logo

شاب مقدسي عاش سنوات أشبه بالجحيم قبل ان ينال براءته .. يدرس المحاماة للدفاع عن المظلومين

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
19-01-2023 18:10:44 اخر تحديث: 31-01-2023 16:10:21

عاش الشاب أشرف سلايمة ، البالغ من العمر 29 عاما من شرقي القدس، سنوات عدة ، كانت أشبه بالجحيم الذي لا يطاق،

اذ فوجئ في كانون اول من عام 2015، بقوات من الأمن التي اقتادته للتحقيق، بشبهات تتعلق بالتخطيط لتنفيذ عملية في ايلات .

أشرف سلايمة الذي مر بالتحقيق على مدار ساعات طويلة وأيام حتى، نال براءة من الشبهات الموجهة له، بعد ان تراجعت النيابة عن التهم التي قدمت ضده، لكنه خرج من كل المعركة القضائية التي خاضها في أروقة المحاكم منهكا ومتعبا، ورغم ذلك مؤمنا بان تمسكه ببراءته هو ما أوصله اليوم لان يكون طالبا يدرس الحقوق في المركز الأكاديمي للحقوق والأعمال .

"سنوات مدمرة"
وقال أشرف سلايمة في مستهل حديثه لقناة هلا حول السنوات الصعبة التي عاشها بعد اعتقاله: "اعتبر تلك السنوات التي عشتها بعد اعتقالي تاريخية ومدمرة. قبل الاعتقال كانت حياتي افضل حياة في العالم، كنت اعمل في فندق بمدينة ايلات وأتقدم به وسعيد بعملي وحياتي ، وأي شخص كان يرغب بأن تكون حياته مثل حياتي. لكن ما حصل معي امر مفاجئ جداً، فلحظة اعتقالي كنت اتطوع في مؤسسة حيث قمنا بتوزيع الاكل الفائض على الناس المحتاجة من المجتمع اليهودي، وفجأة وبدون سابق انذار اعتقلوني وانا في طريقي الى سيارتي. اعتقدت للوهلة الأولى ان اصحابي يقومون بعمل مقلب معي او انهم يمزحون لم يخطر في بالي ابداً انه يتم اعتقالي حقا ".
وأشار اشرف سلايمة في حديثه الى اعترافه على الرغم من عدم ارتكابه للتهمة الموجهة اليه، قائلاً: "ان يتم التحقيق معك من قبل الشاباك ليس امراً سهلاً. دخلت الى منطقة لا اعلم اين هي وكنت اشعر بالبرد وجائعا ولا اعلم ما الذي يحدث معي، الامر الوحيد الذي كنت اعرفه هو ما يقوله لي المحقق ، الذي شبه لي حياتي وكأنها علبة صغيرة هو من يديرها".

" قررت ان اخوض هذه المعركة واثبت براءتي"
وتابع حديثه قائلاً: "حينما بدأت محاكمتي قررت المحكمة ان تعطي المتهم الثاني براءة، لذلك اعتقدت انه خلال يومين او ثلاث أيام سأحصل على البراءة انا أيضاً وسأخرج من السجن، وان الملف قد انتهى، ولكن اذ بي اتفاجئ بأن النيابة العام تقوم بتقديم لائحة اتهام معدلة ضدي وحدي . حينها قررت ان اخوض هذه المعركة واثبت براءتي وفي نهاية هذه المعركة على الرغم من عدم وجود طاقة كافية تحفزني للإكمال، قررت المحكمة ان تسحب لائحة الاتهام".

" قررت ان أصبح محامياً لأساعد غيري في اثبات براءتهم"
وحول قراره بدراسة المحاماة، قال سلايمة: "حينما عدت الى البيت فهمت انه لولا المحامين الذين رافقوني لما كنت اليوم هنا حر طليق. لذلك قررت ان أصبح محامياً لأساعد غيري في اثبات براءتهم، خاصة العرب فشئنا ام ابينا تم اعتقالي لأنني عربي، لذلك اريد ان اعيد حقي وامثل المتهمين العرب في المحاكم، فهنالك العديد منا المظلومين يقبعون خلف السجون".

"يجب ان نتحلى بالمسؤولية تجاه انفسنا وتجاه المجتمع"
واختتم حديثه قائلا: "يجب ان يفكر الانسان ملياً قبل ان يقوم بظلم أي شخص اخر او القيام باي عمل مؤذي فكل شيء له ثمن، لذلك يجب ان نتحلى بالمسؤولية تجاه انفسنا وتجاه المجتمع".

تعقيب النيابة العامة
من جانبها عقبت النيابة العامة على القضية بالقول : " بدأ التحقيق في هذا الملف بسبب شبهات حول إمكانية وقوع عملية صعبة في فندق في ايلات في فترة شهدت بها البلاد موجة من العمليات. في اطار التحقيق اعترف أشرف ومشتبه آخر انهما خططا لتنفيذ عملية، فيما قام اشرف بخطوة إضافية وجمع معلومات عن الفندق ".
كما جاء من النيابة العامة " أن مادة التحقيق العلنية والسرية، التي لا يمكن عرضها على المحكمة بسبب أمن الدولة، كانت مؤشرا هاما إضافيا بخصوص علاقة الشخصين وجرى فحص الأمر بشكل جذري ... على الرغم من وقوع أخطاء في مجرى التحقيق، والتي كان الهدف منها منع وقوع العملية رأت النيابة ان هنالك احتمال منطقي للادانة . في نهاية الامر ، برأت المحكمة المتهم الأول، وبسبب ذلك وبعد فحص مجدد للأدلة في الملف، توصلت النيابة الى خلاصة الأمر ان هنالك صعوبة في اثبات التهم لذا أبلغت المحكمة عن تراجعها عن لائحة الاتهام. القرار صدر عن أعلى المستويات في النيابة، وبسبب تبرئة المتهم بدأ اجراء يتعلق في استخلاص العبر من هذا الملف ".