صورة للتوضيح فقط - تصوير: AleksandarNakic - istock
كيف تتعامل عند شعور طفلك بالملل؟ هل يغريك السؤال فتسارع بوضع الخطط وتوزيع الأفكار للقضاء على الملل؟ أم تترك الأمر على ما هو عليه.. ليحل طفلك وحده المشكلة.. مع مراقبته من بعيد؟! مما يضمن للطفل بعض الاستقلالية!.. للإجابة والتوضيح، كان اللقاء وخبيرة شؤون الأسرة، الدكتورة نجاة عبدالعزيز.
أفكار تعرّفي عليهامن المغري جدّاً تقديم حلّ سريع للأطفال الذين يعبّرون عن إحساسهم بالملل، ولكن يجب الحرص على عدم المسارعة بتزويدهم بقائمة طويلة من الأفكار مباشرة.كما أن رد الفعل السريع يجعل الآباء من الناحية التربوية والنفسية، وكأنهم يتحكّمون بتجربة أطفالهم، وبدلاً من ذلك، عليهم أخذ الوقت الكافي والجلوس مع أطفالهم، وأن يسمحوا لهم بالتحدث معهم.الملل بالنسبة لبعض الآباء كلمةٌ مرادفة للكسل أو الافتقار إلى الدافع، لكن بالنسبة للتربويين.. يُعَدُّ أهمّ الأشياء التي يجب على الآباء حينها، تقديم الحلول الأفضل.. ولكن بعد التيقن من أسباب الملل الحقيقية.حيث إن الشعور بالملل يمكن أن يؤدّي إلى طريقين: الأول اتجاه الاختراعات والفنون والاكتشافات الجديدة، والاتجاه الثاني، يمكن أن يسبب معاناة نفسيّة للطفل.
أسباب شعور الطفل بالمللالملل هو ببساطة الشعور بفقدان الاهتمام، ويمكن أن يتّخذ أشكالاً عديدة عند الأطفال؛ لذا يستحق الأمر أن يتعمّق الآباء في البحث عن أسبابه.قد يرجع الشعور بالملل إلى افتقاد الطفل للراحة والاهتمام، بسبب ما يحسه من إرهاق، والراحة تمنحه علاجاً شافياً وطاقة لاستعادة الاهتمام أو اللعب.واحتمال آخر يبرر إحساس الطفل بالملل، وهو حاجته إلى التواصل البشري؛ أيْ يريد أن يكون مع شخص يحبه!وهذا الوقت هو الذي يضع فيه الآباء الأشياء العديدة التي تأخذ وقتهم، وتقديمه وقتاً ثميناً للجلوس والتحدّث والتضامن مع أطفالهم.ولا يتطلّب الأمر أكثر من ذلك، لكن إذا كان الطفل وحيداً؛ فيفضل مشاركته اللعب لبضع دقائق حتى يشعر بالرضا.ولكن من المهم في كل حالات تعبير الأبناء عن الملل، الحرص على عدم المسارعة إلى تزويدهم بقائمة طويلة من الأفكار مباشرة.
كيف تتعامل عند شعور طفلك بالملل؟بدايةً، عليك الاهتمام الدقيق بالسبب الحقيقي وراء شعور الطفل بالملل، بمعنى: لا بد من التيقن إذا كان الملل متعلّقاً بالإنهاك أو الحاجة إلى الاهتمام فعلياً، أم أن الطفل يشعر بالملل الاعتيادي حقّاً.بالنسبة للطفل الصغير، يمكن للوالدين اتباع نهج حماسيّ نشط، بأن تذكّره بممارسة الأنشطة التي ربّما لم يكن قد أخذها في الاعتبار.. وللأطفال في سن الخامسة وما فوق، تُعتبر المشاركة الكلاميّة استجابة أكثر فاعليّة.وهناك أمرٌ مهم.. وهو عدم تقويض قدرات الأطفال على اتخاذ قرار بشأن أفكارهم الخاصّة، لما يجب عليهم فعله حيال الشعور بالملل.. ولهذا، المطلوب من الآباء توجيه الطفل برفق من دون فرضٍ أو إلزام.وذلك حتى يصبحوا مستقلّين في تفكيرهم، وقم أنت بتدعيم هذه الأفكار والتوسع فيها؛ بل وإضافة الاقتراحات عليها.. وتأكد من الطفل إذا قام بالاختيار بنفسه.. فلن يكون الملل مشكلة أبداً.عكس المشكلة مع الأطفال الذين عادةً ما يكون لديهم جدول مليء بالنوادي والرياضات خارج المدرسة كلّ يوم؛ فهم ليس لديهم وقتٌ للملل حرفيّاً، وبالتالي فهم لا يعرفون كيفيّة التعامل معه حقّاً.
