logo

أقوال شبتاي لا تزال تثير استياء في المجتمع العربي | د. جبارين : ‘اقواله وكأن القتل هو طبع العرب استعلائية مرفوضة‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
05-04-2023 15:35:32 اخر تحديث: 07-04-2023 09:01:29

أثارت التصريحات التي أدلى بها المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي، والتي تم تسريبها من محادثة له مع وزير الامن القومي ايتمار ين غفير، في ظل تصاعد اعمال العنف

 والقتل في المجتمع العربي وطرح فكرة انشاء " حرس وطني "، أثارت عاصفة من ردود الفعل في المجتمع العربي . وقال شبتاي في معرض حديثه مع الوزير بن غفير: " ما من شيء يمكن فعله. إنهم يقتلون بعضهم البعض. هذه طبيعتهم. هذه هي عقلية العرب".
وقد طالبت قيادات عربية على رأسها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد باعتذار شبتاي عن أقواله التي وصفتها بالعنصرية، كما طالبت باستقالته فورا من منصبه .
من ناحيتها، قالت الشرطة في بيان رسمي صادر عن المتحدث بلسانها " أنه ما تم نشره من تصريحات جاء في سياق مكالمة هاتفية شخصية بين شبتاي والوزير بن غفير، وإنها مجتزئة ولا تعطي الصورة الحقيقية". 
وأضاف المتحدث بلسان الشرطة " أن من يعرف المفتش شبتاي يعرف أيضا علاقاته الطيبة والقريبة من الوسط العربي بكل مركباته، وهو الذي عمل من أجل أمن الجمهور بما في ذلك الجمهور العربي، بشكل متساو". 

" هذه تصريحات استعلائية وعنصرية واستعمارية"
وفي تعقيبه على تصريحات المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي ، قال عضو الكنيست السابق د. يوسف جبارين في حديث لموقع بانيت وقناة هلا : "هذه تصريحات استعلائية وعنصرية واستعمارية، وتثبت مرة أخرى اعتراف الشرطة وقيادتها، أي رأس الهرم في الشرطة والحكومة، بان الشرطة لا تقوم باي دور جدي لمحاربة العنف والجريمة في المجتمع العربي، ونحن نعرف تماماً ان تفاقم العنف والجريمة في العقدين الأخيرين كان بسبب سياسة واضحة، الا وهي سياسة تواطؤ مع عناصر الاجرام، ومن الواضح ان هذا التواطؤ هو ما يؤدي الى تفاقم العنف والجريمة في مجتمعنا".
وتابع قائلا لقناة هلا وموقع بانيت: "شبتاي يتحدث بهذه اللهجة الاستعلائية وكأن القتل هو طبع العرب وهذه عقلية العرب، بالتالي هو يكشف الأساس، أي يكشف عن النظرة الفوقية الاستعلائية من ناحية ومن ناحية أخرى ترسل الشرطة من خلال هذه التصريحات رسالة مفادها ان هذا القتل في المجتمع العربي امر طبيعي ولا يوجد للشرطة دور في مواجهة ذلك، وانهم لا يجب ان يقوموا باي عمل لان هذه عقلية العرب ولن يغيروها، بالتالي هذه تصريحات خطيرة ورسائل خطيرة كذلك".

"الشرطة متورطة مع عناصر الاجرام في مجتمعنا"
وحول تأثير تصريحات شبتاي على عمل الشرطة على ارض الواقع من حيث مكافحة الجريمة في المجتمع العربي، قال د. جبارين: "لم اتفاجأ من هذه التصريحات ولكنها في نفس الوقت تفضح ما كنا نقوله سابقاً بالنسبة لتورط الشرطة نفسها مع عناصر الاجرام في مجتمعنا، خاصة وانه في الأيام الأخيرة خرجت تصريحات من قيادة في الشرطة مفادها ان هناك عدد من المتورطين مع عناصر الاجرام وهم من المتعاونين مع جهاز المخابرات ومن المقربين للأجهزة الأمنية".

