في منطقة الشمال، ووجهاء وشخصيات قيادية في الاقتصاد الى جانب عدد كبير من رجال الاعمال العرب. يأتي تنظيم هذا الإفطار الرمضاني في كل عام كجزء من العمل المشترك الذي يقوده فرع الشمال في اتحاد ارباب الصناعة في البلاد بالتعاون مع لجنة الصناعات العربية المنبثقة عن اتحاد ارباب الصناعة.
يشار الى ان الحفل الرمضاني أقيم برعاية بنك مركنتيل للسنة الثانية على التوالي وبحضور عوني ابو سالم مدير منطقة الناصرة ومدراء الفروع المرافقين .
افتتحت الأمسية الرمضانية رشا أبو زيد مديرة ملفات ارباب العمل والمصنّعين العرب في اتحاد ارباب الصناعة مرحبة بكافة الحضور، حيث اكدت في مستهل حديثها على " الميزة الخاصة لمنطقة الشمال في اتحاد ارباب الصناعة التي تجمع مصنّعين وارباب عمل من كافة شرائح المجتمع عربا ويهودا على جميع انتماءاتهم واختلافاتهم، وهذا يعتبر الدليل الأكبر على التعايش والمشاركة والتعاون الوثيق لما فيه صالح الصناعة في البلاد ". وتحدثت أبو زيد في كلمتها عن " التحديات التي شهدها القطاع الصناعي في البلاد خاصة المتعلق بالنقص في الايدي العاملة، أزمة الكورونا، الحرب الروسية الأوكرانية، ارتفاع سعر صرف الدولار وارتفاع أسعار المواد الخام والمحروقات "، مؤكدة بذلك ان " اتحاد ارباب الصناعة في البلاد مدرك لهذه التحديات ويتعامل معها من خلال التواصل المستمر مع ارباب العمل والمصانع لتقديم أي مساعدة ممكنة لتخطي هذه العوائق".
" دور هام للصناعات العربية "
وتحدث رئيس مجلس إدارة المُشغلين والمصالح التجارية ورئيس اتحاد ارباب الصناعة في البلاد د. رون تومر مشددا على دور الصناعات العربية الهام ووجود ارباب عمل ومصنّعين من المجتمع العربي لا يقلون خبرة ومهنية عن زملائهم من المجتمع اليهودي، وأوضح قائلا : " اننا نتواجد بفترة مليئة بالتحديات مع تغييرات اقتصادية عديدة أهمها الفائدة البنكية العالية وتباطؤ واضح في الاقتصاد العالمي. ومن هذا المنطلق يأتي دور اتحاد ارباب الصناعة في مساعدة المصالح الصناعية في المجتمع العربي في التغلب على هذه التحديات والتعامل معها على المستوى العام مقابل كافة الهيئات والمؤسسات الرسمية من جهة، وتقديم المساعدة الشخصية لكل مصلحة مع الاخذ بعين الاعتبار كافة المتغيرات والمميزات الخاصة بها ".
وتطرق د. تومر الى " الوضع السياسي الذي يسود البلاد خاصة فيما يتعلق بتطبيق خطة الإصلاح في الجهاز القضائي "، مشيراً الى ان "هذه الخطة غير متوازنة، وضعتها قيادة الدولة مهمة لإنجازها، مع العلم اننا لسنا ضد الإصلاحات، لكن أي خطة اصلاح يتم اتخاذها يجب ان تكون مقبولة ومتفق عليها من قبل الجميع. هذه الخطة أدت الى احداث شرخ بين المواطنين يصعب معالجته، وانه دون حوار ستكون النهاية واضحة". وأشار ايضا الى ان ارباب العمل من العرب واليهود المجتمعين هنا جنبا الى جنب حول مائدة الإفطار الرمضانية هم بمثابة الصوت العقلاني في ظل ما تشهده البلاد.
" حقيقة لا يمكن تجاهلها "
من جهته، تحدث عضو رئاسة اتحاد ارباب الصناعة د. محمد زحالقة ورئيس لجنة الصناعات العربية مؤكدا انه " بفضل الجهود الحثيثة والاستمرارية في النشاط والإنتاج والتميز الصناعي، بفضل كل هذه الأمور أصبحت الصناعات العربية المحلية جزء لا يتجزأ من الاقتصاد وانه لا يمكن لاحد تجاهل هذه الحقيقة ".
وأشار د. زحالقة في حديثه الى " أهمية هذه المائدة الرمضانية التي تجمع حولها الفسيفساء الذي يعكس وجه المجتمع الإسرائيلي بمختلف توجهاته وانتماءاته، الذي يعتبر شرطا ضروريا لوجود مجتمع سليم واقتصاد ثابت ومستقر"، وأشاد أيضا بـ " التعاون والشراكة التي تميز المُصنعين من المجتمع العربي والمجتمع اليهودي في منطقة الشمال تحديدا التي تعتبر أساسا لأي نجاح تجاري، هذا التعاون والشراكة التي من شأنها ان تساهم في التطور والازدهار التجاري والصناعي والاقتصادي على حد سواء".
واستعرض د. زحالقة في كلمته كافة الإنجازات التي بادرت اليها لجنة الصناعات العربية خلال السنوات الأخيرة من خلال ضم 14 مصنعا من المجتمع العربي الى مسارات التمويل والدعم المعروفة باسم (كيسف حاخام)، مقارنة مع انعدام أي متقدم من المصانع العربية لهذه البرامج في السابق. وفي سياق اخر أشار د. زحالقة الى الإنجاز المتمثل بتسهيل شروط قبول الصناعات العربية لبرامج التمويل والدعم الحكومي وملاءمتها مع متطلبات الصناعات العربية في البلاد وذلك من أجل مساواتها بسائر المصانع في البلاد من حيث توقير الفرص والامكانيات للتطور والازدهار. ودعا د. زحالقة المصانع العربية الى التوجه الى الاتحاد لتلقي الدعم والمساعدة للنهوض بالصناعات العربية قدما.
" فرصة ذهبية "
وشكر ايلي جان رئيس اتحاد ارباب الصناعة في منطقة الشمال الحضور مشيرا الى ان " شهر رمضان المبارك هو فرصة ذهبية يعكس وجه الدين الإسلامي الحنيف والذي يتضمن في طياته قيم الصدقة والايمان والصلاة والتعاضد العائلي والتكاتف المجتمعي "، وأضاف أيضا:" عندما نهدم كافة الحواجز والخوف المتبادل من خلال مائدة إفطار رمضانية مشتركة، ندرك اننا نشبه بعضنا البعض وبهذا يحترم أحدنا ثقافة الاخر". وناشد جان في كلمته كافة السياسيين والقياديين في الدولة ان يتمثلوا بنا ويعملوا على إعادة الدولة الى طبيعتها من خلال الحوار المشترك ووقف خطة الإصلاح وعدم تطبيقها دون موافقة واسعة من قبل الجمهور".
يذكر انه خلال الحفل استعرض بعض المصنعين من منطقة الشمال قصص نجاحهم والإنجازات التي يقدمونها واختتم الحفل بمقطوعات موسيقية وغناء من فرقة بيت الموسيقى بإدارة عامر نخلة.
تصوير موقع بانيت وصحيفة بانوراما