logo

د. نعيم أبو فريحة :‘ الاعتداءات المتكررة على الاطباء غير مقبولة – على المراجعين التحلي بالصبر ‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
18-01-2023 18:52:49 اخر تحديث: 23-01-2023 18:07:18

شارك الأطباء والطبيبات والعاملون في مستشفى " سوروكا " في مدينة بئر السبع، مؤخراً، بوقفة احتجاجية في ساحة المستشفى، رفضا للاعتداءات المتكررة

على الاطباء، والتي كان اخرها اعتداء قام به رجل وزوجته من المجتمع اليهودي، على طبيب أطفال في المستشفى، جسديا وكلاميا، اذ هددا أيضا بإيذائه وشتماه بكلمات بذيئة، وقد أعلنت الشرطة انها مددت اعتقال الزوج المعتدي ...
يذكر ان المستشفى شهد اليوم اضرابا احتجاجيا، للمطالبة بتوفير الامان للأطباء وباقي العاملين ...

أحد الأطباء المشاركين في الوقفة الاحتجاجية كان د. نعيم ابو فريحة رئيس رابطة الاطباء في النقب الذي تحدث لقناة هلا عن الموضوع، قائلاً: "الاب والأب اللذان قاما بالاعتداء على الطبيب كانا على ما يبدو بانتظار تسريحهمי من المستشفى، وبعد توجههمי الى السكرتيرة قاما بالصراخ عليها، في هذه الاثناء كان الطبيب المُعتدى عليه في الداخل وهو ليس المعالج لطفلهمי ولكن بسبب الصراخ الذي سمعه خرج للمساعدة وللمحافظة على الوضع، لكن للأسف الشديد قامت العائلة بالاعتداء والتهجم على الطبيب. وهذا الامر كان مبالغاً فيه ولا نقبل بأن يكون هناك عنف في الجهاز الصحي الذي نشهد انه ينتشر بسرعة في المستشفيات ويكون شبه يومي هناك. وهذه الحالة المتطرفة من العنف الجسدي واللفظي خرجت الى الاعلام وسمع بها الجميع، لا سيما اننا شهدنا العديد من الاعتداءات على الأطباء والطواقم في المستشفيات فهناك طبيب في كفر قاسم تعرض للطعن وممرضة أخرى تعرضت للحرق وقتلت على إثره. لذلك العنف بشكل يومي في المستشفيات غير مقبول ويجب ان يكون الجهاز الصحي خال منه".

"الحالة الجسدية للطبيب المُعتدى عليه جيدة"
وأشار د. أبو فريحة الى ان "الحالة الجسدية للطبيب المُعتدى عليه جيدة فإصابته كانت طفيفة وقد شارك معنا في الوقفة الاحتجاجية. ولكن بالنسبة لنا الحالة الجسدية ليست المهمة هنا فللحادثة تأثير نفسي طويل الأمد على الطبيب وعلى الطاقم الطبي في المستشفيات ككل".

"على ما يبدو ان الجو العام في مجتمعنا هو جو مليء بالعنف"
وحول سبب تكرار مثل هذه الاعتداءات في مستشفى سوروكا بالذات وفي باقي المستشفيات بشكل عام، قال د. أبو فريحة: "على ما يبدو ان الجو العام في مجتمعنا هو جو مليء بالعنف، ولكننا لا نقبل ان ينتقل هذا العنف الى المستشفيات. واعتقد ان سبباً اخر في حدوث غالبية حوادث العنف في المستشفيات الا وهو قضية الانتظار الطويل والخدمات في المستشفيات وفي الجهاز الصحي بشكل عام، فساعات الانتظار الطويلة في غرفة الطوارئ الى جانب نقص الطواقم الطبية يسبب حالة من الغضب لدى المراجعين، ولكن يجب ان اشير هنا الى ان هذا الوضع ليس موجوداً فقط في إسرائيل بل في معظم دول العالم. لذلك نطلب من وزارة الصحة وصناديق المرضى العمل على تحسين الخدمات، ولكنني اعيد وأكرر انه لا يوجد أي مبرر لممارسة أي نوع من أنواع العنف ضد الطاقم الطبي".

"وجود الشرطة ورجال الامن في المستشفيات يعد عاملاً إيجابياً للحد من حوادث العنف"
وحول أهمية وجود الشرطة في المستشفيات للسيطرة على الوضع في حال حدوث حوادث عنف، قال د. أبو فريحة: "وجود الشرطة ورجال الامن في المستشفيات يعد عاملاً إيجابياً للحد من حوادث العنف داخل المستشفيات، فحينما يحدث أي اعتداء على الطواقم الطبية يكون التدخل فوري وسريع. ونحن نطالب طوال الوقت ان يكون هناك المزيد من وحدات الشرطة داخل المستشفيات للتعامل مع هذه الحوادث، خاصة وانه تم اصدار قرار من قبل الحكومة السابقة لرفع وحدات الشرطة من المستشفيات.
وأضاف د. أبو فريحة: "للأسف الشديد حينما تقع أي حادثة عنف ضد الطاقم الطبي في المستشفيات لا يكون هناك عقاب رادع، حتى انه في بعض الأحيان لا يُسجن المعتدي، بينما حينما يحدث ذلك في المحاكم حتى لو كان العنف بسيطاً يكون العقاب رادعاً. لذلك يجب ان يكون العقاب رادعاً ليتعلم هؤلاء العنيفين ان هذه المهنة والمكان مقدسان للعمل الإنساني الذي نقوم به".
وأشار د. أبو فريحة في حديثه الى "اننا نحاول قدر الإمكان لعدم القيام بإضرابات لأنها تؤثر على اشخاص ليست لهم أي صلة بما حدث، ولكن لا بد من اطلاق صرخة ونداء وتضامن مع الأشخاص الذين يتم الاعتداء عليهم".

" عملنا هو عمل انساني "
واختتم حديثه قائلاً: "عملنا هو عمل انساني، ونحن نعمل بظروف غير طبيعة وشاقة لذلك اقل ما يمكن ان يقوم به المراجعون هو التحلي بالصبر ومساعدة الطواقم الطبية وعدم التعدي عليه".

.