logo

مقال :‘ هذا ما جنيتموه علينا يا سادة ‘

بقلم : د. علي حريب من بير المكسور
15-01-2023 11:19:05 اخر تحديث: 02-02-2023 11:33:34

مع انتهاء المعركة الانتخابية ونجاح اليمين المتطرف وتشكيل حكومة يمينية متطرفة تناصب العرب العداء بشكل سافر ودون مواربة ، ولأول مرة في إسرائيل بتشكيلتها

د. علي حريب

التي تضم غلات المتطرفين من المستوطنين الكارهين لكل ما هو عربي بل لكل ما هو مغاير وليس يهوديا.
هذا الوضع أثار الكثير من القلق والخوف في الوسط العربي وبحق حيث عبر الكثير من المتحدثين، النشطاء السياسيين والاجتماعيين عن قلقهم العميق وخوفهم من الإجراءات العنصرية، تضييق الخناق ،سن القوانين التي تستهدف المواطنين العرب وذلك تماشيا مع ما أعلنه دائما الثنائي المتطرف سموتريتش وبن غفير.

هذا القلق والخوف بديهي وطبيعي ولكن الغريب وغير الطبيعي هو أن الذين كانوا السبب في نجاح اليمين المتطرف وتشكيل هذه الحكومة الأكثر يمينية وتطرف في تاريخ الدولة يخرجون إلينا يتباكون ويحذرون من بطش هذه الحكومة، غريب حقا هذا التصرف ! ألستم انتم أيها السادة المسؤولين عن إسقاط الحكومة السابقة والتي ادعيتم أنها أسوء حكومة بحق العرب!! هل هذا هو السبب الحقيقي أم ما خفي أعظم؟
لقد كان واضح للجميع أن إسقاط هذه الحكومة سيأتي بحكومه بقيادة غلاة المستوطنين المتطرفين ، كان هذا واضح للجميع وفي استطلاعات الرأي العديده. فهل كنتم تدرون؟ ( اذا كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم )

أما بخصوص الحكومة السابقة والتي عملتم جاهدين على إسقاطها، كانت من أفضل الحكومات نسبيا بحق العرب حيث لأول مرة في تاريخ الدولة ضمت حزبا عربيا ضمن الائتلاف الحكومي والذي استطاع أن يحقق الكثير من الخطط والبرامج الاقتصادية للمجتمع العربي بمليارات الشواقل.
أضف إلى وضع خطة مع تمويل لمحاربة غول الجريمة والعنف ، كما تم تجميد قانون كيمينتس البغيض أضف إلى الإعتراف بثلاث قرى من القرى غير المعترف بها في النقب، وقد ضمت هذه الحكومة وزيرا عربيا ثم ولأول مرة في تاريخ حكومات إسرائيل أصبح للصوت العربي قيمة بحيث يستطيع إسقاط الحكومة.

كل هذا لم يشفع لهذه الحكومة السيئة بنظركم وعملتم جاهدين على اسقاطها، ليس كرها بهذه الحكومة ولكن نكاية بالقائمة العربية الموحدة التي كانت شريكة في الائتلاف الحكومي، ثم أن الحقد والانانية وحب الذات هو الذي أعمى بصيرتكم كون القائمة الموحدة حظيت بتأييد جماهري واسع مما شكل خطرا على احزابكم التي عفى عليها الزمن .
نعم هذا ما جنته يداكم فهنيئا لكم بحكومة سموتريتش وبن غفير.