logo

الفرق بين الأمومة الداعمة والأمومة المفرطة

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
14-03-2023 11:31:11 اخر تحديث: 16-03-2023 13:09:46

يمكن أن يؤثر أسلوب الأمومة على كل شيء؛ من احترام الطفل لذاته وصحته الجسدية إلى كيفية ارتباطه بالآخرين، فقد تؤثر الطريقة التي تتعامل الأم بها مع طفلها وكيفية تأديبه طوال حياته.


صورة للتوضيح فقط - تصوير: SanyaSM - istock

على الجانب الآخر، يجب الانتباه إلى أنه تتخذ كلٌ من الأمومة الداعمة والأمومة المفرطة نمطاً ومنهجاً مختلفاً في تربية الأطفال، وتقدم مزايا وعيوباً مختلفة يمكن تحديدها من خلال عدد من الخصائص المختلفة.
وفقاً لموقع WebMD، غالباً ما ترغب الأمهات في معرفة أسلوب الأمومة الذي يستخدمنه، وما هو الأفضل، ولكن من الصعب تحديد الصواب من الخطأ عندما نتحدّث عن الأمومة؛ لأنّ عوامل عدّة تدخل على حياة كل أم وتربيتها لأطفالها. إليكِ كل ما لا تعرفينه حول الفرق بين الأمومة الداعمة والأمومة المفرطة...

الأمومة الداعمة
يتفق علماء النفس على أن اتباع نهج الأمومة الداعمة لتربية الأطفال هو أحد أكثر أساليب التربية الأكثر فائدة؛ وذلك لأنه لا يؤثر بشكل إيجابي على الصحة العقلية والعاطفية لطفلك فحسب، بل يمكن أن تكون له أيضاً آثار إيجابية دائمة وطويلة المدى على العلاقة التي تبنيها معه.
يعد الهدف من الأمومة الداعمة هو تربية أطفال واثقين ومستقلين وسعداء؛ من خلال التعاطف والاحترام والتفاهم، كما يركز أسلوب الأمومة الداعمة بشكل كبير على التطور المناسب لعمر الطفل.

سمات الأمومة الداعمة
تركز سمات الأمومة التقليدية على العقوبة والمكافأة، فعندما يفعل طفلك شيئاً يستحق المكافأة أو يُظهر سلوكاً جيداً؛ فإنك تكافئينه بالأنشطة الممتعة والمدح والهدايا، بينما إذا فعل طفلك خطأ؛ فقد يتم عقابه.
بينما الأمومة الداعمة تعتمد على التواصل مع الطفل والاحترام والاستماع، وتشجع الأطفال على أن يكونوا مفكرين مستقلين، عندما يرتكب الأطفال شيئاً خاطئاً؛ فإن الأمهات الداعمات يؤدبنهم؛ من خلال التحدث مع أطفالهن حول هذا الأمر، وتوجيه وتعليم أطفالهن مع تعديل تصرفاتهم؛ اعتماداً على الموقف والاحتياجات الفردية للطفل، وقد يساعد هذ النهج على التربية إلى أفضل النتائج لدى الأطفال، بما في ذلك تحسين الصحة العاطفية والمهارات الاجتماعية والمزيد من المرونة والتواصل وتحسين وعي الطفل الذاتي وفهم سلوكه.
تتمثل طريقة الأمومة الداعمة في التزام الهدوء والثبات، فبدلاً من صراخ الأم؛ يمكنها النظر في عيني الطفل، وتبدأ في الشرح للطفل بهدوء، مما يجعل الطفل أكثر مسؤولية، وقادراً على تنظيم نفسه، ويتعلم اتخاذ قرارات جيدة بنفسه؛ لأن الصراخ على الطفل يغرس الشعور بالخوف لديه، ويزيد من شعوره بالقلق أو الغضب، وقد يكرر الطفل سلوكه مرة أخرى؛ لأن الأطفال يوقفون سلوكهم فقط لأنهم خائفون، فإنهم لا يفهمون حقاً لماذا يجب عليهم التوقف عن هذا السلوك ما لم يُوضح السبب.

الأمومة المفرطة
تشير الأمومة المفرطة إلى الأم التي تكون مهووسة بالسيطرة قليلاً عندما يتعلق الأمر بحياة طفلها، حيث يعتمد أسلوب الأمومة المفرطة في التربية على اتباع الطفل القواعد دون استثناء، فعندما يتساءل الطفل عن الأسباب الكامنة وراء القواعد؛ قد لا تبدي الأم الاهتمام أو الشرح للطفل، ولكن تركز على طاعة الطفل المطلقة لها، دون طرح الأسئلة، كما أنها لا تسمح للأطفال بالمشاركة في حل المشكلات، أو التورط في مشاكل، بل إنها تتصرّف أحياناً نيابة عنه، هذا ليس لأنها لا تثق بطفلها، بل تريد حمايته من الألم، لذلك تضع القواعد وتفرض العواقب، مع القليل من الاهتمام برأي الطفل.

سمات الأمومة المفرطة
أما عن الأمومة المفرطة، فقد تستخدم الأم العقوبات بدلاً من التأديب، لذلك بدلاً من تعليم الطفل كيفية اتخاذ خيارات أفضل؛ يجعل الأطفال يشعرون بالأسف على أخطائهم.
يميل الأطفال الذين يكبرون مع أمهات مفرطات في حمايتهم، أن يكونوا مستبدين صارمين في اتباع القواعد في كثير من الأحيان، كما أنهم أكثر عرضة لخطر تطوير مشاكل احترام الذات لأن آراءهم لا تقدّر.
قد يصبح الأطفال أيضاً عدوانيين وغاضبين، فبدلاً من التفكير في كيفية القيام بالأشياء بشكل أفضل، غالباً ما يركزون على الغضب الذي يشعرون به تجاه والديهم أو تجاه أنفسهم؛ لعدم قدرتهم على تحقيق توقعات الوالدين.
نظراً لأن الأمهات المفرطات في حماية أطفالهن غالباً ما يكنّ صارمات، فقد ينمو أطفالهن ليصبحوا كاذبين، في محاولة لتجنب العقوبة، وقد يُظهر الأطفال أيضاً تدني احترام الذات والاكتئاب والقلق والخوف، بالإضافة إلى صعوبة التعامل والتصرف في بعض المواقف الاجتماعية التي قد يمرون بها.