logo

‘ شتا مش طبيعي ‘ .. رياح عاتية ، برد شديد وأمطار قليلة - ما الذي يحدث ؟ خبير يجيب عن اسئلة تشغل بال الكثيرين

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
03-01-2023 19:33:35 اخر تحديث: 04-01-2023 13:03:32

لليوم الثالث على التوالي، هبت على مدار ساعات اليوم، رياح شرقية قوية في مناطق مختلفة في البلاد، وبشكل خاص في المناطق الجبلية وشمالي البلاد .

وكانت الرياح القوية قد ألحقت أضرارا بعدد من أعمدة الكهرباء في مناطق مختلفة، واقتلعت أشجارا في مناطق أخرى.
وبدا لافتا غياب الأمطار والرواسب، علما اننا دخلنا في شهر كانون الثاني وقد بقيت معظم أيام شتاء هذا الموسم جافة بلا مطر .

ما الذي يحدث ؟ 

يجلس الناس في بيوتهم في الناصرة أو رهط أو كفر قاسم ويتساءلون عن سبب ما يحدث للطقس ! الشتاء بارد بالطبع، و لكن هل كان دائما بهذه البرودة؟ ما هذه الرياح الجافة ؟ هناك شيء خاطئ ربما يتسبَّب في أن تنخفض درجات الحرارة تحت معدلاتها إلى هذا القدر، ولمدة طويلة كهذه، بينما يتساءل البعض: أين اختفى الشتاء الذي انتظرناه طويلا ؟

"هذا الامر لم يكن مفاجئا"

للحديث عن أحوال الطقس والموسم الشتوي استضافت قناة هلا في بث حي ومباشر من يركا البروفيسور علي صغير – محاضر وخبير في علوم الكرة الأرضية .

يقول البروفيسور علي صغير حول تساقط الامطار في منطقة المركز رغم عدم تهيئة الراصد الجوي لسقوط هذه الامطار: "هذا الامر لم يكن مفاجئا، فالشهر الماضي كان حارا فوق المعتاد وجافا وهذه الأيام لا تزال ايام جافة. المنظومة الجوية التي اسقطت امطار في مركز البلاد وفي الاقسام الجنوبية منها وفي المملكة العربية السعودية نتجت عن منظومة جوية ندعوها في علم الأرصاد الجوية بـ " اخدود البحر الأحمر" والذي يبرز تأثيره خلال فصل الخريف والشتاء كما هو الوضع هذا اليوم، وهذه المنظومة تجلب كميات كبيرة من الرطوبة من المحيط الهندي والبحر الأحمر، لهذا السبب تسقط الرواسب بشكل غزير على المناطق القريبة من البحر الأحمر".

وحول تساقط امطار بكميات كبيرة على شبه الجزيرة العربية كالسعودية والكويت وغيرها، قال البروفيسور علي صغير: "المنظومة الجوية التي تطرقت اليها سابقاً تمتد على طول البحر الأحمر كله، حيث تجلب هذه الامطار معها وتسقطها على شبه الجزيرة العربية. اما بالنسبة للبرد والرياح العاتية التي تأتي مع هذا المنخفض الجوي فهي تصعد الى اعلى الجبال وتبرد وتصل الى درجة التكاثف ويتكون البرد. سبب الرواسب الجوية والفيضانات الجارفة هو هذا الاخدود الجوي، في شمال البلاد لا يصل تأثيره بشكل واضح".

"قد يكون موسم المطر تحت المعدل السنوي هذا العام"

وحول ما اذا كان موسم الشتاء هذا العام سيكون تحت معدل الرواسب السنوي، قال البروفيسور علي صغير: "ربما لان شهر كانون الأول اصبح خلفنا وأيضا معظم أيام شهر كانون الثاني جافة، وهذا يشير الى ان موسم المطر الحالي الذي سينتهي في المدة القريبة قد يكون تحت المعدل السنوي. هذه البلاد على مدى تاريخها عرفت سنوات جافة وهذا الامر ليس بجديد، لأننا موجودين على اطراف الصحراء. القضية الصعبة هي إذا دخل تأثير الاحترار العالمي في هذا الموضوع حيث انه قد يؤدي الى كوارث وخيمة، خاصة وان عدد أيام المطر في المناطق الماطرة اخذ في الانخفاض خلال السنوات الأخيرة، وهناك تغير هائل في سقوط الامطار فهي تسقط بكميات كبيرة خلال مدة زمنية قصيرة مما يسبب بحدوث فيضانات جارفة في المنحدرات الجبلية وخسائر واضرار او احتباس للمطر لمدة طويلة، وهذا ناتج عن الاحترار الحراري العالمي الناتج عن مشكلة الاحتباس الحراري العالمي التي تعاني منها الكرة الأرضية كلها. ارتفاع الحرارة في البلاد أكثر من مناطق أخرى في العالم هو امر غير طبيعي وله مضاعفات وخيمة إذا استمر على هذا المنوال في السنوات القادمة.

