logo

أهم النصائح لتربية طفل وحيد

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
01-03-2023 08:21:56 اخر تحديث: 01-03-2023 08:22:14

يؤكد خبراء التربية أنه لا يوجد فرق بين الأم التي تربي طفلها الوحيد- لسبب من الأسباب- ؛ فتعلمه مبادئ الحياة وكيفية مواجهة مشاكلها، وبين الأم التي تربي طفلاً عادياً له أخوة، ولاشك أنها مسؤولية كبيرة في كلتا الحالتين،

صورة للتوضيح فقط - تصوير: FG Trade - istock

بينما الحقيقة أن أم الطفل الوحيد أمامها مسؤولية أكبر؛ فهي تقع بين خيارين؛ خيار التدليل الزائد أو خيار الالتزام بالشدة والصرامة في التربية! ومن هنا كانت الحاجة للتعرف على أهم النصائح لتربية طفل وحيد، اللقاء وخبيرة تربية الطفل الدكتورة نجوى السيد بكلية التربية.

اختلاف أساليب التربية
هناك أسلوب المبالغة في تلبية جميع حاجات الطفل الوحيد، وإحاطته بقدر زائد من التدليل والعناية.. ما يجعله أنانياً، وكثير الاعتماد على ذويه، وقد يصبح انطوائياً.
وأسلوب ثان يعتمد على التوازن في المعاملة.. ويجمع بين اللين والشدة وفقاً لعمر الطفل، وعدم تلبية جميع طلباته، أو الرضوخ دائماً لما يحتاجه.
للعلم.. في مرات كثيرة لا يكون الطفل الوحيد اختياراً؛ هناك أسباب مختلفة.. فقد يقرر الأهل إنجاب طفل واحد برغبتهم، وربما لأسباب صحية أو قهرية، أو لأنهم لا يقدرون على إنجاب طفل آخر.
وغالبية النظريات التربوية تؤكد.. أن الآباء هم من يصنعون طفلاً وحيداً نمطياً -مدلل، أناني، عصبي، غيور-.. ولا يوجد فرق حقيقي بين طفل وطفل؛ ويكون الطفل أنانياً أو عدوانياً أو متبلد المشاعر وفقاً لأسلوب تربيته.

ملامح الطفل الوحيد
من صفات الطفل الوحيد.. أن وحدته تجعله يشعر بالغيرة الشديدة، عندما يجد أخوة يلعبون معاً، ما ينعكس هذا على مزاجه ويشعره بالاكتئاب والقلق.
كما أنّ الطفل الوحيد غالباً يكون عصبياً، لعدم وجود من يصاحبه، وقد تتسم تصرفاته بالتخريب، أو يتخذ من البكاء والعناد وسائل لجذب الانتباه.
عادة ما يكون الطفل الوحيد أكثر تعلقاً بوالديه، لافتقاده وجود أخوة يشاركونه حياته بإخلاص، فينشئ بداخله صداقات خيالية.. وهي نقطة إيجابية نسبياً.
يمتلك الطفل الوحيد قدرة أكبر على حل المشاكل وابتكار الأفكار الإبداعية نتيجة لاختلاف تركيبة دماغه.
لا يوجد ما يثبت أن الطفل الوحيد أقل استجابة مع النمط التربوي بالمنزل، بمعنى أن تأثير التربية على الطفل وحيداً كان أم مع أشقاء يرتبط بالتربية.
في أغلب الحالات، يحصل الطفل الوحيد على رعاية زائدة من والديه، ما يجعله يتصرف كأن الكون كله مُسخر لخدمته ورعايته.
فيصبح عنيداً وأنانيّاً بشدة، لذا يجب على الوالدين الوعي بالحدود التي لا يجب تجاوزها، حتى يشعر طفلهم الوحيد بقيمة الأشياء.

