صورة للتوضيح فقط - تصوير: shutterstock_zhengzaishuru
قال محللون إن من شأنه أن يدفع أسعار الخام إلى الصعود بمجر بدء التداول وقالت الولايات المتحدة إنه غير منطقي.
وترفع قرارات يوم الأحد إجمالي حجم التخفيضات من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاء آخرين إلى 3.66 مليون برميل يوميا وفقا لحسابات رويترز، بما يعادل 3.7 بالمئة من الطلب العالمي.
وكان من المتوقع إلى حد بعيد أن تلتزم المجموعة بالتخفيضات المتفق عليها بالفعل البالغة مليوني برميل يوميا حتى نهاية العام الحالي عندما تجتمع اللجنة الوزارية التي تضم السعودية وروسيا عبر الإنترنت يوم الاثنين.
وتراجعت أسعار النفط الشهر الماضي صوب 70 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى في 15 شهرا، وسط مخاوف من تضرر الطلب من أزمة مصرفية عالمية. غير أنه لم يكن من المتوقع اتخاذ مزيد من الإجراءات قبل أوبك+ لدعم السوق بعد أن قللت المصادر من هذا الاحتمال وتعافى النفط الخام نحو 80 دولارا.
وقال دان بيكرينج رئيس شركة الاستثمار بيكرينج إنرجي بارتنرز يوم الأحد إن هذا الخفض اليوم ربما يرفع أسعار النفط العالمية عشرة دولارات للبرميل، بينما توقعت (بي.في.إم) للوساطة في أسواق النفط ارتفاعا فوريا بمجرد بدء التداول بعد عطلة نهاية الأسبوع.
وقال تاماس فارجا من (بي.في.إم) "أتوقع أن يرتفع (النفط) عدة دولارات عندما يفتح السوق...... ربما يصل إلى ثلاثة دولارات".
وقالت أمريتا سين مؤسسة ومديرة إنرجي أسبكتس يوم الأحد "أوبك تتخذ خطوات استباقية تحسبا لأي انخفاض محتمل في الطلب".
وفي أكتوبر تشرين الأول الماضي، اتفقت أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، على تخفيضات في الإنتاج قدرها مليوني برميل يوميا من نوفمبر تشرين الثاني حتى نهاية العام، مما أغضب واشنطن، إذ يؤدي شح المعروض إلى ارتفاع أسعار النفط.
وقالت الولايات المتحدة حينئذ إن العالم بحاجة إلى أسعار أقل لدعم النمو الاقتصادي ومنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من كسب المزيد من الإيرادات لتمويل حربه على أوكرانيا.
وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن التخفيضات المفاجئة اليوم الأحد غير منطقية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي "لا نعتقد بأن التخفيضات منطقية في هذا التوقيت بالنظر إلى حالة عدم اليقين التي تكتنف السوق، وقد أوضحنا ذلك".
تبدأ في مايو
ذكر بيان رسمي أن التخفيضات الطوعية تبدأ من مايو أيار حتى نهاية العام الحالي. وقالت الرياض إنها ستخفض الإنتاج 500 ألف برميل يوميا اعتبارا من مايو أيار حتى نهاية 2023، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) نقلا عن مصدر في وزارة الطاقة السعودية قوله إن المملكة "ستنفذ تخفيضا طوعيا في إنتاجها من البترول الخام مقداره 500 ألف برميل يوميا ابتداء من شهر مايو وحتى نهاية عام 2023، بالتنسيق مع عدد من الدول المشاركة في إعلان التعاون من أعضاء منظمة أوبك ومن خارجها".
وأكد المصدر أن "هذه الخطوة هي إجراء احترازي يهدف إلى دعم استقرار أسواق البترول".
وقالت الإمارات والكويت والعراق وعمان والجزائر إنها ستخفض طواعية الإنتاج خلال الفترة الزمنية نفسها.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات (وام) عن سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية قوله إن الإمارات "ستخفض بشكل طوعي إضافي إنتاجها من النفط بمقدار 144 ألف برميل يوميا اعتبارا من شهر مايو المقبل حتى نهاية العام الجاري 2023، وذلك بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك+".
وأضاف المزروعي "هذا الخفض الطوعي هو إجراء احترازي يتم لتحقيق التوازن في سوق النفط بالإضافة إلى أنه يأتي في إطار خفض الإنتاج المتفق عليه في الاجتماع الوزاري الثالث والثلاثين لأوبك+ الذي عقد في الخامس من أكتوبر 2022".
وأعلنت الكويت خفضا قدره 128 ألف برميل يوميا. وبحسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، قال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط بدر الملا إن الكويت "ستقوم بخفض طوعي لإنتاجها النفطي مقداره 128 ألف برميل يوميا اعتبارا من شهر مايو المقبل حتى نهاية عام 2023 بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك+".
وقال العراق إنه سيخفض الإنتاج 211 ألف برميل يوميا. وقالت وزارة النفط، وفق بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، "قررنا خفض الإنتاج الطوعي بمعدل 211 ألف برميل يوميا من شهر أيار المقبل حتى نهاية عام 2023". وبينت أن ذلك "بهدف اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة التحديات التي تواجه السوق النفطية العالمية، ولتحقيق التوازن بين العرض والطلب واستقرار السوق".
وأشارت الوزارة إلى أن ذلك جاء "بالتنسيق مع بعض الدول المنتجة للنفط، وبما لا يتعارض مع سياسة الخفض السابقة".
كما أعلنت سلطنة عمان خفضا قدره 40 ألف برميل يوميا. وقالت وكالة الأنباء العمانية على تويتر "سلطنة عُمان ستقوم بتخفيض طوعي مقداره 40 ألف برميل يوميا من النفط الخام اعتبارا من مايو القادم حتى نهاية العام الحالي، بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك+".
وقالت الجزائر إنها ستخفض إنتاجها 48 ألف برميل يوميا. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن "الجزائر ستخفض إنتاجها 48 ألف برميل يوميا بداية من مايو حتى نهاية عام 2023".
وفي موسكو، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أيضا إن موسكو ستمدد خفضا طوعيا قدره 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية 2023.
وأضاف في بيان "بصفته مشاركا مسؤولا في السوق وكإجراء احترازي للتحوط ضد المزيد من تقلبات السوق، سينفذ الاتحاد الروسي خفضا طوعيا قدره 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية عام 2023 من متوسط مستوى الإنتاج وفقا لتقييمات مصادر ثانوية لشهر فبراير شباط".
ويعني ذلك أن روسيا مددت الآن خفض إنتاجها من النفط للمرة الثانية بعد التمديد الأول الذي أعلنه نوفاك في فبراير شباط.
وقال مصدر في أوبك+ إن الجابون ستخفض طوعا إنتاجها بواقع ثمانية آلاف برميل يوميا وإنه لم ينضم جميع أعضاء أوبك+ إلى هذه الخطوة لأن البعض يضخ بالفعل أقل كثيرا عن المستويات المتفق عليها بسبب انخفاض طاقته الإنتاجية.
وبعد التخفيضات من جانب واحد التي أقدمت عليها روسيا، قال مسؤولون أمريكيون إن تحالفها مع أعضاء آخرين في أوبك يضعف، لكن إجراء يوم الأحد يظهر أن التعاون لا يزال قويا.