logo

اتركوا المسلسلات وانتبهوا لأولادكم

المحامي شادي الصح يكتب:
30-03-2023 19:55:00 اخر تحديث: 31-03-2023 07:21:44

" دشروا المسلسلات وانتبهوا لولادكو " ... هذا ما ردده شيخ طاعن في السن من إحدى قرى الشاغور، حيث قال لي " يا ريت شبابنا يفهموا الحكي الي انحكا بحلقة


شادي الصح - تصوير: موقع بانيت


"بسام جابر يحاور" عن موضوع السيارات وركنها واغلاق مداخل البيوت والقيادة بسرعة فائقة وقيادة الدراجات النارية بسرعة البرق، مما يؤرق ويقلق ويقض مضجع الناس الآمنة في بيوتها".أستيقظ على صوت الدراجة النارية: يقول أكون نائماً وفجأة أسمع صوت يهدر ذلك بشكل يومي وقد تحدث إلى أقارب ذلك الشاب الذي يقود الدراجة النارية، ولكن لم يجد حلاً… " بفيق من النوم على صوت وسماع الدراجات النارية بصوتها الهادر. 
طرقت كل باب: لم يتبق أي باب إلا وطرقته وأعلمتهم وأعلمت السلطة المحلية والشرطة ولكن لم أجد حلاً وعندما استمعت إلى برنامج بسام جابر يحاور شادي الصح، رفعت يدي وطلبت من الله أن ينصركم على الكلمات الهادفة، وقلت هذه هي التوعية. 
أسهب يقول كم يتابعون من مسلسلات في رمضان بدل أن يلتفتوا إلى أبنائهم!
كم مسلسل تتابعون في رمضان؟! تخدير الأمتين العربية والاسلامية بالمسلسلات والأفلام الرمضانية !
أمة لا بل أمتان عربية واسلامية عظيمتا الشأن..أمةُ محمّد ..خير أمة أخرجت للناس.. يذوب جملة من شبابها وفتياتها، بل ورجالها ونسائها تحت حرارة المسلسلات الدرامية التي تعرض في رمضان. لاحظوا وتذكروا هذا الرقم جيداً اكثر من ٤٠٠ مسلسل يتم عرضه من على شاشات التلفزة لتخدير تلك الامتين التي ادمنت على أصنام المسلسلات وشبابنا يجعلوهم قدواتٍ ومضرب مثل لهم بعد ان خدر ذكاؤهم فهذا يأخذ له قدوة من هذا المسلسل وتلك تأخذ لها قدوة هذا الممثل او المطرب لتتغنى ويتغنى بالقدوة ونسوا ان لا قدوة سوى رسول الله.
فلماذا يتم عرض تلك المسلسلات وبكثافة وفي رمضان؟ أولم تسألوا انفسكم هذا السؤال؟!

القوى الظالمة:
مما لا شك فيه انه تتسلط القوى الظالمة على أمة الإسلام، عبر تخدير وتنويم مشاعر الجماهير تستغل فيها ضعفها وهوانها وتفكك لحمتها، وتفرق كلمتها، لا يزالون يتربصون بها الدوائر، لا يقف معها عند حد، ولا يكتفي في محاربتها بخندق واحد، بل كل يوم يحفر لها خندقًا، ويفتح عليها جبهة، مرّة يصرح ويهجم، ومرة يتسلل إليها كما يتسلل اللصوص، لا يعجل على ضحيته، بل هو ذو نفس طويل، لا يعنى بالنتائج السريعة، بقدر ما يعنى بنجاح مهمته ونستطيع القول انه ينجح في مهمته لأن شبابنا وفتياتنا تحت التخدير، ذاك هو الإعلام وما يقدمه من سموم في شكل يروق الناظرين، ولن نجانب الصواب لو قُلنا أيضا: إن المسلسلات المدبلجة هي من أخطر ما وفد إلينا عبر وسائل الإعلام.

كيف تتركون ابناءكم :
كيف نترك أبناءنا هكذا!! هذا المشهد هو واحد من ملايين المشاهد التي لم نرها في قضاء أوقاتهم.
إن الشباب في مرحلة المراهقة مهيئون أكثر من غيرهم لتقليد الشخصيات،نعم فهم محتاجون لقدوة ومعلم يرشدهم إلى الطريق،إذا لم تقف الأسرة مع أبنائها في هذه المرحلة التأسيسية،فإلى من يلجأ الشباب إذن ليكون قدوته؟ومن سيكون قدوته هذا المطرب او المغني او هذا الممثل ؟؟

المفاهيم تغيرت:
الزمان يماثل الزمان، لكن المفاهيم تغيرت، وذاكرة الأمة تلوثت بالعفن، الذي يرِد عليها بكرة وعشيا، يريد أن ينسيها الماضي والحاضر معًا، ويأخذ بتلابيبها إلى حيث آفاق التعايش السلمي مع الأعداء، مغتصبي الأرض على مبدأ الأمر الواقع والتعايش الإنساني، وَطَي صفحة الصراع ، فلنبدأ من جديد ويذهب التاريخ بل الجغرافيا إلى الجحيم.
إن الأمة تحتاج منا شباباً عالمين عاملين، وإلا فنحن في أمية من نوع آخر ليست هي الجهل بالقراءة، بل هي الجهل بالتزام ما نعتقده ونعلمه ونقرؤه التزاماً عملياً في كل شؤون حياتنا.

أخذنا الغث وتركنا السمين:
لماذا تأخذون منهم الغث وتهجروا السمين؟كما اخذوا منا السمين وتركوا الغث على خلاف ما نفعل.  لا تلوموا الأهل فكثر لا يعرفون ما يقوم به الأبناء، صحيح أنه الساعة الثالثة قبيل الفجر وكان على الأهل أن يراقبوا ولكن نحن في زمن رديء قلة من الأباء يعرفون ما يقوم به الأبناء. 
نحن في زمن فيه الكثير من المغريات، عصر التكنلوجيا دخل مجتمعنا من أوسع أبوابه.  رجعت العائلية والحمائلية والعصبية القبلية.  اختلف كل شيء في هذا الزمن فلم يعد ما كان على ما كان.

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: [email protected]