خالد خليفة - صورة شخصية
(عارة-عرعرة) غير غارق بالديون.
ولو نظرنا اليوم الى أوضاع البلدات العربية، بعد أن أوشكت فترة قيادته للجنة القطرية على الانتهاء، فإنّنا نكاد لا نرى أي تغيير، فمشاكل الوسط العربيّ المزمنة ما زالت تتفاقم وعلى رأسها آفة العنف، الفقر، شحّ الميزانيات، ناهيك عن فقدان البوصلة لدى القيادة المحلية العربية في عهده.
وكنت قد نشرت مقالا بعد انتخابه في وسائل الإعلام المحلية، وأشرت فيه الى الأولويات التي عليه أن يعمل على معالجتها من وجهة نظري، علمًا أنني كنت أول مدير عام للجنة القطرية عندما كانت ضمن لجنة المتابعة، وقدّمت اقتراحات عدّة كانت بمثابة برنامج عمل، وتوقّعت من السيد يونس، الذي انتخب بالتزكية كونه اعتبر كفؤًا لهذا المنصب وذا قدرة تنظيمية وقيادية- توقعت أن يقود هذا الركب بمهنية في هذه الأوضاع الصعبة والمعقدة التي يمرّ بها مجتمعنا، وأن يترك بصماته من خلال مساهمته في حل ومعالجة قضايا مصيرية تواجه البلدات العربية وعلى رأسها قضية العنف الذي يستشري في الوسط العربي، لكن ما حصل هو العكس، فقد ازدادت وتيرة العنف بشكل لافت، بالذات في الدورة الحالية للمجالس المحلية، ولم نشعر بأي عمل يذكر لرئيس اللجنة القطرية في هذا المضمار، ولم نلمس أي نشاط للمجالس المحلية في الإطار التوعوي، التثقيفي والمهني للشباب العرب في أقسام الرفاه الاجتماعي وأقسام المعارف، حيث تملك هذه الأقسام الكوادر والميزانيات الكفيلة بإبعاد الشباب عن دائرة العنف.
كما كنت قد اقترحت العمل بالتعاون مع لجنة المتابعة على إقامة مجلس خبراء ومختصين يجتمعون ويضعون رؤية مستقبلية لواقع وآفاق عمل السلطات المحلية العربية والعمل الجماعي العربي، واقترحت أن يكون هناك ناطق رسمي باسم السلطات المحلية يجيب على جميع الأسئلة والمشاكل التي تواجه هذا الجسم التنظيمي، إضافة الى تشكيل لجنة من عدة رؤساء تعمل على تطوير علاقات دولية لتلك المجالس لتكون جزءًا مما يحدث في العالم، لكن للأسف لم يطرأ أي تغيير يذكر، وبقيت لجنة الرؤساء تدار كما كانت في عهد من سبقوه في المنصب.
كنّا نتوقع من رئيس اللجنة القطرية أن يدخل دماء جديدة في مجال الاستشارة التنظيمية والإدارة في اللجنة القطرية، لكن اللجنة آثرت الاستمرار في النهج القديم، متجاهلة الحداثة في العمل السياسي والتنظيمي.
وكان من الأجدى والأجدر إيجاد معادلة وصيغة عمل للتنسيق بين اللجنة القطرية ولجنة المتابعة والعمل سويًا ضمن رؤية شاملة لمواجهة التحديات والسياسات العنصرية التي باتت تهدّد بتضييق الخناق على الجماهير العربية في البلاد على كافة الأصعدة، لكن لا حياة لمن تنادي!
كما كنّا نتوقع من الرئيس الحالي أن يدعو الى مؤتمر عام لرؤساء المجالس المحلية والبلدية يشرح فيه استراتيجيته ورؤيته للعمل المستقبلي كرئيس للجنة القطرية، لكن كيف سيشرح رؤيته إذا كانت هذه الرؤية غائبة أو ذهبت أدراج الرياح!