logo

مقال : ازمة جديدة تتفاعل بين الإدارة الامريكية ونتنياهو

بقلم : خالد خليفة
03-04-2023 06:24:46 اخر تحديث: 07-04-2023 03:56:10

يبدو ان هناك تطورات في ازمة محتملة وقوية بين الإدارة الامريكية وحكومة نتنياهو الحالية ، حيث ان هذه الحكومة لم تأخذ بالحسبان، عندما أوقفت تطبيق ما يسمى بالإصلاحات القانونية ،


خالد خليفة - صورة شخصية

الموقف الأمريكي والمعارضة الشديدة لهذه الإصلاحات .
وكان السفير الأمريكي في تل ابيب توم نويديس قد صرح خلال فترة الازمة الداخلية في إسرائيل بانه هو ايضا يعارض هذه الاصلاحات القانونية التي تنوي هذه الحكومة تطبيقها.

وقبل شهرين فقط زار إسرائيل وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن وجاك سليفان رئيس مجلس الامن القومي ووليام باريس رئيس ال (سي أي ايه) إسرائيل بهدف التهدئة مع الطرف الفلسطيني الا ان هذه الجهود لم تثمربل انها باءت بالفشل على الرغم من عقد مؤتمرين في العقبة وشرم الشيخ بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وكافة الأطراف العربية ذات العلاقة في المنطقة .

ويمكن القول ان هناك نوعا من الاستياء الشديد يسود تلك الإدارة وخاصة طاقم القيادة السياسية الخارجية في الولايات المتحدة من تحركات نتنياهو الذي بدأ يستعجل تطبيق الانقلاب القضائي في إسرائيل

كما ان نتنياهو لم يتخيل اندلاع معارضة قوية كالتي أتت من جوانب مختلفة في المجتمع الإسرائيلي من المركز واليسار والجيش والطبقة المتوسطة والنقابات واخرين

وامام ذلك تراقب الإدارة الامريكية ما يجري في إسرائيل بحذر شديد ولكن الامر الذي لم يتوقعه الكثيرون وخاصة في أوساط نتنياهو ان يصرح الرئيس الأمريكي جو بايدن علنا انه لا توجد في الظروف الحالية أي نية لدعوة نتنياهو الى واشنطن.

ويعتبر هذا التصريح العلني ضربة قوية لنتنياهو, بحيث انه ينتظر منذ أربعة أشهر زيارة واشنطن التقليدية .

فمن المعتاد ان تكون الخطوة الأولى لاي رئيس وزراء إسرائيلي منتخب هي زيارة واشنطن وهذا ما لم يحصل منذ اعتلاء نتنياهو للحكم .

فهده العادة هي نهج تقليدي لرؤساء وزراء إسرائيل منذ انتخاب جولدا مائير في مطلع السبعينات وعلى الرغم من ذلك فان عدم استقباله في البيت الأبيض يعتبر ضربة استراتيجية غير متوقعه لنتنياهو وسياسته ، حيث تسود هذه الإدارة شكوك واسعة النطاق من نتنياهو، وخاصة عندما ظهر امام الكونغريس عام 2015 ابان إدارة أوباما وبايدن وعارض فيها سياستهما تجاه الاتفاق مع إيران عام 2013 , حيث شكل خطاب نتنياهو آنذاك ضربة قاسية لأوباما وادارته . ولم تنس هذه الإدارة ما فعله نتنياهو لها آنذاك.

وقد ارسل نتنياهو قبل شهر ابان افتعال الازمة مع الفلسطينيين رون درمر وتساحي هنجبي الى واشنطن لتجديد المفاوضات مع هذه الإدارة ولكن هذه الزيارة لم تسفر عن أي نتائج فعلية وبقي نتنياهو في القدس وبدا عدة جولات الى برلين روما ولندن كتعويض عن زيارته لواشنطن |.

ولا نعرف بالضبط ما تريده إدارة بايدن وهل انها قررت التخلص من نتنياهو الذي ينوي المضي في الإصلاحات القانونية التي اجلها مؤقتا والتي تؤدي الى تدمير إسرائيل برؤيتهم وتحويلها الى دولة دكتاتوريه، بحيث ان هذه الإدارة مليئة بالسياسيين الأمريكيين من اصل يهودي ويعتبروا ليبراليين في الساحة السياسية الامريكية , بحيث ان الانقلاب الدستوري في إسرائيل يصعب عليهم كثيرا مطالبة هذه الإدارة بدعم إسرائيل على كافة الأصعدة .

وتملك الولايات المتحدة الكثير من أوراق الضغط على نتنياهو وإسرائيل , ومجرد انه لا يدعى الى واشنطن فان هذا يعد بمثابة نوع من الضغط الكبير عليه والذي له تأثير محلي إقليمي ودولي . ويمكن في هذا السياق اظهاره بانه ليس حليفا حقيقيا للولايات المتحدة وهذا ما يظهره امام الراي العام الإسرائيلي والعالمي.

واضافة الى ذلك فان الولايات المتحدة تملك أوراقا كثيره للضغط على نتنياهو ولا نريد التحدث عن قطع المساعدات العسكرية التي تبلع 4-6 مليار دولار سنويا منذ عام 1976 أي منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع مصر والتي وصلت الى حوالي 200 مليار دولار حتى الان , إضافة الى الدعم السياسي لها في مجلس الامن ومحكمة الجنايات الدولية في لاهاي .

والسؤال الأهم هو هل ستحاول الولايات المتحدة إعادة النظر في هذا الدعم القوي والمتواصل لإسرائيل على كافة الأصعدة , والجواب هو قطعا لا . بحيث ستركز هذه الإدارة الامريكية في سياستها على مواجهة نتنياهو وتحجيمه وتقزيمه واظهاره على انه رئيس وزراء غير متعاون وليس صديقا للولايات المتحدة ومصالحها , الامر الذي يمكن ان يضر بإسرائيل وان يؤدي في نهاية الامر الى إسقاطه او تغييره .

 ويتعلق ذلك بإصرار هذه الإدارة وكيف سيحاول نتنياهو التلاعب في أروقة السياسة الامريكية وإيجاد حلفاء جدد من داخل الحزب الجمهوري في واشنطن كما كان يفعل في الماضي .