أهم النصائح لتربية طفل وحيد
تقبلي وجود طفل واحد لديك سواء كان ذلك باتفاق مشترك بينك وبين زوجك، أو لم يرد الله أن ترزقا بطفل آخر.
لا تلتفتي إلى كلام الناس، ولا تشعري بالذنب، فوجود إخوة لا يضمن الطفولة السعيدة.
وفري لطفلك فرصاً للاختلاط بأقرانه من خلال المشاركة في الأنشطة الجماعية في النوادي والمكتبات.
احرصي على ربطه بعائلته وأقاربه من خلال التواجد في التجمعات، أو علميه دعوة صديقه للخروج معكم، لكن دون دفعه دفعاً مباشراً.
لا توفري له كل شيء يطلبه حتى يشعر بقيمة الأشياء، ولا يصطدم بالحياة التي لن تعطيه دائماً كل ما يريد.
لا تدفعيه بشدة حتى يصبح "الطفل المعجزة"، فقد تكون اهتماماته مختلفة عن توقعاتك.
من المفيد جداً لطفلك أن يتعلم ربط الحذاء، وتشبيك أزرار الجاكت، وتسوية الفراش، بنفسه حتى لو استغرق الأمر ساعة كاملة.

عوِّدي طفلك أن يحكي لك كل شيء
احرصي على تعويد طفلك منذ البدابة، أن يقضي معك وقتاً كافياً وممتعاً، فهذه العلاقة القوية تشعره بالحب والأمان.
ولا تعاملي طفلك الوحيد على أنه أصبح بالغاً، واتركيه يلعب كطفل.. اعطي كل مرحلة عمرية حقها من الاحتياحات.
ضعيه مبكراً في دار للحضانة، حتى يسهل عليه الاندماج بسرعة مع أقرانه، وينعم باللعب مع الأطفال الذين يفتقدهم في البيت.
ويجب على الوالدين أيضاً التوازن في تربية الطفل فلا يفرضان الأوامر والقوانين عليه.. ويدعيانه يكتسبها من تصرفاتهما والمحيطين به.
ضرورة إعطاء الحرية للطفل في الانفتاح على العالم واتخاذ بعض القرارات بنفسه، واختيار بعض الأشياء التي تخصه مع تقديم النصيحة.. ومنح الطفل الفرصة للاختلاط مع أقرانه دون وجود الأم أو الأب، من خلال المشاركة في الأنشطة والرياضات الجماعية أو السفر مع الزملاء.
تشجيعه أيضاً على تكوين صداقات جديدة عن طريق مصادقة أسر هؤلاء الأصدقاء وتبادل الزيارات معهم، دون الحاجة إلى دفعه بصورة مباشرة.
استيعاب احتياجات الطفل النفسية في العيش داخل بيئة اجتماعية متشاركة، وعلى الوالدين تعويضه بالتواجد معه فترات طويلة.
ضرورة الموازنة في التربية؛ حتى لا تجد الأسرة أنها أمام طفل عنيد وأناني، وضعيف وخنوع لا يقوى على اتخاذ أي فعل دون الرجوع لأبويه.

كيفية تربية طفل وحيد
لا تبالغ بحماية الطفل.. واتركه يعاني من وساوس ومخاوف متنوعة، عكس الحماية المفرطة فهي تجعله أقل قدرة على مواجهة العالم وحده.
دلل طفلك بحدود.. لكن لا تجعله مفرطاً، ضع نظاماً عادلاً للثواب والعقاب، واحتفل بإنجازات طفلك على قدر الإنجازات نفسها دون مبالغة.
كن صديقاً قريباً.. فمن المهم أن يشارك الأب وتشارك الأم طفلهما الوحيد حياته كأصدقاء، يشاركانه اللعب، النشاطات، القراءة، الحديث..الخ
علِّم طفلك تحمُّل المسؤولية.. من خلال ترتيب أغراضه وألعابه وجعله مسئولاً عن غيرها من المهمات المنزلية، ولا تكن متهاوناً في متابعته.
لا تتهاون بقواعد البيت.. وانس أنه طفل وحيد يكتسب ويتعلم من خلال التربية، ويتعرَّف إلى الخطأ والصواب من خلال الالتزام بالقواعد المنزلية.
أجب عن أسئلة الطفل الوحيد.. ولا تتردد بالإجابة عن أسئلته، واعطه إجابة مقنعة وواضحة ومناسبة لعمره، لا تخدعه ولا تكذب عليه.
أمِّن لطفلك بيئة اجتماعية مناسبة.. يتفاعل بها الأطفال مع بعضهم، لذلك تأكد من ذهاب ابنك لروضة الأطفال في العمر المناسب.