logo

مقال :‘ من الصحراء إلى عنان السماء ‘

بقلم : د. علي حريب
03-02-2023 11:21:29 اخر تحديث: 04-02-2023 15:25:55

وأخيرا بعد تردد طويل قمت بزيارة إلى الإمارات العربية المتحدة ، الطيران مباشر من مطار اللد إلى دبي إحدى الإمارات السبع التي تشكل الإتحاد الإماراتي، وهي ثاني


د. علي حريب - تصوير موقع بانيت وصحيفة بانوراما

 أكبر الإمارات العربية بعد أبو ظبي وأغناها. حيث قمت في صباح اليوم التالي بجولة في أرجاء مدينة دبي وقد تملكني العجب حيث ظننت لوهلة إني أسير في شوارع نيويورك حيث البنايات الشاهقة الحديثة ذات الطابع المعماري الأخاذ، والتي ترتفع إلى عنان السماء يتوسطها برج خليفة، هذا المعلم الحضاري الذي يعانق السماء ويعتبر بحق معجزة هندسية وتحفة فنية خاصة في الليل بأضوائه التي تبهر العيون.
 كما أن الشوارع واسعة نظيفة، وأثناء تجوالك لا يغيب عن نظرك كثرة المؤسسات العامة كالمستشفيات التخصصية، المتاحف، المسارح، المساجد وكذلك المكاتب لكبرى الشركات العالمية، كما تزينها القصور الفارهة والجنائن الغناء التي تبهج النظر.

كل هذا قد يبدو لبعض الناس الذين لا يعرفون تاريخ الإمارات أمرا طبيعيا، لكن الأمر الغريب وغير الطبيعي أن هذه المنطقة كانت قبل 70 عاما صحراء قاحلة جرداء، لا حياة بها، يسكن أطرافها بعض البدو في عرائش وخيام وبعض القرى المبنية من الطين يعتاشون على الزراعة البدائية وبعض الماشية، ليس لديهم حظ من الحضارة والمدنية.
هؤلاء البدو استطاعوا بقيادتهم الملهمة برئاسة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وصحبه من المشايخ وخلال هذه الفترة الوجيزة إلى تحويل الصحراء إلى جنة الله على الأرض.
كما قام العملاق الياباني من رماد الحرب العالمية الثانية كذلك خرج هؤلاء القوم "من الصحراء إلى عنان السماء" ليحققوا معجزة بكل المقاييس.

وفي طريقك إلى إمارة أبو ظبي وهي عاصمة الإمارات المتحدة مسافة مائة وسبعون كليومتر تجد مئات المصانع والمعامل المختلفة على جانبي الطريق لجميع الشركات العالمية. أما في أبوظبي يقف شامخا أحد المعالم الحضارية والدينية الذي يعجز البيان عن وصفه وتتقزم الكلمات في وصف عظمة وجلال هذا الصرح الديني العملاق ألا وهو مسجد الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه.

هذا التطور ، الازدهار والغنى جعل الامارات محط أنظار ومطامع القوى العالمية من الوحش الأمريكي إلى السرطان الفارسي الصفوي حيث تشكل إيران الخومينية اليوم أكبر تهديد لأمن واستقرار الخليج. حيث أن هذه المدن الزجاجية كما وصفها المفكر الكويتي عبدالله النفيسي تقع في مرمى الصواريخ الإيرانية، لذا كان واجب القادة الخليجيين التفكير الجاد بحماية أنفسهم ودولتهم من هذا الخطر الداهم بعد أن رأوا ما فعلته إيران الماجوسية بتدمير العراق سوريا واليمن فقد كانت أمريكا الملاذ الوحيد وهي التي اجبرتهم على التطبيع مقابل الحماية.