logo

المكتبة الوطنيّة برام الله تعقد ندوة لمناقشة ‘ الأرشيفات في إسرائيل والرّواية التاريخيّة الإسرائيليّة والنّكبة ‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
06-02-2023 14:19:46 اخر تحديث: 06-02-2023 16:58:21

عقدت المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة، مساء أمس الأحد، ندوة لمناقشة مناقشة كتاب "الأرشيفات في إسرائيل والرّواية التاريخيّة الإسرائيلية والنّكبة، كشْف النّقاب عن التّقرير الّذي



صور من المكتبة الوطنيّة

 يدحض الرّواية التّاريخيّة الإسرائيليّة"، للكاتب والباحث د. محمود محارب، والصّادر عن "مدى الكرمل" المركز العربيّ للدّراسات الاجتماعيّة والتطبيقيّة 2022.
وعقدت النّدوة في متحف محمود درويش في رام الله، وأدارها رئيس المكتبة الوطنيّة عيسى قراقع، وبمشاركة د. محمود محارب وأ. عزيز العصا.
وقال قراقع أنّ هذا الكتاب يسلّط الضّوء على الوثائق التي تدحض الرّواية التّاريخيّة الإسرائيلية حول تهجير السّكّان الفلسطينيّين وطردهم خلال "النّكبة"، وهي وثائق تم كشفها من أحد المؤرّخين الجدد لدى الاحتلال، والّتي أضعفت الرّواية الإسرائيليّة، وكشفت عن جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة ارتكبت بحقّ الشعب الفلسطينيّ من طرد وتشريد وقتل ومجازر وسلب ونهب واغتصاب وسرقات واعتقالات وإعدامات واستيلاء على الأراضي والممتلكات، وغير ذلك.
مضيفاً أنّ الكاتب هدف إلى التّحذير من خطر تحوّل هذه الأرشيفات المقيّدة والمسجونة إلى مراكز إنتاج للمعرفة لصالح المحتلّ من خلال السّيطرة على المعلومات وتحويرها، وإخضاع الكنوز الثّقافيّة التّاريخيّة لسيطرة منظومة قمعيّة تستهدف نكران الحقوق التّاريخيّة للشّعب الفلسطينيّ، ممّا ينبّئنا أن الاحتلال لا يجري على الحيّز الجغرافي فقط، وإنّما في حيّز الوعي والذّاكرة.
فيما أشار العصا في مداخلته إلى أنّ الباحث محارب استهلّ كتابه بتقديم معلومات قيّمة، خصّصها للحديث عن أرشيفات الاحتلال الإسرائيليّ، الّتي يزيد عددها عن (500) أرشيف؛ تتوزّع على أرشيفات الدّولة، والأرشيفات الخاصّة، بالإضافة إلى سنّ "قانون الأرشيفات" الإسرائيليّ، مبيّناً أنّ أرشيف الدّولة وأرشيف الجيش الإسرائيليّ معاً يحتويان على (13,7) مليون ملفّ.
لافتاً إلى أنّ الكاتب تطرّق أيضاً إلى الخطط الاستراتيجيّة العسكريّة والعمليّاتيّة، وهي: أ (سنة 1941)، ب (سنة 1943)، ج (سنة 1946)، والخطة د (سنة 1948) "التّنفيذ"؛ وهي أمّ الخطط كونها خطّة عسكريّة، أبشع ما فيها أنّها كانت تعتبر أيّة قرية عربيّة هي قاعدة عسكريّة، وكانت النّتيجة ارتكاب عدد كبير من المذابح.
مشيراً إلى أنّ د. محارب يرفض الضّلالات الدّعائية الصّهيونية الّتي تسعى إلى تبرئة نفسها من تهجير الفلسطينيّين وطردهم من بيوتهم، ويستشهد بما قامت به القيادة الصّهيونية، بخاصّة بن غوريون، من قرارات وأوامر طرد، غير مكتوبة ولا موثّقة، ليتبعها إنكار المذابح والمجازر الّتي تمّت في عشرات القرى والمدن الفلسطينيّة.
