logo

مقال :‘ السائرون عراةً نياماً ما بين موسكو و واشنطن و دمشق و كييف ! ‘

بقلم : الكاتب ياسين الرزوق زيوس
26-02-2023 07:34:07 اخر تحديث: 10-03-2023 05:36:06

لم أكن في رواية "السائرون نياما " ديكتاتوراً من ديكتاتوريي المماليك أو الصعاليك أو خروفاً من خراف القطيع الكبير في هذا العالم غير الحرّ إلّا في الدعايات و الأكاذيب

الكاتب ياسين الرزوق زيوس - صورة شخصية

لم أكن أيضاً بصّاصاً من بصّاصي المخابرات العالمية أو العربية من واشنطن إلى موسكو و من الشام لبغدان و من نجدٍ إلى يمنٍ إلى مصر فتطوان لكنّني أتمنّى أن أكون أنا حاملاً راية التأثير لا أكاذيب التبشير و سيف الحقيقة لا خطابات التزييف و النفاق و سندان التصحيح لا آلة الالتواء الأعظم !.......
و لم أكن عارياً في رواية "العراة و الموتى " لِ "نورمان ميلر" و لعلّي أنا الميت الذي يتنفّس غصباً أو الحيّ الذي ماتت كلماته مذ غزت النذالة وجودنا و قمع المال السياسي و الجهويّ و التجاريّ أحلامنا و طموحاتنا , فكلّ شيء دخل مسار التسييس على مستوى مؤسّسات العالم بأسره لذلك ترانا أشلاء يقذفها التاريخ بلا وجهة أو شطآن أو شظايا متناثرة يقتل بها التاريخ نفسه من يريد مذ لطّخت المجتمعات وجوهها بالقذارة و كسرت كلّ المرايا الحالمة بالتغيير!.......

عندما ننتمي أكثر يحاصرنا القهر أكثر ، و نحن نرى من يذبح أبجدياتنا تحت مسمّى الوطنية و يخون شعاراتنا تحت عنوان الدفاع عن هذه الوطنية فلماذا باتت الوطنية أرخص كلمةٍ للمزايدة على الوطن في الوقت الذي يجب أن تكون فيه هذه الكلمة أسمى كلمات الوجود التاريخيّ و التاريخ الوجودي غير ناسين من يحملون فعلاً هذه الوطنية و يذودون عنها حتَّى الرمق الأخير ؟!.......
مرّ عام على الحرب الروسية مع الناتو في أوكرانيا ، و ما زالت الآلة الإعلامية المروّجة لروسيا و حلفائها ضعيفة أمام سيل الإعلام المضاد ، و ما زال بوتين برفقة بشار الأسد ينالان نصيب الشيطنة الأعظم!...
يمكننا أن نسخر من ضعفنا بقدر ما نفخر ببطولات ضعفائنا الشجعان و شجعاننا الضعفاء لكنّنا لن ننسى أنّنا معاً في مركب قلب الحقائق لأنّ قنوات الإعلام المضاد ترى الديكتاتوريات مفصّلة على مقاس المصالح فهي تشيطن من لا يعربد معها و تجعل من كلّ شياطين العالم في الجوّ و البرّ و البحر ملائكةً إذا ما رفعوا رايات العربدة و التضليل عالياً ضمن بروباغندا و أجندات واضحة متجلّية بجعل القطيع البشري العالميّ في مركب غارقٍ لا محالة تحت منحى الرفاهية التسويقية المطبوخة في مطابخ الغرفة العالمية السريّة و المعجونة بتلك الأيدي التي تطال كلّ شيء جميل لتجعله قبيحاً إلى حدّ المرارة و تطال كلّ شيءٍ حرّ ليغدو في أقفاص التبعية و العبودية سواء شعرنا بها أم لم نشعر!.......

لم تركع روسيا لكنَّ العالم الغربيّ أيضاً يملك المفاصل التي يعرف من خلالها من أين تؤكل الكتف , و لم يرضخ بوتين لكنّ الأقدام المرميّة في الغرب الأوروبيّ باسم أميركا على هيئة رؤساء كاراكوزيين توجِّهها دوائر الاستخبارات العالمية لتضرب في أماكن موجعة , هذا لا يعني أنَّه ليس لدى بوتين ما يراهن عليه من عوامل العظمة و القوَّة رغم ما يُتداوَل منْ أنَّ ترجمان الصناعات المؤثِّرة حكماً ليس في موسكو و لعلَّه سيكون كي يكمل الدبّ الروسيّ جني العسل مهما حاولوا تجريعه العلقم المرّ على حدوده الطويلة كطول نفس أكبر دولةٍ في العالم على مرِّ التاريخ الحديث التاريخ الذي صار فيه المواطن الغربيّ يخشى من فقدان حاضره المغموس بالرفاهية و مستقبله المرسوم بما هو أبعد من تلك الرفاهية بعد قرار عسكرة عالميّ أعدَّته تلك الغرفة السريّة و بدأته واشنطن في حين أنَّها رمت أحماله و أسفاره على ظهر بوتين وحده بغرض استمرار القطيع ذي العقل المشوَّه إلى حدِّ التلاشي !.......

في مؤسَّسة القيامة السوريَّة الفينيقية لدى الشعب السوريّ ثقافة مشوّهة على قدر بطولة الصبر التي يحملها إذ نرى رمي كلّ الأخطاء و جشع التجَّار و الفاسدين من صغيرهم إلى كبيرهم على القصر الرئاسيَّ و كما نستقرئ في أحاديث أبناء هذا الشعب و من خلالها بأنَّهم يعتبرون حتَّى الحكومة التنفيذية مجرَّد بيدقٍ صغير لا قرار له بينما يسمّون مجلس الشعب بمجلس الأبعاد الكاراكوزيَّة فاقدة المساحة و القياسات مع أنَّ الثقافة الدينية نفسها تنفي ذلك من خلال جمل و آيات واضحة "كما تكونوا يُولّى عليكم " "إنَّ الله لا يغيِّر ما بقومٍ حتَّى يغيِّروا ما بأنفسهم !"
رئيس سورية الدكتور بشَّار الأسد يعرف ما يحكى و ما يحاك و في غرف القرارات الكبرى لا نملك أن ننتقد ما فقدنا عنه المعطيات , و على هذا ننتظر دوماً بقدر ما ننطلق من عمل أنفسنا و عقولنا و أجسادنا إصلاح المسار و رفع سقف التطلّعات بالحساب الشديد الذي يبدأ بتأميم ثروات المسؤولين الفاسدين و التجَّار السارقين و لا ينتهي بعقاب بعض صغار الكسبة المتآمرين على رأس مال الفقير المنهك في ظلّ ما نعيشه من انحدارٍ إثر انحدار و سقوطٍ بعد سقوط و حصارٍ تلو حصار و زلزالٍ قيد زلزال ليعرف عبَّاس بن فرناس أنَّ ذيله المفقود في حضرموت لن يسقيه بعد الآن كأس السقوط و الموت !.......