المتحدة في أيلول/سبتمبر 2007، إن هذا الإعلان هو نتاج سنوات طويلة من نضال مجموعات كثيرة من السكان الأصليين في شتى دول العالم مثل أستراليا، الولايات المتحدة، كندا، نيوزيلندا وغيرها من الدول الاستعمارية. ويتضمن هذا الاعلان مزيدا من الحقوق وخاصة حقوق الإنسان بالنسبة للشعوب الأصليّة، وبما في ذلك حقها في التحرر "من أي نوع من أنواع التمييز في ممارسة حقوقهم، ولا سيما التمييز استناداً إلى منشئهم الأصلي أو هويّتهم الأصليّة"، و"في ممارسة حقها في تقرير المصير، الحق في الاستقلال الذاتي أو الحكم الذاتي في المسائل المتصلة بشؤونها الداخليّة والمحليّة، وكذلك في سبل ووسائل تمويل مهام الحكم الذاتي التي تضطلع بها"، و"في الحفاظ على مؤسساتها السياسيّة والقانونيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة المتميّزة وتعزيزها، مع احتفاظها بحقها في المشاركة الكاملة، إذا اختارت ذلك، في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للدولة". وينص الإعلان أيضاً على وجوب الاعتراف بحقها "في الأراضي والأقاليم والموارد التي امتلكتها أو شغلتها بصفة تقليدية" والامتناع عن نقلها قسرياً.

سمات الشعوب الاصلانية
لم يقدم اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلانية تعريفا موحدا وجامعا للشعوب الاصلانية ، ولكنه حدد عددا من السمات للشعوب الاصلانية على مستوى الأفراد والمجموعة للشعوب الأصليّة، استمرارية تاريخية وسابقة للمجتمعات المستعمَرة، صلة قويّة مع الأرض والموارد الطبيعيّة المحيطة، جهاز اجتماعيّ واقتصاديّ وسياسيّ متميّز، تميز في اللغة والثقافة والعقائد ومن المتعارف عليه أنّ الشعوب الأصليانية هي التي تملك لغات ومعرفة ومعتقدات متميّزة، وتملك قيمة فريدة من المعرفة وممارسات الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، ولديها علاقة خاصة بأراضيها التقليدية، ولأراضي أجدادهم أهمية جوهرية بالنسبة لاستمرار كيانهم وثقافتهم كمجموعة، والشعوب الأصلانية تمتلك مفاهيمها الخاصة بالتنمية، على أساس مبادئها والقيم التقليديّة، والرؤى، والاحتياجات والأولويات الخاصة بها، لذلك فان الشعوب الاصلانية تسعى للحصول على الاعتراف بهوياتها وطرق حياتها والحق في الأراضي والأقاليم والموارد الطبيعية التقليدية. وعليه يدعو الإعلان (في المادة 8) الدول إلى وضع آليات فعّالة لمنع "أي عمل يهدف أو يؤدي إلى حرمان الشعوب الأصليّة من سلامتها بوصفها شعوباً متميزة، أو من قيمها الثقافية أو هوياتها الإثنية او أي عمل يهدف أو يؤدي إلى نزع ملكية أراضيها أو أقاليمها أو مواردها، أي شكل من أشكال نقل السكان القسري، يهدف أو يؤدي إلى انتهاك أو تقويض أي حق من حقوقهم، أي شكل من أشكال الاستيعاب أو الإدماج القسري، أي دعاية موجهة ضدها تهدف إلى تشجيع التمييز العرقي أو الإثني أو التحريض عليه.

الحقوق الجماعية
وقد جاء اعلان الامم المتحدة بشان حقوق الشعوب الاصلانية اذ يقر بحقوقهم الجماعية في حماية ثقافتهم وهويتهم وحقوقهم الاساسية وحقهم في الحياة والامان وحقهم في التعليم وحقهم في حماية ثقافتهم ولغتهم وديانتهم وحقهم في الاعلام والوظائف وحقهم في الارض والموارد وحقهم في المشاركة في التنمية وفي المشاركة السياسية في الحكم والسلطة ومؤسسات الدولة.
يعتبر حق تقرير المصير حق جماعي وفق القانون الدولي لحقوق الانسان ، وانطلاقا من ذلك فان حق تقرير المصير وفق القانون الدولي لحقوق الانسان و اعلان الامم المتحدة بشان الشعوب الاصلانية ينطبق على الشعوب الاصلانية في اي دولة في العالم ، وتبني هذا المطلب هو حق لتلك الجماعات الاصلانية في التعبير عن تطلعاتها القومية و الوطنية وحقوقها المدنية و السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في حال رغبت بذلك ، ويوفر اعلان الامم المتحدة بشان الشعوب الاصلانية حيزا كبيرا من الحقوق والمطالب المشروعه لتلك الشعوب في تحقيق استقلالها الوطني والحكم الذاتي وحق تقرير المصير.

حق تقرير المصير
ان مقولة نهاية الاستعمار في العالم وتحرر الشعوب المحتلة في غالبية دول العالم هي مقولة غير صحيحة، فما زالت هناك الكثير من الشعوب الاصلانية ترزخ تحت الاحتلال وتطالب بحق تقرير المصير في الكثير من الدول في العالم وخاصة الدول التي تتغنى بالديمقراطية و حقوق الانسان والحريات مثل نيوزلندا ، كندا ، اسرائيل، الولايات المتحدة الامريكية، استراليا، فقد اثبتت كل التجارب التاريخية في العصر الحيث ان النظام السياسي في هذه الدول هو عاجز عن معالجة مشكلة الشعوب الاصلانية ، ومن هنا في ظل هذا الواقع الذي تعيشه الشعوب الاصلانية فان حق تقرير المصير هو العلاج الشامل والكافي لكل القضايا والمشاكل والصراعات و المعاناة التي تعيشها الشعوب الاصلانية.

ان حق تقرير المصير للشعوب الاصلانية يستند الى ركائز ديمغرافية وثقافية وتاريخية وارتباطات مستمرة عبر التاريخ البعيد اضف الى ذلك حقوق اقتصادية في ملكية الارض والموارد الطبيعية ، فالشعوب الاصلانية هم اصحاب الارض والموارد الاصليين وليس من جاء محتلا وغازيا من منطقة اخرى ، فتطلعات الشعوب الاصلانية وتحقيق مطالبها وحقوقها كاملة تتجسد في حق تقرير المصير كحقا ثابتا غير قابل للتصرف وهو حق متاصل ومتجذر مع تاريخ وحضارة هذه الشعوب.