المعلمون في التعامل مع الطلاب داخل الصفوف وخارجها.
واضح أننا نقف أمام وضع متوتر يلقي بظلاله على مثلث العملية التعلمية التعليمية وهم الاهل والطلاب والطاقم التدريسي. اليوم أنا بصدد الحديث عن الاهل ودورهم في العملية التعلمية التعليمية. نعلم أن سلوك الطلاب في المدرسة بات أمرا صعبا. فهم في غالبيتهم لم يعودوا يهتمون بدراستهم، يصلون المدرسة متأخرين، لا يوجد معهم قرطاسية، يخرجون من الحصص كما لو أنهم يتجولون على شاطئ البحر، يدخنون السجائر والنرجيلة الالكترونية، ويتسلحون بآلات حادة والغاز المسيل للدموع الخ.
لا شك أن طلابنا العرب يقومون بهذه الأمور، وأحيانا يفعلون أكثر من ذلك. المعلمون يقومون بوظيفتهم في تعديل سلوك هؤلاء الطلاب ويشاركون الأهل بما يفعل ابناؤهم، ولكن للأسف قلائل هم الاهل الذين يتدخلون في حل مشاكل أبنائهم، لأن اغلبهم يتجاهلون شكاوى المعلمين، ولا يفعلون شيئا حيال ذلك، أضف الى هذا كله أن هناك عدد من الأهل الذين يحرضون أبناءهم على السلوك السلبي سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فعلى سبيل المثال ما معنى أن يقول الاب أمام الملأ مبتسما وضاحكا أن ابنه يجعل المعلمين يفقدون صوابهم؟ هل هذا مفخرة له؟ اليس هذا شرعنة لسلوك ابنه السلبي؟ ثم كيف من المعقول أن يصدق الأب أكاذيب ابنه ويبدأ بشتم المدرسة والمعلمين؟ لما لا يتوجه هذا الأب الى المدرسة ويواجه الأمر شخصيا أو حتى هاتفيا؟ ثم أصلا لماذا لا يستفسرون عن وضع أبنائهم المدرسي؟ لماذا لا يطلبون منهم كشف العلامات او الامتحانات، لماذا لا يفتحون حقائب أبنائهم ليروا ماذا يوجد فيها؟!
ان وجود الإباء والامهات في الصورة المدرسية هو أمر في غاية الأهمية، فكلما كانوا على صلة مع أولادهم ومع المعلمين كلما انعكس ذلك أكثر على تحصيل أبنائهم العلمي وسلوكهم الحسن، فهم بالتالي أبناؤهم والأولى بهم أن يهتموا بهم. ولا ننسى أن من جد وجد ومن زرع حصد، والباقي عندكم.