صورة للتوضيح فقط - peopleimagesistock
واجب اوصانا الله به، وخلق إنساني نبيل، من سمة الاصلاء وجميل شيمهم،ورفعة معدنهم، ومن يقظة ضميرهم.
وواقع البشرية اليوم فظيع، مفزع ومروع، حتى بات يعتقد البعض منا ان من يتسببون بكل هذه الفظائع هم من غير جنس البشر. كيف تهدم بيوت المدنيين فوق رؤوسهم؟ كيف يستخدم الجوع والبرد، والمرض والقهر،لقتل الشعوب ؟
هذا ما إشار اليه قداسة البابا، لذلك اسعد قلبي، حيث كنت قد كتبت مقالا عن ذلك سابقا بعنوان " الجوع سلاح دمار شامل " في جريدة الحياة اللندنية، وآخر في صحيفة اللواء اللبنانية، بعنوان " هل الجوع سلاح لقتل الشعوب وابادتها ؟".
جاء في ذلك المقال " ان الجوع بات سلاحا للقتل كالاباتشي والشبح والسيخويل واسلحة الدمار الاخرى ".
قداسته لم يفرق بين معاناة شعب وآخر، لكون هذا مسيحي، وذاك من ديانة اخرى، وحاشا لله ان نظنه غير ذلك. لذلك فجعنا لما حل بشعب اوكرانيا، كما فجعنا بكوارثنا العربية، وما اقترفه " الدب الابيض " بحق اهلنا السوريين معروف، حيث حولها إلى حقل تجارب لاسلحته.
اليوم كشف كبار الخبراء والمحللين الدوليين ان اوكرانيا هي حقل تجارب، في حين كتبت منذ اعوام طويلة ان سورية هي حقل تجارب، وبعد مضي شهر على الحرب الروسية على اوكرانيا، كتبت مقالا تحت عنوان " اوكرانيا - هي حقل تجارب جديد؟ " .
لقد رأينا الواقع وكتبنا ما رأينا، واليوم يؤكد الخبراء والمراقبون والمحللون الدوليون، دقة ما تحدثنا عنه، وهل هناك من ينشد الإنسانية في كل مواقفه، ويسعى لتحقيق العدالة على الارض، ويرفض الظلم اكثر من قداسته ؟
لقد دمر القيصر محطات الكهرباء، وهو يتباهى بذلك، وبات لزاما ان تلفظه كل الكنائس والاديان والإنسانيه معا، وتلفظ كل من على شاكلته، اذ وصل به الامر إلى تدمير دور حضانة الاطفال المعاقين، ممن فقدوا الاتصال بذويهم، ودمر مسرح ماريوبال.
الدب الاحمر بمجازره المتواصلة هذه، برهن للعالم انه عدو للإنسانية وللثقافة والمدنية، وإلا لكان إستهدف الجيش الاوكراني المدافع عن وطنه في ساحات القتال، لا المدنيين العزل.
لقد عانينا جميعا من ارتفاع الاسعار بسبب الحرب على اوكرانيا، خصوصا ارتفاع سعر رغيف الخبز، ومنذ الشهر الاول لاندلاع هذه الحرب، وشخصيا عانيت من ذلك، إذ سارع بعضهم إلى رفع سعر رغيف الخبز، مبكرا.
قداسة البابا إشار إلى معاناة كل الشعوب التي تتعرض لمحن وفظائع مروعة، وقف إلى جانبهم، مواسيا لهم، منددا بما يقترف بحقهم من اهوال وفظائع، داعيا وبصوت عال إلى ضرورة وضع نهاية عاجله لمعاناتهم، وهذا هو صوت الدين الحق، صوت الإنسانية والثقافة والرقي بحق ...
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: [email protected]