صورة شخصية - د غزال ابو ريا
علم فلا تُطعهما وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون" لقمان:14-15 .
اليوم هو يوم الأم وباعتقادي يوم الأم هو كل يوم، أتمنى للأمهات الاحياء الصحة والعافية وللواتي انتقلن الى رحمة الله نسأل المولى ان يسكنهن فسيح جناته. وهنا اريد ان أتطرق لحادثة نتعلم منها الكثير لفهم سلوكنا نحو الأم والحادثة يتنقالوها الناس عن رجل اعمال ولنفرض انه يسكن في الشمال وامه في الجنوب (كمثال)، ورجل الاعمال هذا دائما مشغول في العمل ونسي امه بسبب إنشغاله من جلسة الى جلسة، ومن بلد الى بلد، وفي يوم الام قرر ان لا يذهب للجنوب لزيارة امه لانشغاله فذهب الى متجر ورد وطلب باقة من الورد من السعر الغالي، وطلب من صاحب الدكان ان يرسل باقة الورد هذه مع سائق تاكسي ودفع له المبلغ الذي طلبه. اثناء ذلك، وقفت بجانبه فتاة ربما عمرها 10 سنوات وعلى وجهها يبدو الحزن وقالت لرجل الاعمال: "اتوصلني الى مكان قريب"، فقال لها: "نعم واوصلها وكانت المفاجأه انها وصلت الى ضريح امها ووقف رجل الاعمال يفكر وعاد مذهولا الى متجر الورد وقال لصاحب الدكان: "شكرا لك واعطني باقة الورد وانا اسامحك في المبلغ المالي لسائق التاكسي"، واخذ باقة الورد وذهب الى الجنوب والتقى مع أمه.
هذه الحادثة التي حصلت معه برفقة تلك الفتاة الصغيرة علمته درسا هاماً وكانت بمثابة محطة لفهم الحياة ليعمل على الموازنة بين العمل، الاهتمام بنفسه وعائلته.
يحدث ان نذهب ونغير إطارات السيارة ويقول لنا صاحب المحل:"إذهب واعمل توجيه للإطارات"، نذهب بسرعة لمسافة كيلو متر أو أكثر وإذا ذهبنا للمكان لإجراء، توجيه للإطارات والمكان مغلق نغضب "خايفين على عجال السيارة ،كي لا يتآكلوا"!! وننسى أنه في حياتنا لا نجري توازنا في حياتنا. المطلوب أن نقف وننظر الى ملعب الحياة،ونعمل على توازنا في حياتنا بين العمل،المهنة،العائلة،. المجتمع والتطور المهني، ونتذكر دائماً أن "الجنة تحت أقدام الأمهات".