وتابع قائلا لقناة هلا: "معدل حرارة الكرة الأرضية فوق الـ 16 درجة مئوية، وتسمح للحياة ان تنشأ على الأرض وان تتطور لو لم تكن غازات دفيئة لكانت حرارة الكرة الأرضية أدني من الصفر وبذلك إمكانية الحياة هنا ستكون معدومة. ولكن غازات الدفيئة التي نطلقها نحن البشر تسبب ارتفاعا في درجات الحرارة، وارتفاع درجتين مئويتين في المناطق المكسوة للجليد يؤدي الى انصهار كميات كبير من الجليد ويتحول الى مياه وهذا يؤدي الى ارتفاع أسطح البحار في جميع بقاع العالم وذلك يسبب تغييراً في توزيع البحار وتغيير مناخي عظيم".

"لم يتم اتخاذ قرارات جدية في هذه القمة"

وأشار البروفيسور علي صغير فيه حديثه الى قمة المناخ العالمي الاخيرة ، قائلاً: "الحديث في شرم الشيخ لم يكن عن تلويث البيئة، بل عن غازات الدفيئة وللأسف الشديد كل قادة العالم خاصة زعماء دول صناعية الكبرى لم يتخذوا أي قرار جدي بشأن تخفيف انطلاق غازات الدفيئة، على ما يبدو هذا امر غير ممكن. غازات الدفيئة ستستمر في الانطلاق ولذلك ستسبب مضاعفات وخيمة. هذا ولم يتم اتخاذ قرارات جدية خلال المؤتمر حتى وسائل الاعلام لم تهتم بهذه القضية".

"منظومتان جويتان تؤثران على كل بلاد"

وحول حالة الطقس السائدة خلال الأيام الأخيرة والتي تخللت رياحا قوية، قال البروفيسور علي صغير: "في هذا الموسم هناك منظومتان جويتان تؤثران على كل بلاد الشام وعلى شرق البحر الأبيض المتوسط. المنظومة الأولى هي مرتفع جوي ذو ضغط جوي عظيم موجود في أرمينيا هناك توجد حقول واسعة من الثلج والجليد، والهواء الملامس لها يبرد ويولد مرتفعا جويا ومن هذا الضغط تخرج باتجاه عقارب الساعة رياح باردة وجافة وتصلنا. اما المنظومة الثانية فهي اخدود البحر الأحمر والذي يكون فعالاً كل السنة. الرياح الباردة والعنيفة والعاتية اتتنا من ارمينيا شرق تركيا اما الامطار التي سقطت فقد سقطت نتيجة لمفعول اخدود البحر الأحمر. اما المنظومة الثالثة فهي تتسبب بسقوط رواسب جوية في الجليل والمناطق الوسطى في البلاد (منظومة منخفضات جوية) تأتينا من البحر الأبيض المتوسط من منطقة قبرص وإذا دخلت الى البلاد تسبب تساقط رواسب جوية، هذه المنظومة غير فعالة في المدة الأخيرة".

وأضاف قائلاً: "الرياح التي شهدناها في الأيام الأخيرة هي قادمة من أرمينيا ولا يعقبها سقوط امطار بينما إذا كانت الرياح جنوبية غربية فهناك احتمالية لسقوط امطار بعد مدة قصيرة، لذلك يجب ان لا نتأمل بسقوط امطار خلال الأيام القريبة".

"تأثير المياه التي ترسل للبحيرة سيكون ايجابياً"

وحو لمشروع ضخ مياه محلاة الى بحيرة طبريا، قال البروفيسور علي صغير:"المياه التي ترسل لبحيرة طبريا هي مياه محلاة وهذا الوضع سيسبب ارتفاعاً في سطح مياه بحيرة طبريا، وبذلك لا تتكون جزر عند شاطئها الشرقي. اما بالنسبة لاسماك بحيرة طبريا فكلها اسماك تعيش في مياه عذبة وليست مالحة، والمياه التي ترسل الى بحيرة طبريا ليست كالمياه التي تأتي من نهر الأردن تحتوي على عناصر كيماوية ومعادن تدخل الى البحيرة وتسبب نمو طحالب مفيدة للبحيرة. الامر يحتاج الى دراسة اكثر ولكنني اعتقد ان تأثير المياه التي ترسل للبحيرة سيكون ايجابياً".

لمشاهدة المقابلة الكاملة عن قناة هلا - اضغطوا على الفيديو اعلاه 



تصوير : فيرد منور - رابطة مدن طبريا


تصوير موقع بانيت