والاستشاريون عن تعدد الأسباب للطلاق وافتراق الأزواج، أحيانا بعد فترة قصيرة جدا من الزواج، وفي أحيان أخرى بعد مرور سنوات من الزواج وانجاب الأبناء والبنات . مراسلة موقع بانيت وقناة هلا بيداء أبو رحال، التقت بمحامين من منطقة الناصرة وسألتهم عن الأسباب التي تدفع زوج وزوجة الى التوجه للمحكمة لتثبيت طلاقهما .
" ينقصنا في المجتمع العربي الوعي "
المحامية أميمة حامد من الناصرة ترى " أن المجتمع العربي يعاني من العديدة من المشاكل والأزمات من ناحية اقتصادية وسياسية، وبالتالي كل هذه الأزمات تؤثر على العائلة العربية ".
وأضافت المحامية أميمة حامد تقول لقناة هلا وموقع بانيت :" ينقصنا في المجتمع العربي الوعي، ليس فقط بعد الزواج، انما قبل الزواج أيضا، فمن المفروض ان تكون لدينا طرق لاعداد الأزواج قبل الزواج. الزواج ليس رحلة، وليس فقط فستانا أبيض وسهرة وماكياج. هذا أمر جميل، لكنه ليس هو كل الحياة. انتقال المراة من بيت أهلها الى بيت زوجها، الى بيئة أخرى ونمط حياة مغاير، وتغير الزوج من شاب أعزب يسهر كل يوم مع أصحابه الى زوج مع أولاد والتزام، كل هذا ينقصه الاعداد للارتباط والزواج ".
ومضت حامد تقول :" أحيانا نرى ولدا يربى لوحده، الام والأب مشغولان، ونجد الولد يدخل الى أماكن ليس شرطا أن ينكشف عليها في جيل صغير، وهنا لا سيطرة للأهل على التربية ".
واسترسلت المحامية حامد تقول :" تأثير العائلة وكبير العائلة كله تغير ... العادات الجيدة صارت هزيلة. كان هنالك من " يمون " ومن " يوعي " لكن اليوم لا احد يتدخل، وان تدخل أحد ما يقال له ما دخلك انت؟ لذا هنالك مكن يتحسس من لعب هذا الدور. الأزواج الشابة لديها أحيانا نوع " طيشان " لكن اذا لم نجد كبيرا يقوم بتوعيتهم هنا نكون في مشكلة ".
" الأولاد هم الضحية "
أما المحامي صلاح كريم من كفركنا، فقال هو الآخر لقناة هلا وموقع بانيت :" هنالك مسببات كثيرة تؤدي لوصول الأزواج للمحكمة الشرعية. نتحدث عن فجوات وعدم تكافؤ. أي موضوع الانسان يريد التوجه اليه هو بحاجة الى تأهيل فيه وتخصص ليمتلك الأدوات المناسبة للوصول الى هدفه، الا ان الزواج اليوم لا يوجد له أي تأهيل ولا ارشاد في مجتمعنا. كل شب وصبية يتعرفان على بعضهما مسار الزواج أمامهما قصير جدا ... الفجوات تؤدي الى مشاكل في السنوات الأولى من الزواج وهذا يؤدي للأسف الى الطلاق ".
وتابع المحامي كريم قائلا:" هنالك مؤسسات تقدم ارشادا للازواج الذين يتعرضون للمشاكل من أجل أن يعيش الزوج والزوجى بتناغم وتفاهم. هنالك جمعيات تمنح أدوات ووسائل للتمكن من تجاوز المشاكل وللحفاظ على الأسرة واستمراريتها ".
وتابع المحامي كريم: " الأولاد هم ضحية للخلافات بين الزوجين، ويعيش الأولاد صراعا وبلبلة في حال وقوع خلافات بين الأب والأم، وقد يتم استخدام الأولاد كأداة من طرف الأم أو الأب ضد الطرف الآخر ".
" الوضع الاقتصادي الصعب من أكثر الأسباب للطلاق "
من ناحيته، قال المحامي محمود شحبري من الناصرة لقناة هلا وموقع بانيت: " للأسف هنالك الكثير من حالات الطلاق في المجتمع العربي. كنا نرى حالة واحدة لكن اليوم نرى الكثير من الحالات في المحاكم. وسائل التواصل الاجتماعي تسببت بالكثير من المشاكل خاصة بين الأزواج الشابة، والضحية هم الأطفال ".
واسترسل المحامي شحبري :" هنالك منظومة جديدة في المحاكم هي التسوية التي نأمل ان تخفف من الملفات التي تنتهي بالطلاق ... للأسف الوضع الاقتصادي الصعب من أكثر الأسباب للطلاق، والوضع الاقتصادي يؤدي الى مشاكل بين الأزواج ".