"تأثير سلبي على عناصر الشرطة"
وأوضح د. جبارين "ان هذا التصريح يضاف لكل ما كشف سابقاً من تواطؤ سياسي رسمي وهذا التواطؤ الجديد الان يأتي باعتراف قمة الهرم السياسي بشخصية الوزير العنصري الفاشي بن غفير والمفتش العام للشرطة. في أي دولة عادية حينما يقوم مفتش عام للشرطة بالتفوه بتصريح كهذا لا يبقى بمنصبه ولو لساعة، ولكن نحن نعيش في وجود حكومة عنصرية استعلائية واحتلالية، بالتالي يجري التغاضي عن مثل هذه التصريحات، وهذا الامر يؤثر سلباً على أداء عناصر الشرطة، بوصفهم لأحداث العنف والقتل بأنها ناجمة عن عقلية العرب وكأنها عقلية قتل واجرام".

"يجب ان يكون هناك تحرك محلي ودولي"
ورداً على سؤال ماذا على القيادات العربية ان تفعل بعد ان أصدرت البيانات المطالبة بالاعتذار والاستقالة، قال د. جبارين: "هناك متابعة ومشاورات على مستوى القيادة في الداخل كما نعرف ايضاً ان بن غفير يريد ان يستغل موضوع العنف والجريمة في المجتمع العربي كتبرير اخر لإقامة الميليشيات العنصرية المتطرفة. في نهاية الاسبوع ستكون هناك جلسة لحقوقيين عرب مع قيادة لجنة المتابعة لمتابعة التفاصيل القضائية في الموضوع وهناك ايضاً حراك احتجاجي مستمر وهو جزء من قضية محاربة العنف والحريمة في مجتمعنا العربي. ومن الضروري التحرك ليس فقط محليا بل على المستوى الدولي".
وأضاف: "نحن أيضا ضمن المشاورات التي نجريها نريد ان نستغل مثل هذه التصريحات الاستعلائية لنقوي موقفنا امام المؤسسات الدولية في مجلس حقوق الانسان وفي الاتحاد الأوروبي لنثبت ان القضية هي قضية سياسية وهناك تواطؤ سياسي من الشرطة والحكومة مع عناصر الاجرام وبالتالي ندفع باتجاه ضغط دولي على إسرائيل".

"هناك توتر واضح بين الوزير بن غفير والمفتش العام للشرطة"
وبالحديث عن هدف نشر وتسريب هذه التصريحات من طرف بن غفير وبهذا التوقيت بالذات، قال د. جبارين: "كما هو واضح هناك توتر بين الوزير بن غفير والمفتش العام للشرطة كما وان الوزير يسعى الى تغيير هوية المفتش العام للشرطة ليسهل على نفسه تمرير سياسته. كما نرى ان هناك حسابات داخلية بقيادة الشرطة ووزارة الامن القومي، ولكن بالنسبة لنا نرى بهما أي الوزير المعروف بتصريحاته واعماله ولوائح الاتهام والادانة المعروفة ضده انه داعم للإرهاب، نرى به عنواناً للعنصرية وعنواناً للبطش والتنكيل بأهالينا، ونرى بالمفتش العام عنواناً للعنصرية وفشل الجهاز الذي يقوده في مواجهة الجريمة في مجتمعنا، فالمفتش العام ليس جديداً وهذا الامر كافٍ لنوجه اصبع الاتهام له ولقيادة الشرطة على استمرار شلال الدم في مجتمعنا وفي شوارعنا ، فنحن نفقد خيرة الشباب، وهذا الشلال من الدم مستمر بشكل يومي، وهذا يعطي الضوء الأخضر لعصابات الاجرام على حساب دم شبابنا ومعاناة عائلاتنا واطفالنا. ولكن من جانب اخر، فانه يعطينا طاقة أخرى لنواصل العمل الميداني والقضائي والدولي في مواجهة العنف والجريمة واجبار الشرطة على تغيير سياستها".