الروتين اليومي يسبب المللعلى الآباء أن يدركوا أن قيام الطفل بشيء ما على نحو دائم، في شكل أنشطة منظمة وضمن جدول زمنيّ دقيق، غالباً ما يجعل الأطفال يتخلون عن استقلاليّتهم وشعورهم بالتحكم الذاتي بحياتهم؛ مما يقتل الفضول لديهم.عكس الإحساس بالاستقلاليّة؛ فهي تمنح الأطفال الفهم بأنّ الأشياء تحت سيطرتهم؛ مما يشجع الأطفال على اتخاذ قراراتهم الخاصّة حول ما يجب القيام به، ومتى يفعلونه فعلاً.لذا، فرغم أنّ الأطفال المستقلّين والمتحكّمين بذاتهم يمكن أن يصابوا بالملل، لكن نادراً ما تكون هذه مشكلة بالنسبة لهم؛ لأنّهم يعرفون ما يجب عليهم فعله بعد ذلك.على الآباء منح الأطفال الوقت والحريّة لمتابعة اهتماماتهم الخاصّة.. ودعم شعور الأطفال بالاستقلالية والتحكم بذواتهم، من خلال دعم قدرتهم على اتّخاذ خياراتهم الخاصّة؛ ليكونوا فضوليّين، ويتبعون اهتماماتهم الخاصة.
كيف يمكن للملل أن يجعل طفلك ذكيا؟!السؤال قد يبدو غريباً.. لكن أحدث النظريات التربوية تتحدث عن هذه الفكرة.. حيث قال الأولون إن الحاجة أم الاختراع.. بينما يؤكد التربويون اليوم أن الفراغ والإحساس بالملل، ينمي ذكاء الطفل.بينما كثيراً ما نشاهد أن الآباء والأمهات عادة، يبذلون جهداً.. فضلاً عن المال، في اختيار أنشطة متنوعة لأطفالهم، بهدف ألّا يشعروا بالملل من ناحية، وألّا يضيّعوا أوقاتهم من دون تعلُّم مهارات جديدة من ناحية أخرى.كما أن البعض يفعل هذا سعياً للتخلص من إزعاج الطفل، وعلى هذا الحال، يقضي الطفل إجازته في التنقل بين الأنشطة، لكن ما نقوم به من تعبئة برامج الأطفال بالأنشطة، ليس مفيداً بالضرورة.فضلاً عن أن اطلاعنا على حياة الآخرين عبْر وسائل التواصل يدفعنا لمجاراتهم؛ فنُلحق أطفالنا -مثل أطفالهم- بالمزيد والمزيد من الأنشطة؛ بل ونشعر أحياناً بالتقصير إذا لم تكن حياة أطفالنا مزدحمة بها.إذن، على الآباء التعامل بطريقة ذكية ومتحضرة في تحفيز الأبناء على ملء وقت فراغهم، بما يحبونه ويختارونه، وبإشراف غير مباشر من الآباء.. كلٍّ بهدف عدم الإحساس بالملل.فقد يملأ الطفل إحساسه بالملل بتعلم عادة القراءة والاستمتاع بها، وقد يفكر في كتابه قصة ما، أو التعبير عن مشاعره على الورق، وقد يُعِد رحلة لزيارة جماليات بلده مع عدد من أصدقائه وبترتيب من الآباء.وعلمياً وتربوياً، التعامل مع إحساس الطفل بالملل.. ليس واجب الآباء أبداً؛ إذ إن جزءاً من التوازن العقلي الذي يحتاج إليه الطفل، هو أن يعرف كيف يتعامل مع الملل.
فوائد الشعور بالملللقد ابتُكرت الأفكار والاختراعات العظيمة خلال اللحظات التأملية؛ حيث تكون الفرصة سانحة لتعزيز الإبداع، والالتقاء بالنفس.وحين نُبعد الأطفال عن الأجهزة التقنية؛ فإنهم يكونون مجبرين على أن يكونوا أكثر قدرة على إبداع وإيجاد طرق أخرى للتسلية.إن ترك طفلك وحده أمام وقت طويل لا يجد ما يقطعه به، مثل ترك صفحة بيضاء أمام رسام ليرسم لوحة من إبداعه، الملل فن يجب أن يتعلمه.من الضروري أن يشعر الأطفال بالملل؛ حتى يسعَوا جاهدين للبحث عن الطريقة المناسبة للقضاء عليه، وبالتالي يبتكرون أنشطة جديدة.الملل يمنحهم فرصة لتجربة الأشياء، وينمي لديهم حب الاكتشاف والفضول، وظهور خيال أوسع، و أفكار مبتكرة ونشاط تفكير إبداعي.
كيف تتعامل عند شعور طفلك بالملل؟ هل يغريك السؤال فتسارع بوضع الخطط وتوزيع الأفكار للقضاء على الملل؟ أم تترك الأمر على ما هو عليه.. ليحل طفلك وحده المشكلة.. مع مراقبته من بعيد؟! مما يضمن للطفل بعض الاستقلالية!.. للإجابة والتوضيح، كان اللقاء وخبيرة شؤون الأسرة، الدكتورة نجاة عبدالعزيز.
أفكار تعرّفي عليها
كيف تتعامل عند شعور طفلك بالملل؟