صورة للتوضيح فقط - تصوير: BakiBG - istock
وعلى الرغم من كون الصيام واجباً دينياً؛ فإن له العديد من الفوائد الصحية. إن الصيام عادة صحية، وتم تشبيهه بإعادة الصيانة الصحية الجسدية والنفسية للجسم، كما تؤكد اختصاصية التغذية رولا كمال في الحوار الآتي.
ما المطلوب من مريض السكري الذي ينوي الصيام؟
تنبغي لمريض السكري استشارة الطبيب المختص؛ من أجل التوصل إلى القرار الأنسب في ما يخص الصيام، وذلك لأنَّ هناك بعض الحالات المتقدمة من مرض السكري التي لا يجب عليها الصيام من الناحية الطبية؛ فالطبيب هو الذي يحدد مقدرة الشخص على الصيام من عدمه.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك نوعين من مرض السكري: السكري من النوع الأول، وفي هذه الحالة يتلقى المصاب مادة الأنسولين؛ لأنَّ البنكرياس لا يقوم بإنتاجه، أما النوع الثاني من السكري، فهو يرتبط عادة بالتقدم في السن والسمنة الزائدة أو الوراثة.
من هنا يُفضل لمريض السكري من النوع الأول ألا يصوم؛ لأنه لا يجوز أن يستمر لفترات طويلة دون تناول الطعام، ولا ينبغي أن يأكل في مدة قصيرة، أما مريض النوع الثاني فمن الممكن أن يصوم.
ما الخطوات الوقائية لمريض السكري؟
- إذا قرر مريض السكري من النوع الأول أو الثاني أن يصوم شهر رمضان بناءً على رأي الطبيب المعالج؛ فهناك بعض الخطوات الاحترازية والوقائية التي يجب القيام بها، لتجنب ارتفاع السكر أو هبوطه. ولعل أبرز الخطوات الوقائية، التي يجب على مريض السكري اتباعها، هي:
- تأخير وجبة السحور قدر الإمكان حتى لا تطول فترة الصيام.
- تقسيم وجبة الإفطار: يُفضل تناول وجبات متقطعة وخفيفة خلال ساعات الإفطار، بدلاً من وجبة واحدة دسمة.
- عدم إهمال وجبة السحور أبداً: لا بد من الانتباه إلى نوعية وكمية الطعام الذي يتناوله مريض السكري؛ لتجنب الارتفاع المفاجئ في مستوى السكر.
- عند تناول وجبة الافطار، يُفضل كسر الصيام بالسلطة، وبعد 10 دقائق يُستكمل تناول الطعام، ويُستحب أن تكون النشويات في النهاية بعد الخضروات والبروتين، وذلك يعود إلى أن الإشارات العصبية الخاصة بالإشباع تصل بعد ثلث ساعة من تناول الوجبة.
- تناول كميات كافية من السوائل؛ حيث يُنصح بتناول نحو ثمانية أكواب من الماء أو السوائل الخالية من السكر خلال الليل، وذلك لمنع حدوث نقص في السوائل خلال نهار اليوم التالي.
- تجنب تناول الأطعمة المقلية والدهنية والغنية بالسكر: يمكن تغييرها بالنشويات قليلة السكر مثل: الخضروات، الألبان، والأرز البني.
- كما يُفضل لمريض السكري تغيير الحلويات التي يتم تناولها بين الإفطار والسحور بأطعمة صحية مثل الفواكه أو الخضروات.
- عند تناول الحلويات الرمضانية مثل الكنافة والقطايف، يجب على مريض السكري من النوع الأول أن يتناول جرعات تصحيحية من الأنسولين تحت إشراف طبي؛ تجنباً لارتفاع مستوى السكر في الدم.
- خلال ساعات الصيام، يجب على مريض السكري قياس مستوى السكر في الدم في الصباح عند الاستيقاظ، ومرة ثانية في فترة العصر وقبل حلول المغرب؛ لأن في حالة ارتفاع السكر أو هبوطه يجب على مريض السكري كسر الصيام فوراً، أي إذا كان مستوى السكر أكثر من 300 أو أقل من 70، وفي حالة ارتفاع السكري يجب على المريض أن يتناول قدراً كافياً من الماء نحو 2 إلى 3 لترات من الإفطار حتى السحور؛ للحفاظ على رطوبة خلايا الجسم، وسيولة الدم. أما في حال هبوط السكر فيمكن تناول التمر أو كوب من عصير الفواكه.
- إن تناول الفواكه المجففة مثل المشمش أو البرقوق، مناسبة جداً لمريض السكري، أما بالنسبة للتمر فلا يجوز تناول أكثر من 3 تمرات.
-بالنسبة للمشروبات الرمضانية مثل التمر هندي والجلاب فلا يجوز لمريض السكري تناوله؛ لأنه يحتوي على نسب مرتفعة جداً من السكر.
ما الفوائد التي يقدمها الصيام لمريض السكري؟
- يضبط الصيام مستويات الجلوكوز في الدم طوال شهر الصيام؛ حيثُ يساعد في تكسير الجلوكوز وإنتاج الطاقة في الجسم، وهذا يخفض إنتاج الأنسولين.
- قد يساعد في التخلص من الدهون الزائدة.
- قد يساعد في تقليل مستويات الكوليسترول في الجسم.
- على الرغم من الفوائد العديدة للصيام؛ فإن مرضى السكري يجب أن يراقبوا النشاط الجسدي والنظام الغذائي ومستويات السكر ومواعيد تناول الأدوية وغيرها من الأمور التي تؤثر في صحتهم.
ما مخاطر صيام مريض السكري؟
- يستخدم مرضى السكري أدوية معينة مثل الأنسولين لعلاج مرض السكري، وربما يسبب الصيام خطر انخفاض مستويات السكر في الدم، وبالتالي قد يسبب نقص السكر في الدم أو ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل كبير الإصابة بالحماض الكيتوني السكري، وتشمل أعراض الحماض الكيتوني السكري الشعور بالعطش الشديد وإخراج الكثير من البول.
يُعد مرض السكري من الأمراض الأكثر انتشاراً على مستوى العالم؛ لذا يضع الأطباء والخبراء بعض النصائح لمرضى السكري لكي يتمكنوا من صيام شهر رمضان دون الوقوع في أي مشكلات قد تضر بصحتهم سواء بسبب ارتفاع مستوى السكر أو انخفاضه.