logo

مقال : سوريا وتركيا وإعادة الإعمار

بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني
15-02-2023 08:27:33 اخر تحديث: 16-02-2023 05:20:39

بعد الفاجعة الكبيرة والزلزال المدمر التي حلت بالدولتين سوريا وتركيا، وسمي بزلزال القرن من شدته وقوة تدميره لعدد مباني هائل كما أعلنت وسائل الإعلام التركية والسورية الرسمية،


محمد فؤاد زيد الكيلاني - صورة شخصية

بدأت تركيا بوعودها بإعادة الإعمار خلال عام، وهذا أمر مرهق جداً وبنفس الوقت مكلف على أي دولة تريد إعادة بناء مئات الألوف من المباني خلال فترة عام.
نجد في هذه الأزمة الكبيرة التي حلت بسوريا وتركيا أن هناك صمتاً من نوع آخر، صمت أمريكي والاكتفاء بإرسال معدات للمساعدة وأموال على سبيل التعويض، ووجدنا أن هناك صمتاً صينياً والاكتفاء بإرسال فرق للإنقاذ، باعتقادي بأن دور أمريكا والصين سيكون قوياً جداً في إعادة إعمار ما هدمه الزلزال، فبعد هذا الصمت سيكون هناك مناوشات بينهما على أعادة الإعمار، نظراً لأن العالم قادم على نظام عالمي جديد وإستراتيجية جديدة يرسمها خارج حدود بلاده، وأمريكيا تسعى بأن تكون هي المسيطرة بعد دعمها أوكرانيا في العملية الخاصة الروسية ضدها.

باعتقادي بأن الصين ستحارب من أجل إعادة إعمار ما دمره الزلزال ولو دبلوماسياً، لأن الصين تسعى إلى أن تكون هي الأولى في النظام العالمي الجديد وبرسم إستراتيجية جديدة لها في الشرق الأوسط بعد الهيمنة الأمريكية عليه، فحالة الصمت والتتبع الذي نشاهدها الآن من الممكن أن تكون هدوء التنين، كعادتها تريد أن يكون لها ضلعاً في أي مكان في العالم من خلال إعادة إعمار سوريا وتركيا، وهذا الأمر بالأكيد لا يروق لأمريكا فهي أيضاً تعتبر تركيا حليفة لها، ولها الأحقية في أن تساهم بشكل كبير في إعادة الإعمار.

الحروب الاقتصادية ستبدأ عندما تفيق تركيا من صدمتها، وسيبدأ النزاع على إعادة الإعمار بشكل لافت للعيان، وأوكرانيا ليست بعيدة عن هكذا أمر، فروسيا لا ترضى بأن يكون على حدودها دولة غربية، وترفض إعادة بناء أوكرانيا من خلال أي دولة غربية بعد أن تضع الحرب أوزارها، فالصين ستكون حاضرة كدولة كبيرة ومصنعة وحليفة لروسيا وتريد أن يكون لها دوراً كبيراً في النظام العالمي الجديد.
في الأيام القادمة سنرى ظهوراً لافتاً للولايات المتحدة الأمريكية والصين، والتنازع على إعادة الأعمار سياسياً ودبلوماسياً والممكن أن يكون وعسكرياً، ومن الممكن أن يكون للصين قاعدة بالشرق الأوسط في منطقة مهمة مثل سوريا وتركيا، قريبة من القواعد الأمريكية، وهذا الأمر لا يروق بالأكيد لأمريكا ومن المحتمل أن يبدأ النزاع من جديد بينهم في هذه المناطق المنكوبة، لننتظر صحيان اكبر دولتين في العالم بعد هذه التجربة التي مرت بها الدول المنكوبة بالزلازل والحروب.