صورة للتوضيح فقط - تصوير: shutterstock_BongkarnGraphic(1)
الرمضاني لسبب ودون سبب، فمنذ سنوات والتلفزيون هو أداة الترفيه والتسلية الأسهل والارخص للمتلقي، لكنها ليست كذلك بالضرورة لصناع وتجار المسلسلات.
هذا العام بدا واضحاً منذ البداية أن التلفزيون عاد للبدايات من حيث كونه مجرد أداة للفرجة والتسلية بعيداً عن الفائدة، مع اضافة واضحة ستودي بما تبقى من أخلاقيات نحو الهاوية، كمية التنمر والعنف، نسبة قلة الأدب والأخلاق باتت عادية جداً تستعرضها المسلسلات حتى دون تبريرات، أما كمية الشر والأشرار فقد ملأت الشاشات والبيوت كما النفوس والضمائر.
مسلسلات بدأ معظمها بحفلة عرس، بجنازة أو خطف طفل، شخصيات كثيرة لا نعرف هذا من ذاك خاصة مع تواجد الممثلين في أكثر من عمل، نسي المؤلف أبجدية الكتابة التي تهتم بتعريف القارىء/ المشاهد بالشخصيات دون حاجة لكل هذا الغموض الذي لا يتماشى مع مسلسل عادي بل أقل من عادي، ما غاية المؤلف والمخرج من حيرة المشاهد ليكسر رأسه حتى يحلّل الشخصيات، وإن لم يفعل سريعاً ظن نفسه قليل الذكاء!!.
هل نسي صنّاع المحتوى أن من أهداف التلفزيون من جهة ومن حاجات المتلقي من جهة التسلية والمتعة؟ هل نسي الجميع أننا بحاجة لجرعة من الأمل والتفاؤل، جرعة من التسلية اللطيفة الذكية في آن!!! فباتت المسلسلات بشخصياتها أكواماً من النكد والتنكيد، من الخوف والقلق، من الوجع والألم اللا منتهٍ.
هذا العام يعرض 15 مسلسلاً سورياً ببن التاريخي، الرومانسي، الكوميدي والبدوي.
اكثر من 30 مسلسلاً مصرياً بين التراجيدي والكوميدي.
أكثر من 10 مسلسلات خليجية تراوح مكانها بالمواضيع وهي الصراع بين الخير والشر.
4 مسلسلات سورية لبنانية مشتركة ابتعد معظمها عن المألوف:- البطل سوري مبدع والبطلة لبنانية ضعيفة الأداء.
5مسلسلات عربية مشتركة مع الأردن والعراق والخليج أيضا.
مواضيع مكررة بنفسها ومكانها مع تغييرات بسيطة بين الموسم والآخر:-
-طمع الأخ في حصة أخيه وأولاده، أكثر الموضوعات المطروحة فهي معضلة لا علاج لها على ما يبدو.
⁃ حرمان البنات والأخوات من الورث برضاهن أو عدمه، هو واقع معاش ومستشرٍ في مجتمعنا.
⁃ العلاقات الغرامية السرية باتت جزءً لا يتجزأ من المسلسلات والأفلام قد تمرّ مرّ الكرام على المشاهد دون تأثير يذكر.
⁃ كمية الشتائم والمسبات التي تشير الى أننا مجتمع بذيء اللسان.
⁃ التنمّر بأشكاله وأنواعه وسيلة معظم الشخصيات شريرة كانت أم طيبة، مقبولة بالمجتمع أو لا، فالتنمر الكلامي يطغى على نهج حياة الانسان العربي يومياً في كل المواقف، النوع الأخطر منها هو ما يلفظ به على سبيل المزاح خاصة من بطل العمل الذي يتحول لنموذج يحتذى ورمزاً يقلده الصغار والكبار مبهورين بأدائه وسحر كلماته التي تحفظ السم داخلها.
⁃ خطف أطفال، قتل وتعذيب.
⁃ وجوه مشوهة مرعبة، قامات محدودبة وعيون مفقوءة لا داعي لها ولا تفي بأي غرض سوى المبالغة.
⁃ العودة للأعمال التاريخية والبيئة الشامية أو الصعيدية في محاولة اسقاط الحاضر على الماضي بأساليب هشة للأسف.
⁃ قد يكون أفضل ما في دراما رمضان هذا العام هو الاشارة في أكثر من عمل للاستعمار التركي العثماني الذي دمر الأمة العربية بشتى أساليب البطش، القهر، الذل والقتل، هذا الاستعمار الذي لا زال يرزح على صدورنا حتى اليوم بإشكاله المختلفة.
⁃ المسلسلات الخليجية تثبت نفيها على الشاشة منذ سنوات خاصة بالتقنيات والانتاج، مع تطور مستمر بأداء الممثلين الشباب أمام العمالقة الكبار، الا أن معظم المواضيع حزينة مليئة بالنكد والبكاء.
⁃ للكوميديا حصة كبيرة هذا العام من ناحية الكم، الا أن الكيف حاء ركيكاً ثقيل الظل خاصة مع تورط ممثلين لا تربطهم بالكوميديا أية صلة، دخلوها فقط من باب قبًل ما عرض عليهم ليس إلّا، لم يحسبوا حساب التشويه الذي سيطالهم ويطال مسيرتهم.
⁃ التخفيف من المسلسلات المشتركة فيها البطل سوري مبدع والبطلة لبنانية ضعيفة الاداء، هذا أمر جيد.
⁃ سأتطرق لبعض المسلسلات في المقالة القادمة.