مضيفاً أنّ هذه الدّراسة تبيّن أن هناك الكثير جدّاً من الوثائق الّتي أبقي عليها مغلقة في الأرشيفات الإسرائيليّة؛ لأنّها تتناقض مع الرّواية الرّسميّة الإسرائيليّة، مثل: ارتكاب المجازر ضدّ الفلسطينيين، وأعمال الاغتصاب، وقتل مدنيّين عُزّل بدم بارد، وقتل الأسرى العرب بعد انتهاء المعارك، بما في ذلك قتل الأسرى العرب وهم مقيَّدو الأيدي والأرجل، والتمثيل بالجثث، وأعمال السلب والنهب، وتدمير القرى.
وتطرّق العصا إلى "وثيقة المحاور"، والّتي أصدرتها نائبة مدير أرشيف الجيش الإسرائيلي زهافا أوسطفيلد، والّتي تطرح عشر محاور يمنع التطّرق لها، وهي: موادّ مرتبطة بالفرد، المواضيع التي قد تثير نقاشاً جماهيريّاً سياسيّاً، الموادّ الّتي قد تؤذي صورة الجيش الإسرائيليّ كجيش محتلّ عديم الأسس الأخلاقيّة، الموادّ المرتبطة بالصراع اليهوديّ - العربيّ التي قد تضرّ بأمن الدولة في الوقت الراهن كذلك، أسلحة غير تقليديّة - تطوير واستعمال تكتيكيّ، مخابرات مميَّزة، عمليّات خاصّة، طريقة تجنيد جيش الاحتياط، منظومة العلاقات مع دول وأجسام دوليّة وقضايا مميّزة.
فيما أكّد د. محارب أنّ كتابه يعالج ثلاثة متغيّرات، وهي: الأرشيفات في إسرائيل والرّواية التّاريخيّة الإسرائيليّة والنّكبة، مبيّناً أنّ خلفيّة إنشاء الأرشيفات الصّهيونية تأتي لخلق رواية تاريخيّة صهيونيّة تؤيّد أهدافهم، بالإضافة إلى حرص الحركة الصّهيونية على تنفيذ رؤية بن غوريون بإقامة دولة يهودية بعد طرد الفلسطينيّين.
لافتاً إلى أنّ الرّواية التّاريخيّة الإسرائيليّة بلورت في العام 1948، وتناقضت تناقضاً حادّاً مع طبيعة هذه الحرب ومع الأهداف الحقيقيّة الّتي سعت الحركة الصّهيونيّة إلى تحقيقها ومع ماهية الحركة الصّهونية نفسها، فقد رسمت هذه الرّواية صورة وردية عن إسرائيل وعن الحرب التي خاضتها سنة 1948، ادّعت فيها إسرائيل أنّها ضحيّة صغيرة وبريئة ومحبّة للسّلام.
مضيفاً أنّ دولة الاحتلال اتّخذت قراراً بنفي جميع ما ارتكبته بحقّ الفلسطينيّين، لذا فقد أخفت الوثائق، وبعد كشف النّقاب عن تلك الوثائق بحسب القانون، وجدها "المؤرخون الجدد" وكتبوا رواية تاريخيّة تناقضت مع الرّواية التّاريخيّة الإسرائيليّة.
يذكر أنّ د. محارب ولد في مدينة اللدّ، وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسيّة من الجامعة العبريّة في القدس، وفي عام 1986، حصل على الدكتوراة في العلوم السياسيّة من جامعة ريدينـﭺ في بريطانيا، وانخرط في العمل الوطنيّ منذ صغره وأسهم في تأسيس حركة أبناء البلد، ولاحقاً شارك في تأسيس حزب التجمّع الوطنيّ الديمقراطيّ، وله العديد من الكتب وعشرات الدّراسات المنشورة في مجلّات مُحَكَّمة عن الصراع العربيّ - الإسرائيليّ، وعن الصهيونيّة وإسرائيل والقضيّة الفلسطينيّة.