logo

الاخصائية سماح عيد من كفرقرع عن لغة التواصل: ‘حق اساسي وانساني‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
03-02-2023 14:42:14 اخر تحديث: 14-03-2023 15:15:25

التواصلُ هو لغةٌ وإقترانٌ وصلةٌ مع الآخرين بهدف نقلِ الأفكارِ والتجاربِ وتبادلِ المعارفِ وإلإستفسار والإستعلامِ عن شيءٍ، وهو جوهرُ العلاقاتِ الإنسانيةِ وله طُرَقَه وأساليبهُ،

 لكن هناكَ من لا يَملكونَ هذه الإمكانية للتواصلِ والتعبيرِ، ومع تطور العلوم والتكنولوجيا سُنحِت له هذه الفرصة .

للحديث عن هذا الموضوع ، استضاف برنامج " ع الموعد مع ميعاد " سماح عيد أخصائية تواصل لغة ونطق من كفرقرع.

" التواصل هو سيرورة معينة"
تقول سماح عيد في مستهل حديثها لقناة هلا وموقع بانيت: "التواصل هو سيرورة معينة يتم فيها تبادل أفكار واراء مشاعر ولكي تتم يجب ان يكون هناك مرسل ومستقبل ووسيلة اتصال معينة. للأسف الشديد هناك اشخاص حرمتهم الحياة من التواصل الكلامي لذلك نلجأ الى التواصل المعزز والبديل، وذلك يعود الى عدة أسباب: أسباب صحية خلقية تطورية كالتوحد والشلل الدماغي او حصول حوادث طرق او جلطات دماغية مع اشخاص أدت الى ان يفقدوا القدرة على الكلام".

" نوفر لهم كل الإمكانيات في لوحات التواصل"
وتابعت حديثها قائلة: "الجمعية الامريكية للسمع والنطق واللغة تصنف التكنولوجيا والتقنيات للتواصل الى تقنيات عدة: التواصل بواسطة الحواسيب من خلال التركيز بالعين لمن يعاني من شلل في جميع أعضاء جسمه، برنامج اخر يعتمد على المتحدث الصوتي ورموز معينة يضغط عليها الشخص ذوي المحدودية. نحن نريد ان يعيش اشخاص المحدوديات بكرامة ومع حرية كاملة للاختيار لذلك نوفر لهم كل الإمكانيات في لوحات التواصل ليعبروا عن كل ما يخالجهم".

"للأسف الشديد مجتمعنا يفتقر الى الوعي"
وحول وعي الناس لهذه التقنيات، قالت سماح عيد: "بدأنا خلال شهر أكتوبر الماضي بنشر التوعية حول هذه التقنيات حيث ان هذا الشهر يصادف شهر التوعية لكل موضوع التواصل. للأسف الشديد مجتمعنا يفتقر الى الوعي والمضامين التي تكون ملائمة له، فغالبا ما تكون التوعية باللغة الإنجليزية او العبرية لذلك اخترنا ان تكون حملتنا باللغة العربية، لان هناك حاجة كبيرة في نشر الوعي بالنسبة لهذا الموضوع. لذلك، نقوم حاليا بتشكيل منتدى يتضمن شخصيات كثيرة من عدة مجالات عمل من اجل ان نبني مكانا معينا يوفر هذه الخدمات والاستشارات لكل شخص بحاجة لها. يستطيع أي شخص الوصول الينا من خلال صندوق المرضى او سلة الخدمات الصحية. ويوجد لدينا تمويل من الدولة لتوفير وسائل التواصل خاصة في الأطر التربوية".

" نحن بحاجة الى اجراء تقييم لقدرات التواصل لدى الشخص"
وتحدثت سماح عيد لقناة هلا عن الفحوصات التي يجب على الاهل القيام بها لاستحقاق طفلهم وسيلة تواصل، قائلة:" من اجل ان يستحق أي شخص وسائل التواصل نحن بحاجة الى اجراء تقييم لقدرات التواصل في كل الدوائر الاجتماعية لنعرف وضعه من ناحية تواصل. كما اننا بحاحة الى تشخيص حسي حركي وإدراكي لفحص ما اذا كان يعاني من صعوبات حركية فحينها يجب ان نفكر بطرق أخرى للتواصل تكون ملائمة له. جدا مهم ان نقوم بتقييم شامل والتي تكون مسؤولة عنه اخصائية لغة ونطق وعدة مختصين اخرين، أي انه يكون هناك عمل جماعي وشراكة في هذا المجال".

وأضافت: "وسائل التواصل التي وفرناها هي مرساة وسفينة نجاة لهؤلاء الأشخاص فمن حقهم ان يتواصلوا بشكل يحترم انسانيتهم".

"آمنت ان هذه الطريقة ستنجح"
واشارات سماح عيد في حديثها الى تجربة شخصية كانت لها اثر عليها، قائلة: " انا اعمل في هذا المجال منذ بضع سنوات لأهميته البالغة وتأثيره الكبير على هؤلاء الأشخاص. قبل حوالي عام تواصلت معي صديقة وحدثتني عن فتاة تعاني من شلل دماغي صعب ومركب حيث انها لا تستطيع التواصل مع أهلها، لذلك قررت زيارتهم وحينما وصلت الى هناك رأيتها داخل سرير ولا يوجد امامها أي طريقة تواصل مع البيئة المحيطة فيها. كانت هذه الفتاة تبلغ من العمر 15 او 16 عاماً، لذلك من اجل مساعدتها اعتمدت وسيلة التواصل عن طريق النظر فقد امنت ان هذه الطريقة ستنجح على الرغم من كل الصعوبات الأخرى. حينما جربنا معها هذا الجهاز انكشفنا الى شابة جديدة غير الموجودة على السرير، حيث بدأت بمشاركة عائلتها كل الأمور الأساسية والحياتية واتيحت امامها إمكانية بان تعبر عن نفسها وكان امرا مؤثراً جدا بالنسبة الي".

"حق أساسي وانساني"
واختتمت حديثها قائلة: "يجب ان نتذكر دائما ان وسيلة التواصل مهمة مثل الطعام، وهو حق أساسي وانساني ومهم جدا ان يحصل عليه كل شخص، وقد اثبتت جميع الأبحاث ان وسائل التواصل تساهم في تطور ونمو الشخص".