صورة للتوضيح فقط - تصوير: fizkes - shutterstock
لكن هناك حلول بسيطة يمكن أن تساعد في معالجة هذه المشكلات.
وقال الدكتور عماد إستيماليك، رئيس قسم علاج الصداع وآلام الوجه في معهد الأعصاب بمستشفى كليفلاند كلينك: "يجب على الأفراد المعرضين للإصابة بالصداع أو الصداع النصفي المتكرر خلال شهر رمضان، اتخاذ خطوات لتجنب العوامل المعروفة المسببة للصداع، إضافة إلى اتباع مجموعة من العادات الإيجابية، مثل: ممارسة التمارين الرياضية وتحسين جودة النوم، للمساعدة في الوقاية من الصداع، ومتابعة صيامهم على نحو صحي".
وأشار الدكتور إستيماليك إلى أن حوالي 16-20% من النساء، و6-8% من الرجال يعانون الصداع النصفي بشكل منتظم، وبالنسبة لهؤلاء الأفراد على وجه الخصوص، من المهم تجنب الأطعمة التي قد تكون سبباً وراء هذا النوع من الصداع عند الإفطار.
وأضاف الدكتور إستيماليك: "تشمل الأطعمة المعروفة بإثارة الصداع النصفي الوجبات التي تحتوي على الغلوتامات الأحادية الصوديوم (MSG) – التي غالباً توجد في الوجبات السريعة والمعكرونة سريعة التحضير والوجبات الخفيفة، على سبيل المثال - بالإضافة إلى أكسيد النيتريك الموجود عادة في الشوكولاتة واللحوم المصنعة وبعض الخضار الورقي الأخضر، وغيرها من الأطعمة. وعادةً يحدد الأفراد بأنفسهم الأطعمة التي تسبب لهم الصداع النصفي والكميات التي يمكنهم تحملها، ولكن يُنصح بتجنب هذه الأطعمة تماماً كونهم يتعاملون مسبقاً مع المسببات المحتملة الأخرى للصداع النصفي مثل عدم تناول الطعام لفترات طويلة".
ولفت الدكتور إستيماليك إلى أن الجفاف يمكن أن يؤدي، أيضاً، إلى التسبب بالصداع، ويجب على الصائمين أن يحرصوا على شرب كميات كافية من السوائل في الفترة بين الإفطار والسحور، وشرب السوائل بكميات أكبر عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة. ويُعد الماء الخيار الأفضل دائماً، لكن يجب على الأفراد الانتباه أيضاً إلى الكميات التي يستهلكونها من الكافيين.
وتابع الدكتور إستيماليك: "يمكن أن يؤدي تقليل كميات الكافيين التي يستهلكها الشخص عادةً من خلال تناول القهوة أو الشاي أو مشروبات الصودا إلى ظهور أعراض انسحاب الكافيين من الجسم، التي تشمل الصداع. ويمكن أن يساعد استهلاك الكميات الصحيحة من الكافيين في الوقاية من الصداع النصفي أيضاً. ومع ذلك، فإن الإفراط في تناول الكافيين يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالصداع والصداع النصفي، لذلك دائماً ننصح الأشخاص عموماً بتناول 100 ملغ من الكافيين يومياً، أي حوالي كوب واحد من القهوة، وعدم تجاوز هذه الكمية".
وبيّن الدكتور إستيماليك أن أحد العوامل الأخرى التي يمكن أن تسبب الصداع أثناء الصيام هو انسحاب النيكوتين، لافتاً إلى أن شهر رمضان يشكل فرصة مثالية للإقلاع عن التدخين تماماً، أو البدء في تقليل عدد السجائر التي يدخنها الشخص يومياً حتى يتمكن من الإقلاع عن التدخين تدريجياً. وبالإضافة إلى الفوائد الصحية المعروفة للإقلاع عن التدخين، يرتبط التدخين أيضاً بما يعرف بالصداع العنقودي، لذا إن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يساعد في تقليل احتمالية الإصابة بالصداع بشكل عام.
وأشار الدكتور إستيماليك إلى أن الخطوات الإيجابية، التي يمكن للأفراد اتخاذها للوقاية من الصداع أثناء الصيام تشمل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لتنشيط عملية التمثيل الغذائي (الأيض). ويُنصح الأفراد بالمشي أو أداء التمارين الهوائية، أو أي تمرين آخر بعد حوالي ساعتين من الإفطار. بالإضافة إلى ذلك، يُنصَح بالإفطار بشكل تدريجي، بدلاً من تناول وجبة دسمة مباشرة، وكذلك التأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم خلال شهر رمضان.
وحذّر الدكتور إستيماليك من التناول المفرط لمسكنات الآلام، قائلاً: "عندما يشعر الأفراد بالصداع، غالباً يلجؤون إلى تناول مسكنات الألم بعد الإفطار، لكن الاستخدام المفرط لهذه المسكنات قد يكون أيضاً محفزاً ومسبباً للصداع. وإذا تناول الأشخاص مسكنات الألم التي لا تتطلب وصفة طبية أكثر من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، فإنهم يتعرضون لخطر الإصابة بالصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية، والمعروف أيضاً باسم الصداع الارتدادي. لذلك، إذا كان الشخص يعاني صداعاً متكرراً أو نصفياً، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص للحصول على الاستراتيجيات الوقائية، التي تتناسب مع حالته بشكل أفضل".