صورة للتوضيح فقط - تصوير: Paperkites - istock
ومع هذا الشهر الفضيل ستكون دراسة الأبناء مستمرة، والامتحانات كذلك على الأبواب؛ حيث تبدأ بعد انتهاء الشهر وإجازة العيد مباشرة، لهذا كان لابد من وضع جدول لتنظيم الوقت يجمع بين تلبية عبادات هذا الشهر، وقيام الطالب بواجباته الدراسية. اللقاء وخبيرة التربية الدكتورة ماجدة مصطفى أستاذة المناهج بكلية التربية للشرح والتفصيل.
كيفية إعداد جدول للمذاكرة
تنظيم الدراسة في شهر رمضان من أولويات حاجات الطلاب وأولياء أمورهم، حيث يجب اتباع النظام الصحي عند الإفطار والسحور، وتنظيم الوقت للحصول على أفضل النتائج في الشهر الكريم.
يبدأ تخطيط الجدول بتحديد الأوقات المتوفرة للدراسة، ويتم ذلك بمعرفة ساعات الذهاب إلى المدرسة، وساعات الإفطار والسحور، وما هي البرامج التي سيقوم الطالب بمشاهدتها في رمضان هذا العام.
تنظيم الوقت في رمضان لا يقتصر على الطالب وحده؛ بل هو ضرورة يجب على كل فرد أن يضعها بعين الاعتبار؛ بغرض تحقيق التوازن ما بين الأعمال والمهام الدنيوية، وبين توطيد علاقته وصلته بربه من جديد.
ولكي ينجح الإنسان بشكل فعلي في تحقيق هذا، لابد أن يعمل على تقسيم الوقت إلى فقرات، مع ضرورة الالتزام بالخطة الموضوعة دون تحريف أو تهاون؛ حتى لا تنقص مهمة على حساب الأخرى.
وهناك ضرورة وأهمية لضبط مواعيد النوم، بالحرص على النوم مبكراً والاستيقاظ وقت السحور لتناول الطعام وأداء فريضة الفجر، والحرص على استذكار ومراجعة الدروس؛ حيث يكون العقل حينها في أقصى فترات نشاطه وحيويته.
عليك تخير الأوقات المناسبة
على الطالب الحرص على انتقاء أفضل الأوقات الصحية للمذاكرة خلال أيام رمضان، والتي قد أجمع غالبية العلماء والباحثين على أنها عادة ما تكمن في هاتين الساعتين المتعاقبتين بعد وجبة الإفطار.
وعلى الطالب أو الأم التي تشارك طفلها إعداد الجدول وضع جدول دراسي منظم، وفقاً لترتيب المواد الأكثر أهمية، وربما الأكثر صعوبة على الطالب وتحتاج لتركيز وأولوية أكبر مع مراعاة الالتزام دون تحريف أو تعديل.
وهنا نقول: إن وظيفة الأم إبعاد كافة الوسائل التي من شأنها أن تشتت انتباه الطالب، أثناء قيامه بعملية الاستذكار؛ مثل الهواتف المحمولة أو شاشات التلفاز أو الصراخ والأصوات العالية المسموعة خارج غرفة المذاكرة.
ضرورة أخذ فترات كافية من الراحة والاسترخاء؛ ما يعزز طاقة الطالب ليعاود البدء من جديد، مع الحرص على تناول كافة العناصر الغذائية المفيدة التي تأتي بغرض تعويض الجسم عما يفقده أثناء فترات صيام الطفل.
تحديد هدف الطالب وساعات التحصيل
بداية وقبل كل شيء على الطالب مصارحة نفسه برغبته الحقيقية في النجاح والتفوق عن جد واجتهاد، ويتم ذلك بتحديد عدد الساعات المتاحة خلال اليوم، ثم تقسيمها تباعاً وفقاً لعدد المواد، والسماح بالقيام بالعبادات الدينية الرمضانية كذلك.
ولابد من تدوين أوقات ومواعيد المحاضرات الإلكترونية؛ حتى لا يغفل الطالب عن أي ميعاد منها أثناء إعداده للجدول، مع تخصيص أوقات لمراجعة ما تم استذكاره، خلال الساعات الأخيرة من اليوم.
الحرص على استغلال الأوقات والمواعيد التي ينشط فيها العقل وفقاً للدراسات والإحصائيات، وهي غالباً ما تكون في أوقات ما بعد الفجر، وبعد الإفطار بحوالي ساعتين على الأقل.
ولن تنسي بطبيعة الحال؛ الابتعاد عن كافة وسائل التشتيت المتواجدة، وذلك يتحقق من خلال جلوس الطالب في غرفة تخلو تماماً من جميع الأجهزة الإلكترونية الحديثة والمتطورة.
خطوات محددة لتنظيم وقت الدراسة في رمضان
تعتبر المذاكرة في الصباح الباكر، وخاصة بعد ساعات الفجر من أفضل الساعات التي يمكن استغلالها، وينصح الجميع بها.
تحديد أوقات للراحة؛ حيث يبدأ التخطيط بمعرفة الأوقات المناسبة للدراسة؛ ويتبعها التخطيط إلى الساعات التي تحتاجها للراحة كذلك.
لا تقم بمهام عديدة في ذات اليوم، والتركيز على واحدة من المواد التي ترغب في دراستها مع عدم تشتيت الانتباه.
كمية الطعام التي تتناولها قد تكون من الأمور المهمة جداً؛ حيث إن طبيعة الطعام ونوعيته وكميته، له تأثيره على درجة الخمول والكسل، وبالتالي عدم القدرة على التواصل والدراسة في ساعات بعد الإفطار.
تجنب الدراسة في لحظات الإرهاق، ويفضل ألا تقوم بالدراسة في اللحظات التي تشعر خلالها بالإرهاق البدني، وذلك لأنك لن تصل إلى درجة التركيز التي تمكنك من فهم المادة أو حفظها.
تابع: نصائح لتدعيم تنظيم وقتك
كافئ نفسك إذا كان هناك برنامج معين تحب مشاهدته، أو نشاط ما تحب القيام به، فاجعله مكافأة لك على إنهائك لمذاكرتك، والمكافأة ستشجعك على المذاكرة.
احصل على كفايتك من النوم ما بين زحام الأنشطة المختلفة والحاجة للاستيقاظ لتناول طعام السحور، توجد صعوبة في الحصول على النوم أثناء شهر رمضان.
ولكن إن أردت أن تذاكر بكفاءة فلا غنى عن النوم، فالنوم هو الوقت الذي يقوم فيه المخ ببناء الذكريات وتنظيم ما تعلمته خلال اليوم.
وإذا وجدت صعوبة في الحصول على النوم ليلاً، فلا مانع من النوم لفترة إضافية في فترة الظهيرة، المهم أن تستيقظ مرتاحاً وقادراً على التركيز والتحصيل.
يحتاج المخ إلى كمية كبيرة من الطاقة للقيام بوظائفه، وبدون الطاقة لن يكون المخ قادراً على التركيز والتحصيل، لذلك من المهم ألا تفوت تناول وجبة السحور.
ويفضل أن تحتوي هذه الوجبة على البروتينات والكربوهيدرات المركبة مثل البيض والجبن والفول والزبادي والفاكهة خاصة التفاح، ما يمدّ الجسم بالطاقة لفترة أطول على مدار اليوم.