنة الوطنيّة للتّربية والثّقافة والعلوم ومعهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي بيوم المخطوط العربيّ للعام 2023،



صور من المكتبة الوطنية

بإطلاق الكتاب العلميّ المحكّم "التّنظيمات الإدارية والقضائيّة في فلسطين في العهد العثماني" للدّكتور عبدالله محمود.
جاء ذلك خلال حفل ثقافي تبعه تناول طعام الإفطار أقيم في مدينة رام الله، وبحضور عدد من الشّخصيّات الثّقافيّة والوطنيّة.
وافتتح الحفل مدير عام الأرشيف في المكتبة الوطنية فواز سلامة، والذي قدّم تعريفاً بكتاب د. عبدالله محمود، وهو كتاب محكّم علميّاً يلتزم بالقواعد والأسس العلميّة وموثوقيّة معلوماته، بالإضافة لالتزام الباحث بمعايير الجودة الّتي تخضع للتّصنيفات العلميّة الدّولية، مشيراً إلى أنّه إضافة جديدة أصيلة في موضوع البحث، حيث أنه الكتاب الأول في فلسطين الذي يتناول القوانين والتّشريعات العثمانيّة الّتي كانت سارية في فلسطين إبّان الحكم العثماني لها.
وأكّد سلامة على حرص واهتمام المكتبة الوطنيّة الفلسطينية على جمع وحفظ ونشر الموروث التّاريخي وضرورة نشر الوعي بأهمّيته لكونه مصدراً وكنزاَ مهماً لإثراء المعرفة التّاريخيّة.

وأكّد رئيس المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة عيسى قراقع كلمته التي بها على اهتمام المكتبة بإحياء يوم المخطوط العربي المتزامن مع تاريخ عقد إطلاق الكتاب الذي يعتمد في دراسته على وثائق عثمانيّة عبّرت بمجملها عن الواقع الفلسطيني في تلك المرحلة.
وأشاد بوجهة نظر الباحث التي مثّلت وجهة النّظر الفلسطينيّة والّتي تسهم في بناء السّردية الفلسطينيّة كوسيلة لرسم صورة مضادّة للصّورة الصّهيونيّة، مضيفاً أنّ الكتاب يعتمد على سجلات المحاكم الشرعية والوثاق والدّفاتر والفرمانات والخرائط العثمانيّة والّتي جميعها عبّرت عن السّياسات الّتي سادت في تلك الفترة وأساسيّات الحكم والإدارة وانعكاسها على الشّعب الفلسطيني.

 وأكّد على أهمّية المخطوطة في الكتابات التّاريخية وفي النّقد التّاريخي، كما وجّه دعوة للكتّاب والأدباء والباحثين من أجل قراءة ودراسة المخطوطات ونشرها وصيانتها والحفاظ عليها، وأنّ اسم فلسطين كوحدة جغرافيّة وشعب ظلّ راسخاً في العصر العثماني وكان موجوداً في أقدم الخرائط العثمانيّة، وهذا يتناقض مع القول بأن اسم فلسطين كان قد نسي تماماً عند السّكّان المحلّيين، كما أظهر البحث ظهور وبروز الوعي والوطنية الفلسطينية في الفترة العثمانية من خلال الشّكاوي التي ظهرت في سجلّات المحاكم بالإضافة لسلسلة من الثّورات والتّمرّدات على سياسة الضرائب الباهظة.

وأعرب د. دوّاس دوّاس أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم ورئيس المجلس التنفيذي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم (الإيسيسكو)، عن تقديره لجهود د. عبدالله محمود الذي سلّط الضّوء على حقبة هامّة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وأشاد بدور المكتبة الوطنيّة الرّائد باعتبارها البنك المركزي لثقافة الشّعب الفلسطيني وهوّيته وذاكرته، ومنصّة حضوره بين الأمم والشّعوب، والحاضنة لجمع وإيداع وحفظ ونشر وترويج الإنتاج الفكري والثّقافي الوطني بمختلف أشكاله الإبداعية المخطوطة والمطبوعة والسّمعية والبصرية من إبداع أبناء وبنات الشعب الفلسطيني.

