واستمع منه الى الماضي الذي يحن اليه الحاج أمين والى الحياة في حطين .
وقال الحاج أمين السعدي لمراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما : " أنا الحاج أمين السعدي من سكان قرية حطين في الأصل وأسكن حاليا في قرية دير حنا ، انا من مواليد 15.06.1933 ، ولدت لعائلة متوسطة ، عائلة فلاحين والدي كان انسان بسيط ساعدته والدتي في كل اعماله وكانت ذراعه الأيمن لدي 9 أبناء 6 بنات و3 أولاد " .
" ذكريات وحنين "
وعن ذكرياته في حطين قال : " أنا أعرف أين يتواجد كل حجر في حطين فانا عشت 16 عاما في حطين وتعلمت في المدرسة الابتدائية الأميرية في حطين نسبة للأمير عبدالله حتى الصف السابع وكنت من الأوائل . وفي سنة 1947 أخذونا الى طبريا للتعلم في الثانوية ولكن بسبب أحداث النكبة لم أكمل تعليمي " .
وتابع : " الحياة في حطين كانت بدائية وكانت الناس تعتمد على الزراعة والبساتين وتربية الحيوانات والنحل لانتاج العسل ، والإنتاج كان جيدا ولكن لم يكن هناك تصريف للإنتاج ، فالحكومة الإنجليزية ضربت السوق العربي في البلاد ، وأصبحت تستورد الطحين من استراليا " .
" سوق طبريا "
وقال : " في المساء كان الناس يجلسون في ديوان الحمولة حيث ان لكل حمولة كان ديوان ونحن كنا نجلس في البيت ونقرأ ونحضر دروسنا رغم صعوبة الدراسة فقد كنا نشيطين بالدراسة وأذكر انه في موسم الحصاد كانت والدتي تسلق القمح وبالنسبة للخضار صحيح انها كانت متوفرة ولكن كانوا يأخذونها الى السوق في طبريا وكان في حطين أكثر من دكان " .
" أخرجوا من بيوتكم فقط ل 24 ساعة "
وأضاف الحاج أنمين السعدي : " كان عدد سكان حطين 1473 نسمة ، وكان في صفي 27 طالبا توفوا جميعا وبقيت انا وواحد يعيش في عين الحلوة في لبنان وما زلنا بتواصل ،
أذكر أنه جاء مندوبون من جيش الإنقاذ وقالوا لنا اخرجوا من بيوتكم الى الأراضي فقط ل 24 ساعة ، وبعد 24 ساعة سنطرد اليهود وتعودون كل الى بيته ، ومن يومها لم نعد الى الان وما زال الحنين يشدني دوما لزيارة حطين ودائما أذهب الى هناك " .
" جامع حطين "
لم يبق من حطين ومعالمها الا الجامع ما زال واقفا ومع ذلك عندما أزور حطين أنا أعرف أين كان بيتنا وأين كانت أراضينا " .
" عائلات حطين "
أما عن العائلات التي كانت تسكن حطين فقال : " السعدية عائلة رباح العزازمة الدحابرة دار ابو سويد والحوارنة " .
تركنا " الغلّة على البيدر "
أذكر اننا عندما غادرنا حطين تركنا " الغلّة على البيدر " من قمح وشعير وكل الغلة وتوجهنا الى فراضة ولم نجد عمل هناك فكنا نعود في الليل الى حطين نأخذ القمح ونتوجه الى المطحنة في المغار لطحنه حتى ان صاحب المطحنة لم يكن يرضى بان يأخذ مقابل وكان لدينا " قطيع ماعز " وكانت كل كل واحد من الماعز تباع ب 70 قرشا ولكن أرادوا شرائها فقط ب 10 قروش فانتقلنا الى المغار وسكنا عند شخص اسمه نايف أبو جنب " أبو أحمد " رحمه الله فاستقبلنا احسن استقبال وفي أحد الأيام كتنت ارعى القطيع فاذا بالجيش الإسرائيلي يطوق المنطقة ويصادر الماعز والأبقار وكل الحيوانات " .
" هذا ما بقي لنا من حطين "
وأضاف الحاج أمين السعدي : " ما زلت احتفظ بمفتاح بيتنا في حطين ، هذا ما بقي لنا من حطين ، الحنين ليس سهلا ، أتمنى ان أسكن بخيمة بين التراب في حطين ، انا عندما ازور حطين اجلس على التراب ، الألم يحرق القلب
وأنهى الحاج أمين السعدي : " كنا نملك في حطين 374 دونم لم يبق منها شيء " .