 مشيراً إلى أنّ الّلجنة تعتزّ بالشّراكة المتميّزة مع المكتبة في ظلّ وجود رؤية موحدة لاحتضان هوية وذاكرة الشعب الفلسطيني، مؤكّداً أنهم حريصون على استقطاب وتوطين أفضل الممارسات ذات العلاقة من خلال المنظمات المتخصصة، وأن تعزيز ودعم المخطوط والمطبوعات الفلسطينية في المحافل الدولية هي إحدى أهم أولوياتهم لنقل إبداع الشعب الفلسطيني للعالم، وعليه فقد قدمت اللجنة الوطنية الدعم في إطار تنفيذ مشاريع تختص في الحفاظ على المخطوطات من قبل منظمة اليونيسكو والالكسو والايسيسكو على مدار السنوات.

وبدوره أكّد مدير معهد الأمن القومي د. حابس الشروف على أهمّية الاحتفاء بيوم المخطوط العربي لعام 2023، وأهمية الاحتفاء بالكتاب والباحثين في هذا المجال وتكريمهم وتسليط الضوء على أبحاثهم وإنجازاتهم، ولهذا كان لا بد من الاحتفاء بالدكتور عبد الله محمود وبإنجازه العلمي المحكّم المبني على أسس علميّة سليمة، بحيث أمضى الدكتور عبدالله سنوات من عمره يبحث في السجلات والوثائق والأرشيف العثماني، لافتاً إلى أنّ مثل هذا النوع من الإنجاز العلمي يعزّز الحقّ والوجود الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وروايته الّتي تحاول إخفاء الرّواية الفلسطينيّة من الوجود.

فيما أشار د. عبد الله محمود إلى فكرة الدّراسة التي تكمن بأهمّية دراسة فترة الحكم العثماني والآثار الواضحة التي تركتها على بلاد الشام وفلسطين في كافة المجالات، والأهمية البالغة لدراسة سجلات المحاكم الشرعية والوثائق القانونية العثمانية لقلة الدراسات التي تتناول الشق القانوني العثماني.

وقدّم د. محمود ملخّصاً لأبرز الوثائق التي قام بدراستها وتأثيرها، وذكر أبرز الموضوعات التي تطرّقت إليها الدّراسة مثل الحقوق والحرّيات والأنظمة القانونية بما فيها أنظمة الضّريبة والدّساتير والسّياسات، وتقدّم بالشّكر لمعالي الوزير عيسى قراقع ولكل من شارك في إنجاح هذه الفعالية العلمية.

واستعرض د. جمال العبادي في الجلسة الختامية التي أدارها فيها تقسيمات الدّراسة وأبرز عناوينها، وأكّد على أهمّية الدّراسة التي أبرزت دور فئات المجتمع الفلسطيني وتأثيرهم على السلطة وتقسيماتهم والنظام الإداري القديم، لافتاً إلى أنّ الباحث درس الأحوال السياسية والاقتصادية والأمنيّة في فلسطين في تلك الفترة، واستعرضت الدراسة الأحوال التي رافقت الهجرة الصهيونية لفلسطين في أواخر فترة الحكم العثماني، وأهم القوانين والتشريعات التي كانت في تلك الفترة والتي يمتد بعضها حتى اليوم.

وبيّن د. فادي علاونة أهمّية التّقسيمات الإدارية في العهد العثماني وفقاً لكتاب د. عبدالله محمود، وتناول الموضوع من وجهة نظر قانونية بحيث ركز على التطور التاريخي لهذه التقسيمات، وأكد على أهمية دراستها لخصوصية التاريخ الفلسطيني الذي تنوعت فيه فترات الحكم من الحكم العثماني للانتداب البريطاني والحكم الأردني والاحتلال الإسرائيلي وحكم السلطة الفلسطينية الحالي، وأكد أيضاً على دور العائلات الفلسطينية والإقطاعية تحديداً في التأثير على التقسيمات الإدارية وأسس التقسيمات الجغرافية والسياسية والاجتماعية والقوانين التي تم سنها لتحديدها وعلى أهمية دراسة الماضي من أجل فهم الحاضر.

فيما أثنى د. أسامة درّاج على مجهود د. عبدالله في ترسيخ الحقائق التاريخية القانونية والتي تستند إلى وثائق ومصادر موثّقة، وتحدّث عن أهمّية دراسة الحياة الدّستورية في فترة العهد العثماني، وعن التقسيمات التّاريخية للدّراسة والتي قام الباحث بتحديدها بمرحلتين تاريخيتين، تناولت المرحلة الأولى الطبقات الاجتماعية وتقسيمات المجتمع الفلسطيني وفئاته، وتناولت المرحلة الثانية الدستور والقوانين والحريات والحقوق.
وانتهى حفل إطلاق الكتاب بجلسة حوارية عقّب بها الحضور على إصدار الكاتب د. عبد الله محمود.